أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - النجفي الصافي ..202














المزيد.....

النجفي الصافي ..202


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 09:05
المحور: الادب والفن
    


أما حسن التناول فلعل النجفي من أبرز شعراء عصرنا قدرة علي اخراج شعره وتخليصه من الضعف وتنقيحه ليجيء معبّراً بكفاية عن الفكرة التي يتناولها. يقول مفتخراً بنضاله ونضال أخيه:
سجنت وقلبي في العلا سجنوا أخيوآمل في العلياء أن يسجنوا الأبنا
إذا لم نورّثْ تاجَ مجدٍ وسؤددِ لأبنائنا طرّاً نورثهم سجنا
والبيتان من أفضل ما قيل أو يقال في الفخر، علي بساطة التراكيب فهما ووضوح الصوغ، وعمق الفكرة، حسب آراء بعض النقاد.
لم يكن النجفي ضيق الأفق، فلم يقتصر شعره شأن كثير من شعراء العصر علي موضوعات محدودة لا يتعداها، بل كان الكون كله مسرحاً لتجاربه الشعرية وفي ذلك دليل علي اقتداره، وغني مخيلته، وتمكنه الشعري، فقد شملت موضوعاته الوصف والحكمة والإنسانيات والاجتماعات والنقد والفكاهة، فهو في الوصف مبدع دقيق الملاحظة، يقول في وصف ضفدعة :
مغنيتي في الليل ضفدعة جذليتَغبُّ الطلي ماء فتغدو به ثملي
من الماء في فيها اصطفت وتراً لهافتعزف لحناً بالمياه قد ابتلا
وهو قليل الإختفاء بالصور البيانية في وصفه وحكمه، مقتصد فيها إلي أبعد الحدود، لأنه يؤمن أن الشعر فكرة قبل أن يكون صنعة، لكنه يجري أحياناً وراء الفكرة، ويهمل عناصر الفن الأخري حتي يقع في عيوب النثرية، ولكن من المفيد هنا أن نذكر ما قال عنه الأديب الكبير عباس محمود العقاد أنه أشهر شعراء العربية وكتب عنه مخطوطاً يقول في أثنائه: «لا يكفي أن يدرسَ الصافي أديبٌ واحدٌ، بل يجبُ أن يدرسَه مائةُ أديبٍ لسعةِ آفاقه الشعرية».
الصافي النجفي مع الحبِّ والمرأة
لم يتزوج الصافي وعاش عازباً. وتعلق في دمشق بحب فتاة تدعي «الست سامية» لكنه اكتفي بنظم قصيدة جميلة بحقها ولم يتقد بخطوبتها كما توقعت :
خلقت حبيبتي لما خلقناففيم أتيتني بعد الشبابِ
لقد كنّا نتيهُ بقفرِ حبٍّظماء لا نعب سوي السرابِ
فليس اليوم يروي منك شوقيولو أني شربتُك كالشرابِ
عرفتكِ بالضمير ولم يَبنْ ليخيالُك في ملامحه العذابِ
ولما ان رأيتكِ قلت شمسأضاءت لي وكانت في غيابِ
كأنا زورقانِ قد التقيناهوالِكَ في مصارعة العبابِ
تماسكنا حناناً واتحدناأقارب نلتقي بعد اغترابِ
تلاقينا وقد ولّي شبابيفارجع لي اللقا عهد الشبابِ
شباب جل عن نزق وطيشفما تخشي العواقب في الحسابِ
سيحسدنا الشباب علي هواناويدرس عندنا فن التصابي
ثم تعلق بماري الراهبة الجميلة، وكان يلتقيها في بيت أهلها وهي تهم بدخول الدير لأنها منذورة :
قالت سأنأي عن الدنيا بصومعةقلت اجعليها بحق اللّه لاثنينِ
فهل تضيق بدنيا الحب صومعةتحوي مليكين بل تحوي ملاكينِ
ما نحن لما اتحدنا بالصفات سويروح وأن حسبت في العدِّ روحينِ
روح من الملأ الأعلي قد انقسمتبين العراق وبين الشام نصفينِ
فهل توحدنا دار تكون لناكالقشر يجمع في أحشاه لبينِ
كلاهما لاجئ في قلب صاحبهمن عالم الناس أو من عالم الشينِ
وهل تضيق بدين اللّه صومعةعن ضم حرينِ بل للّه عبدينِ
لا غرو إذ كلنا للّه منقطعأن ضمنا اللّه منه تحت جنحينِ
اللّه ثالثنا في جوف معبدناولا أقول إلهي ثالث اثنينِ
وله هذان البيتان في الحب والمرأة :
تمنيتُ من خدّي حبيبيَ قبلةًوما خدّه الوضّاء غيرُ شعاعِ
فجادَ بها لكن بوقتِ وداعهِفيا ليتَ كلّ العمرِ وقتَ وداعِ
وهكذا كان شاعرنا الصافي ينظم أبياتاً جميلة في المرأة في فترات متقطعة من حياته، ولكنه في نهاية المطاف ترك الدنيا أعزب، ويقول الأستاذ الخليلي في أسباب عدم زواجه: والشيء الذي أنا متأكد منه أو قل شبه متأكد علي الأقل إنّه كان في كل حبه خائباً وإني لأستبعد أن يكون حبّ المرأة له حباً متبادلاً من ناحية العاطفة الجنسية وإنّما هو حب إعجاب من المرأة بشعره ورقته وإكباره واحترامه ذلك لأن الصافي لم يكن يعني بهندامه وملبوسه وبالمسائل المستحدثة «الأتكيت المألوف» في المجتمع ثم هو لم يكن من الجمال الذي يجذب امرأة حسناء لها نضارة الوجه وأناقة الملبس وحسنة السليقة والذوق ك «سامية» التي قال فيها قصيدته البائية، وقد بالغ الصافي في ذكر دمامة وجهه وقبح صورته كما فعل قبله الشاعر الحطيئة، حتي قال في ذلك تهكماً :
لذاك تبدو لعيني المرآة بعض الخصومِ
إني لأرثي لعينترنو لوجهي الذميمِ
لو كان وجهي بكفيالقيته في الجحيمِ
أبيع جسمي بدينلو صح بيع الجسومِ
صحيح أنه قد بالغ في دمامة وجهه الذي يشبه كثيراً وجه الزعيم الهندي الشهير المهاتما غاندي كأنهما توأمان ولكنه لم يبالغ في إهماله لمظهره حين قال:
أنتم نظرتم ظاهري فضحكتموونظرتُ باطنَكم فعدتُ ضحوكا
فلنبقَ نضحكُ لستُ قطُ بظاهريأهتمُ إن يكُ بالياً مهتوكا
كلاّ ولستم تحفلونَ بباطنٍإن كانَ باطنُكم غدا مهتوكا
وفي مذكرات أكرم زعيتر أنّ الصافي نشر مقالاً في جريدة الجزيرة الدمشقية، حول المرأة التي يريدها، فعدد الشروط، وقال:
«علي أن لا تطلب منّي مالاً، ولا جمالاً، ولا كمالاً، لأني لا أطلب شيئاً منها، وأن لا تطلب منّي صحة لأنني مصاب بضعف في القلب، وتضخم في الكبد ومرض في الكلية هو داء الرمل وضعف الأعصاب، والتهاب الحنجرة وغيرها...».



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيعر: سةركار خانم / ناهيد محمدي
- صور قديمة من مندلي/1
- مركز ايسن للتوعية ISIN.C.M.A
- يا عَلَمي يا عَلَمي /112
- ماضي الوهم
- سياحة الأمثال ...1
- لباب مكتبتي ..قسم 222
- أمثال كردية من بدرايا – بدرة /باقة 1
- لباب مكتبتي ..قسم 1
- اني شغفتُ بالرمان..
- لمحات اجتماعية من قزانية / 141
- قرأتُ لكم ...1
- من إدارات مركز مندلي الحضاري :
- * مصادر الخزا بحث:
- الفصل الخامس منالخزل
- الفصل الرابع / مقالتانِ أخريانِ عن الخزل
- الفصل الثالث / مقتطفات الخزل
- الفصل الثاني/ الإستنباط و ما أراه الآن عن هذه القبيلة الكورد ...
- الفصل الأول// الخزل
- أنا أشدو


المزيد.....




- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...
- ارتفاع شعبية فرقة -آي يولاه- البشكيرية في روسيا وخارجها (فيد ...
- معرض الكتاب العربي العاشر في صور.. ثقافة تقاوم الدمار الإسرا ...
- سينمائيو ذي قار يردون على هدم دور السينما بإقامة مهرجان للأ ...
- بحضور رسمي إماراتي.. افتتاح معرض -أم الأمة- في متحف -تريتياك ...
- مسلسل مصري شهير يشارك في مهرجان أمريكي عالمي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - النجفي الصافي ..202