الانظمة العربية.... وواقع الحالة العراقية!!!!!0

سعد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 1779 - 2006 / 12 / 29 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يمارس بعض الحكام العرب والذين لهم ملفات شائكة ...في قضايا انتهاك حقوق الانسان ..واحتكار السلطة ...والفساد.... أقول يمارسون سياسة وتكتيك... في ارهاب المواطنين وزرع التردد والاحباط في انفسهم... وذلك من خلال نشر صور العنف والقتل الجاري على الساحة العراقية.. والممارسات السلبية للقوات متعددة الجنسية ... وهم بذلك يعطون المتلقي الانطباع بأن المطالبة بالاصلاح والديمقراطية سيكون ثمنه ما يجري الان وما يتعرض له الشعب العراقي...وان هذه المطالب يجب ان تمرمن خلالهم وهم على رأس السلطة ....حتى ولو تطلب الامر عقودا طويلة اخرى من الانتظار ...والويل كل الويل لمن يستعينو بجهات صديقة ....حيث سيضعون انفسهم في خانة العملاء والخونة وهي احكام مسبقة يمكن ان تلصق بكل معارض يسعى للخلاص من الدكتاتورية والتسلط .
وهنا احب ان اقول...
اولا ان الشعب العراقي اليوم يواجه هجمة شرسة من كل اعدائه ...ومن دول الجوار التي تسعى لوئد التجربة الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات التي طالما حلم الشعب العراقي بها...لترتفع به الى مصافي الدول التي تخدم المواطن وتصون حقوقه وهذا البناء شاق ومؤلم ويتطلب الجهد والوقت...
ثانيا ان الشعب العراقي قد عانى كثبرا خلال العقود الثلاثة الماضية من هدر للحقوق وسرق للاموال- حتى وصل الحال به الى ماهو عليه الآن- بسبب الحماقة وسوء التصرف والاستهتار بكل القيم والمقدرات ... هل يعرف المواطن العربي كم من الارواح قد زهقت في حرب الخليج الاولى والثانية مع اجارة ايران والكويت ولزمن أمتد لربع قرن وكم عدد المععوقين وجرحى الحرب ناهيك عن الخسائر المادية وخسارة فرص التقدم والتطور ..؟؟؟؟.
هل يدرك العربي كم من العراقيين قد تم تهجيرهم قصرا وبدون اية حقوق الى خارج الوطن بحجة التبعية الايرانية وهم اصلا من حاملين الجنسية العراقية ؟؟؟؟
هل يعلم العربي كم من المعارضة ومن القادة سياسيين وعلماء دين ووطنيين قد تم تصفيتهم بالقتل أو التشريد أو السجن أو الملاحقة ... حتى طال الاغتيال شخصيات عراقية معروفة خارج العراق ؟؟؟؟ ؟
هناك الكثير من العرب يعجب لصبر العراقيين وقدرتهم على التحمل ... ان السبب ببساطة انهم عاشوا القهر لعقود طويلة ولم ينعموا بالراحة والاستقرار والطمأنينة
ان الشعب العراقي اليوم وبالرغم من كل الصعوبات التي يواجهها بعرف انه يضع قدمه على الطريق الصحيح لرحلة المليون ميل ... وهذا ما يهون الصعوبات !!!!!
ان العراقيين لا يستغربون اذا ما عرفوا ان بعض الانظمة العربية لا تمد يد العون والمساعدة في حل المشاكل التي تواجه النظام الجديد في العراق.... والذي يساهم فيه كافة اطياف الشعب العراقي ....وبالتوافق تحت قبة البرلمان.... وهو ما تفتقر له الغالبية العظمى من الدول العربية ... بل ان العراقيين لا يستغربون ان تساهم بعض الانظمة العربية في تأزيم الموقف في العراق واذكاء الفرقة والتصارع بين العراقيين ...
ان هذا الموقف المعيب لهذه الانظمة مرده عدم رغبتهم في نجاح التجربة الديمقراطية العراقية .....وثانيا تصفية حسابات مع الخصوم الايديولوجين وكما هو واضح بين الفكر الوهابي والحركات السياسية الشيعية.... خوفا من امتداد هذه التيار المقوضة لسلطة الحكم في بلدانهم .... ومحاربة القوات الامريكية وخلق المتاعب لها بسبب موقف الادارة الامريكية لانظمتهم..... وهذا لايخفى على متتبع او محلل للاوضاع السائدة.....
وهنا نرجع لنقول ان بعض الحكام العرب يستخدمون العراق ومعاناته لتخويف شعوبهم وتحجيم دعواته للتحولات الديمقراطية.
وكأنهم يخيرون شعوبهم بين ....القتل والتشريد وغياب الامن والاستقرار ... وبين القبول بالامر الواقع لانظمتهم ...
وهذا يذكرنا بمقولة القائد طارق بن زياد الى جنوده وهو يجتازالبحر لملاقاة الاسبان "العدو من امامكم والبحر من خلفكم وعليكم الاختيار ؟؟؟؟؟؟"
والسلام
الدكتور سعد الطائي - العراق

#سعد_الطائي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل