أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض بدر - دق الإسفين















المزيد.....

دق الإسفين


رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 07:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الرد الأوروبي – الصيني على إجراءات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حازم وفاعل في الوقت نفسه, فالذي لم يحسب حسابه ترمب ان إدارته ستحظى بدعم شعبي لسياساته هذه لكن المرآة عكست شيئا اخر.

ترمب ذو الشخصية المتعجرفة التي لا تسمع إلا لنفسها وما توسوس له عنجهيته بالإضافة الى مستشارين محددين مثل نائبه فانس وبيتر نفارو مستشاره التجاري والصناعي (مطور عقدة الكراهية ضد الصين وليس المشاركة) لكن في الوقت نفسه فان الانشقاقات في إدارته والتي ذكرته في مقالتي السابقة في شهر اذار/مارس قد وصلت لمستويات اللاعودة, فنفارو لا يطيق فانس والعكس وكما توقعت حينها بان ماسك قد يكون كبش الفداء فتم التخلص منه فعلا حيث هو يمثل الحلقة الأضعف في هذا المثلث الجهنمي.

إذن خلال 3 شهور فقط نجح الأوروبيين في شق الصفوف بواسطة ضرب البورصة بالإضافة الى الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها أوروبا ردا على تصرفات ترمب.

قبل ان اتعمق اكثر اود ان اشير ان الاتحاد الأوروبي قد عاقب قبل يومين اثنين من عمالقة التكنولوجية الامريكية وهي شركة آبل Apple كذلك شركة ميتا Meta عملاق شبكات التواصل بفرض غرامة تاريخية عليهمها بلغت 500 مليون يورو (اكثر من نصف مليار دولار) لخرقهما قوانين عدم الاحتكار الأوروبية وهاتين الشركتين بالذات أصحابها مقربين جدا من ترمب بل من اكبر داعميه فكانت بالفعل رسالة غليظة وموجعة بعد سلسلة الغرامات التي تعرضت لها شركات أمريكية عملاقة في السنوات الأخيرة فاقت بمجموعها 250 مليار يورو (اكثر من ربع ترليون دولار).

الضربة الموجعة التي تكبدتها الأسهم الامريكية هذا الشهر بلغت أرقاما غير مسبوقة لكن المثير ان اكبر المتضررين هم داعمين لترمب وإدارته, وهنا بيت القصيد, فقد باع هؤلاء كميات اسهم بمليارات اليوروات خلال ساعات قليلة مما سحب البساط من تحت ترمب وهو امر غير مستغرب إذا ماعلمنا ان الأثرياء وطنهم النقود وليس التراب والحدود.

امتثل دونالد ترمب لجرة الاذن هذه وها هو يتفاوض بكل انسيابية بل ومرونة مع التنين الصيني الذي لم يكد لهيب أنفاسه يعبر الاطلنطي إلا وقد اذعن له ترمب.
ترمب يقول ان هناك اتفاقا جيدا تم التوصل اليه مع الصين لكن التسريبات من مقربين او حتى من شخصيات داخل إدارة ترمب تقول غير ذلك بل تذهب إلى ان المفاوضات لم تبدأ حتى بل حتى على الجانب الصيني فان الغموض يكتنف المشهد ولا تتحدث الصين عن أي اتفاق ولا حتى قرب توقيع اتفاق. (صرحت الصين انه بالفعل لا يوجد أي مباحثات ولا مفاوضات بعد كتابتي لهذه المقالة وقبل نشرها). أي ان ترمب يكذب وهذه ليست المرة الأولى خلال شهر، والكذب علامة الضعف والاهتزاز وليس القوة.

ثلاث اشهر كانت كافية لجعل الولايات المتحدة تترنح امام العالم, فانت لا تستطيع ان تحارب العالم كله لوحدك ولا حتى مع شريك معين مهما كان قويا.

فعلى الصعيد الاوكراني يبدو ان محاولات الإدارة الامريكية فرض اتفاقية سلام بين روسيا وأوكرانيا ذهبت ادراج الرياح وفق تصريح وزير الخارجية الامريكية ماكرو روبيو الذي بين ان فرص تحقيق سلام باتت شبه معدودة رغم تقديم مسودة اتفاق الأسبوع الماضي ينتظرمنها رد من الجانبين الأوروبي والاوكراني عليها. فجاءه الرد من روسي بشن هجمات غير مسبوقة منذ بداية الحرب على أوكرانيا كبدت الاوكرانيين واسلحة الناتو الكثير وجعلت ترمب يصرخ بالفعل.

أوروبا لا سيما الاتحاد الأوروبي وإدارة حلف الناتو لن يوافقوا على أي اتفاق لوقف إطلاق النار, فهذا مُحال المحال لانهم يعتبروه انتصارا لبوتين عليهم الامر الذي له تبعات كارثية عليهم.

أي اتفاق لوقف اطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا هو ضربة نجلاء لحلف الناتو مما يعني سقوط حكومات داخل الاتحاد الأوروبي الذي يمر بموقف سياسي لا يحسد عليه لا سيما بعد الإطاحة بحكومة المانيا التي سقطت دون ضربة قاضية حتى جراء سياساتها الخارجية أولا ثم الداخلية لا سيما فيما يتعلق بالاقتصاد وقطعهم الغاز الروسي الذي شل بالفعل الصناعة الالمانية, وفي فرنسا لايختلف الامر فحكومة فرانسوا بيرو هشة لدرجة انها ممكن ان تسقط دون عاصفة انما بنتائج غير مباشرة للحرب في أوكرانيا, فأحزاب اقصى اليمين التي هي من تمسك العصا الان تتربص الغلطة الصغيرة بهذه الحكومة كي تُسقطها كما فعلت قبل شهرين وبسهولة متناهية.

كذلك إيطاليا لا تريد أن تتكسر تلك المرآة التي اخرجوها للإيطاليين حيث انها الحكومة الأوروبية الوحيدة التي نالت استحسان غالبية الشعب وتخوض رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وحل سميك كي تخرج ولو بانتصارات متواضعة ترضي الناخبين وتهدئ من روع الترنح الاقتصادي، لذا فهي ليست بحاجة لاي تعكير صفوا وان كان صغيرا وبعيدا.

وسابقى في أوروبا حيث لم تسلم من التهم والقذائف الترامبية ناعتا الاتحاد الأوروبي بابشع الاوصاف بل هو اول رئيس امريكي يهاجم الأوروبيين لا سيما الاتحاد الأوروبي بوصف الاتحاد بانه أنشئ لتدمير الولايات المتحدة. أي انه سيعمل على محاربته ولا يحتاج الامر لتأويل. (في مقالة قديمة لي قبل حوالي 10 سنوات ذكرت ان الولايات المتحدة تعتبر ان أي اتحاد هو عدو لها كما حدث مع الاتحاد السوفيتي وان سياتي يوما يعادون الاتحاد الأوروبي).

أساس رملي.
-----------

الداخل الأمريكي بالأمس خرجت تظاهرات مناهضة لترمب وإدارته وهي المرة الثانية خلال شهر عمت الولايات الامريكية منددة بسياساته رغم انه قدم كبش فداء تمثل بطرد ايلون ماسك فان هذا سيسكت الشارع ويهدأ من روع المنظر, لكن هيهات, فوعوده لم يتحقق منها أي شيء رغم ان لم يمضي على تسنمه المنصب سوى اقل من 4 اشهر لكن الأمور واضحة النتائج جراء سياساته لا سيما تلك الإدارة التي تم خلقها المسماة دائرة الكفاءة الحكومية DOGE والتي لم تخلق سوى المشاكل وطرد عشرات الالاف من الموظفين واغلاق اقسام حكومية بل تعدت الى قطع تمويلات للجامعات الامريكية العتيدة والهيئات الإنسانية التي كانت واجهة أمريكا البيضاء والوحيدة.

العداوة المستعرة الان بين ترمب و رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول التي امست عداوة شخصية اكثر منها مهنية لمصلحة الولايات المتحدة والنظام المالي فيها, فحسب الدستور ان الرئيس ليس له سلطة على الاحتياطي الفدرالي بل لا يجب عليه الاتصال بهم ولا حتى زيارتهم ولا استقبال رئيسه, لكن ترمب حاول خرق هذا بتوعد جيروم باول بطرده وهم امر مستحيل حسب القوانين الامريكية ويتجلى هذا بعد ان غير ترمب من حدة تصريحاته ضد باول, وبقراءة بسيطة لشخصية ترمب سنجد ان ترمب عندما يتراجع فهذا ليس لانه رأى امراً افضل, لا والف لا, بل لانه اصطدم بجبل جليدي غاطسه اكبر واعمق من ظاهره لم تنجو منه سفينة من قبل.

هنا دعوة للنظر للمشهد بعين النسر وسنرى بوضوح كيف ان ترمب وإداراته دخلوا مستنقعا لا خروج منه, فهم ان تنازلوا عن شعاراتهم واهدافهم (شخصياتهم لا تدل على هذا) سيسقطون بالضربة القاضية في التقييم النصفي (بعد مرور سنتين من استلام ترمب منصبه) وبأفضل الأحوال بعد نهاية فترتهم الرئاسية, فالشعب والناخبين سينبذونهم اكثر الى غير رجعة, وان هم استمروا في نهجهم فان المشاكل بل العداوات الدولية ستكون ذات لسعات قاتلة, فالكارتل بين أوروبا والصين يبدو انه بدأ يتشكل وان كان تلقائيا, وهنا أذكر كلمة نائب الرئيس الأمريكي فانس التي القاها في مؤتمر ميونخ للأمن حيث تعدى كل حدود الدبلوماسية باندفاع شبابي متناسيا ان قوة أمريكا باقية فقط ببقاء العلاقة مع أوروبا حميمة ومصيرية, حينما قال للأوروبيين في عقر دارهم " ان عدونا ليست الصين وليست روسيا, بل انتم"

تحيتي



#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين فانس وماسك إدارة ترمب تترنح مبكرا
- هل فعلا ترمب خيار امريكا الجيد !
- وكشر ترمب عن انيابه
- بين الافتتان والحقيقة
- بين صواريخ إعلامية و قبة حديدية خريطة المنطقة الجديدة
- هل وضِعتْ ساعة الصفر لاجتياح لبنان !
- لهذا رفض بوتين انهاء الحرب !
- هل وضعت الحرب في اوروبا اوزارها !
- كيف سيطر بوتين على 70% من يورانيوم العالم !
- قمة جنائزية
- بالأدلة والاعترافات, هذه القوات خططت لتدمير سد نوفا كاخوفكا ...
- اسدال الستار على امريكا
- هل فعلا خططت إسرائيل لاغتيال صدام حسين ؟
- عام قبل الحرب العالمية الثالثة
- فضيحة قطر غيت
- هل اطلق بايدن النار على اوروبا !
- ماذا يخفي حلف الناتو بتصنيفه روسيا دولة إرهابية !
- هل طردت الصين شولز برسالة الى اوروبا !
- وباء ام حرب - الجزء الثالث
- هل كان كمينا روسيا ! قصة الضربة المزدوجة


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض بدر - دق الإسفين