أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الطائي - هل العراقي قاسي القلب ....؟؟














المزيد.....

هل العراقي قاسي القلب ....؟؟


سعد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوأل وجهه لي احد الاخوة العرب ..هل العراقي قاسي القلب ....؟؟.وهو متاثر بمشاهد سفك الدم العراقي.. وقطع الرؤوس .. والتفجيرات اليومية ..والمفخخات والهاونات ..في الاسواق..مواقف العمال ..ودور العبادة..والى اخرصور الوحشية ... لكي نعطي جواب واضح سوف اعود الى حال العراق والعراقيين منذ مرحلة الاستقلال السياسي مطلع القرن العشريين حيث ظهرت مملكة العراق يحكمها ملك من الاسرة الهاشمية ...كان المعارضين السياسين على قلتهم عندما يتم اعتقالهم كانت قوى الامن تطلب من السياسي ان يجلب معه أغراضه الشخصية ( البطانية والوسادة ..)وبعد ايام معدودات يعاد الى اهله مع الاعتذار ...بعد انهيار الحكم الملكي عام 1958وقيام الجمهورية... حكم العراق الزعيم عبد الكريم قاسم ...وخلال حكمه كانت دائرة الامن العامة عبارة عن بناية صغيرة في منطقة السعدون وسط اول واكبر حديقة عامة في بغداد تسمى بارك السعدون ...وكان اطفال المنطقة السكنية يلعبون الكرة امام الباب الرئيس لبناية الامن العامة ....وكلنا نعرف حادثة محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم ...وكيف منح العفو عن القائمين بالمحاولة (ومنهم صدام حسين )..ويمكن للقارئ الكريم ان يتصور الهدوء والسكينة التي كانت تعم المجتمع العراقي ....بعد سقوط نظام عبد الكريم قاسم ..في عام 1963ومجيءحزب البعث للسلطة ..قامت حملة من التصفيات الجسدية للمناوئن السياسين وعلى ايدي مليشيا حزب البعث المسماة الحرس القومي راح ضحيتها الالاف من الشباب العراقي وتم خلالها انتهاك الاعراض للعديد من النساء في المعتقلات الوقتية (في المدارس)...في نفس السنة تم للرئيس عبد السلام عارف الانقلاب على قيادة حزب البعث واعاد الامور الى نصابها ...وعاش العراق خلال حكمه وحكم اخيه عبد الرحمن عارف في هدوء وسكينة مرة اخرى وظلت بناية الامن العامة على حالها بناية صغيرة تلعب الصغار امامها الكرة ...وفي عام 1968استلم حزب البعث السلطة بعد ان اغرى قسم من ضباط الحرس الجمهوري بالانقلاب على سلطة الرئيس عبد الرحمن عارف ...ماذا حدث بعد ذلك ؟؟؟قام حزب البعث (وكان صدام حسين المسؤل عن الجناح العسكري )باقصاء الضباط الذين ساعدوا الحزب لاستلام السلطة بحركة غدر وخيانة ونكران جميل ...بعدها قام الحزب بتوسيع بناية الامن العامة تدريجيا وراح يستولى على البيوت السكنية المجاور الواحدة تلو الاخرى حتى اصبحت الامن العامة تضم جميع المنطقة السكنية (وضم اليها حدائق بارك السعدون )وقام باغلاق الشوارع ووضع السيطرات المسلحة في مداخل ومخارج المنطقة ..اي تحولت البناية الصغيرة الى مجمع بطول وعرض عدة كيلومترات..لماذا هذا التوسع ...ببساطة لاحتواء الاعداد المتزايدة من الشعب و كل من يشك في ولاءه وكانت المجاميع التي تدخل لا يعرف لها مصير (الداخل مفقود والخارج ان وجد مولود )وكانت العوائل لا تعرف مصير ابناءها الموقوفين والمفقوديين ..ولا يمكن حتى السوال عن ابناءهم ..ثم ظهرت بعد ذلك اجهزة امنية خاصة وغير خاصة لا يعرف عددها ولا مقراتها ولا واجباتها (طبعا غير قمع المعارضة )..ثم بعد ان ضاق المجمع الامني في بارك السعدون بمن يحويه من اجساد بشرية ...قام النظام ببناء قلعة امنية اخرى تحوي اخر ما توصلت له التكنولوجيا الحديثة في التعذيب ..في منطقة البلديات ...وبذلك اصبح هناك مجمعين ضخمين للاعتقال ..هذا كله في بغداد العاصمة ..اما في المحافظات فهناك ما يكفي لكل سكان المحافظات من معتقلات وسجون ...هذا كله على المستوى الداخلي اما على المستوى الخارجي فنذكر هنا الحرب العراقية الايرانية حيث زج النظام العراقيين بحرب لا معنى لها ولا سبب سوى تصفية الخصوم والمعارضة الداخلية (متمثلا بنصائح ميكافلي في كتابه الشهير الامير حيث ينصح ميكافلي الامير بفتح جبهة خارجية لتصفية الخصوم والمعارضة بحجة العمالة للاجنبي في ظل ظروف الحرب والاحكام العرفية )ثمان سنين من عام 1980 الى عام 1988 راح ضحيتها الالاف من الشعب العراقي بين قتيل ومعوق واسير ومفقود ...اضافة الى المهجريين من دورهم بحجة التبعية الايرانية علما بانهم من حملة الجنسية العراقية ..بعد هذا ..النزيف الحاد للدماء ...لم يستطيع النظام الحاكم من الركون للسلم والعودة للبناء واصلاح ما يمكن اصلاحة من الشخصية العراقية المدمرة بفعل الحروب المستمرة والمهلكة ...اقول لم يهدء النظام بل واصل مسلسل الحروب والغزو وذلك باستهداف الكويت وترويع اهلها في ليلة سوداء وهم امنين في بيوتهم ...لقد اصابهم ما اصاب الشعب العراقي من اهوال طيلة حكم البعث وعانى الكويتين لمدة ستة اشهر فقط ما عانى العراقيين لمدة 35 عام ..وهم لا يزالون يذكرون ما حصل لهم بمرارة ...اقول ان الشعب العراقي عانى من حرب الخليج الثانية المزيد من الاذى والبوس وحصار لم يجد له التاريخ مثيل ...بعد هذا المسلسل المفزع والرهيب هل يحق لاحد ان يتسائل ان كان العراقي قاسي القلب ....؟؟؟؟
الدكتور سعد الطائي



#سعد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وايران...... زواج متعة ام كاثوليكي؟
- نهاية الرئيس صدام حسين..... دلالات وعبر
- بين الرئيسان جيرالدفورد وصدام حسين ......موعد ولقاء....!!!!0
- الانظمة العربية.... وواقع الحالة العراقية!!!!!0
- الأزمة اللبنانية بين السيد والسنيورة بطولة عمرو موسى
- الديمقراطية قادمة بحكم التكنولوجيا؟؟؟؟
- على هامش الملف النووي الإيراني ...القنبلة النووية الشيعية... ...
- الحوار المتمدن في عامه الخامس..دلالات وأبعاد وافاق رحبة للتط ...
- الفراغ الأمني لمنطقة الشرق الأوسط ,ماذا؟؟شرطي أم شرطيان..؟؟؟
- هل حان الوقت لوقفة جادة إزاء ممارسة الاغتيال السياسي ؟؟
- المراءة العربية بين المطرقة والسندان
- كيف نحمي الدين من السياسةوالسياسة من الدين ؟؟/ الحجاب النسائ ...
- هل مطلوب من الاحزاب الشيوعية العربية اعلان البراءة من الالحا ...
- الحالة العراقية ماذا والى أين؟ الخيار الامريكي
- الحالة العراقية ماذا والى اين؟ المأزق الامريكي
- قناة الجزيرة الفضائيه .....رائ خاضع للنقاش
- كيف نحمي الدين من السياسية/الزكاة4
- كيف نحمي الدين من السياسية/تنظيم المنابر3
- الحالة العراقيةماذا والى اين/ العفو العام4
- الحالة العراقية ماذا والى اين/ دور العشائر2


المزيد.....




- جامع الشيخ زايد الكبير.. أبرز الحقائق عنه
- بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها.. خريطة توضح المنطقة الحدود ...
- مراسم تنصيب بوتين رئيسا لروسيا لولاية جديدة (مباشر)
- ما هي الأسلحة النووية التكتيكية التي تريد روسيا إجراء تدريبا ...
- مصادر مصرية تكشف لـRT حقيقة إغلاق معبر رفح بالكتل الخرسانية ...
- الصين تنجح بإطلاق صاروخ فضائي جديد صديق للبيئة
- -يديعوت أحرونوت-: مصر قد تقلص العلاقات الدبلوماسية مع إسرائي ...
- ريابكوف يفسر سبب دعوة الدول غير الصديقة لحضور مراسم تنصيب بو ...
- نجل زوجة قائد الجيش الأوكراني يقود مسيرة النصر السوفيتي في أ ...
- تحرير ما لا يقل عن 107 مهاجرين من الأسر جنوب شرقي ليبيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الطائي - هل العراقي قاسي القلب ....؟؟