أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد عنوز - الأفعال الدموية دليل على فقدان الوطنية















المزيد.....

الأفعال الدموية دليل على فقدان الوطنية


محمد عنوز

الحوار المتمدن-العدد: 1801 - 2007 / 1 / 20 - 12:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تتباهي الشعوب بأفعالها وتاريخها وطرق العيش في أوطانها وبمكانتها في المجتمع الدولي على طول تاريخ البشرية وفي ذات الوقت تتسابق الكثير منها لتقديم أفضل خدمة للإنسانية من خلال علمائها أو بتوظيف إمكانياتها في هذا المجال أو ذاك، أكانت تلك الإمكانيات فردية أو جماعية، وتؤشر بكل وضوح على الفترات المحزنة الناتجة عن السلوكيات المخزية جراء تسلط الحكام بالضد من الإرادة الوطنية العامة أو بسبب العجز في حماية مصالح المجتمع جراء تمزيق وحدته الوطنية، أو دفع بلاد بأهلها ومالها إلى أتون حروب عبيثة، أو زجها في صراعات لا طائل منها ولا مبرر لها، أو توفر البيئة الصالحة لجماعات القتل والعدوان على النفس البشرية التي تنشر الرعب وليس سوى الرعب، وهذا هو الإرهاب بعينه، فهو لا هدف له سوى أزهاق الأرواح وتدمير كل الألواح.
كما إن الكثير من الشعوب لا تستهجن تلك الفِعّال الإجرامية وتستنكرها بل تعمل بكل جديّة لنبذها وتحصين المجتمع من الإنزلاق فيها مرة اخرى، والأكثر من ذلك تتصدى لها بكل جرأة ولا تضع عليها رداء المقاومة، لأن المقاومة ليس لفظ مجرد، بل هي حق مشروع، أساليبها متعددة، وأهدافها محددة، ودوافعها واضحة، ولها أخلاقيات يدركها الأمي والمتعلم، وهي لا تقوم إلا بدافع أخلاقي مجسد في السلوك اليومي، ولن تحقق النصر على الإطلاق عندما تتجاوز تلك الأخلاقيات!!!
وهنا ولا نريد سرد حوادث التاريخ منذ ظهور الأقوام ونشوء الأوطان واساليب المقاومة في كل مكان، ولكن نجزم إن مثل هذا الأمر ينطبق على العرب ومن سبقهم أو لحقهم من الأقوام ، كما ينطبق على المسلمين وكل من سبقهم من الأديان، كما لا يستثني أي حزب من الأحزاب ...
ففي يوم 16/1/2007 ثكلت 60 عائلة بابنائها وبناتها من طلبة واستاذة الجامعة المستنصرية جراء الفِعلّة الدموية والجريمة الإرهابية المنظمة، وفُجعت أكثر من 136 عائلة أيضاً لتعرض أبنائها وبناتها لجروح متنوعة، وكما هو معروف فإن الجامعة المستنصرية كبقية جامعات العراق ... جامعة الطاقات ... جامعة الشباب والشابات ... جامعة العلم والعلماء ... ولكن جريمة اليوم كبقية الجرائم المتواصلة غدت جامعة لإزهاق الأرواح أيضاً.
وتكررت العمليات الإرهابية بعد واقعة الجامعة المستنصرية في الأيام التالية، في أكثر من مكان وحصدت عشرات الأرواح، فنحن اليوم يحصدنا الإرهاب جماعات جماعات، ولا نجتمع عليه ونسحقه بالإجماع على إعتباره عملاً منافياً حتى لشريعة الغاب التي نسمع بين الحين والأخر رفضاً من قبل الكثيرين لهذه الشريعة الأكثر سماحة والأقل تدميراً من شريعة الأرهابين وشريعة نظام الصدامين وشريعة إدارة الأمريكين ... فإذا كنا لا نستطيع العمل بجديّة وبنزعة تعاونية فإسحموا لنا نكرر الإعلان الذي أطلقناه في محاضرة لنا بديوان الكوفة في لندن عام 2001 ( في شهر حزيران على ما أتذكر ) كموقف من شريعة النظام السابق التي لا تبيح الإنقضاض على فريسة الأجهزة القمعية فحسب بل تبيح النيل من أهل الفريسة إلى الدرجة الرابعة ناهيك عن الأصدقاء والجيران، وبذات السياق كموقف من شريعة ما سميّ بالنظام العالمي الجديد التي تجلّت في عاصفة الصحراء عام 1991 وكأن الحرب لا قواعد لها ولا محرمات ومن حيث الأساليب والأدوات، وكذلك عملية التدمير الشامل بحجة أسلحة الدمار الشامل، وسلوك قوات الإحتلال خلال السنوات الأربع الماضية خصوصاً في سلب العراقيين حقهم في إتخاذ القرار السياسي الذي هو جوهر سيادتهم اليوم .... وجراء تكرار الافعال الدموية وحصد ذات النتائج ... رعب وموت يومي .... فإن الإعلان كان عبارة عن دعوة لتطبيق شريعة الغاب في بلادنا، فلا تستغربوا من هذا الإعلان من حقوقي يحمل شهادة الماجستير في القانون وناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، ويطالب بتطبيق شريعة الغاب في بلاد قانون أرنمو وقانون عشتار وشريعة حمورابي وفي بداية القرن الحادي والعشرين.
نعم تطبيق شريعة الغاب ... لأن شريعة الغاب تقوم على أسس واضحة ومحددة، فالقوي لا يزهق أرواح الأخرين بشكل عشوائي وجماعي، فهو يأخذ فريسته لتلبية حاجته من دون العبث بالأشجار أو الأنهار ولا بكل الأحياء والجمادات، ناهيك عن كونه لا يأكل نظيره.
في حين نشهد اليوم عمل هؤلاء الذين يقتلون من أجل القتل من دون تلبية حاجة إقتصادية أو إجتماعية أو تحيقيق هدف سياسي، علماً إن القتلة لا هدف لهم ولا حاجة سوى القتل المجرد. لقد بات العمل الدموي من الناحية العملية لدى مختلف القوى هو الحل لأزمة الحكم في العراق، وهذا يشكل مفارقة من مفارقات العمل السياسي في العراق، ولذلك نقول بكل صراحة ووضوح، إن الذي يقتل مندون قصاص على أساس القانون لا يمكنه توفير سبل العيش الكريم على الإطلاق، نعم على الإطلاق، فالحلول الدموية دليل قاطع على فقدان الوطنية من روح وعقل القاتلين والداعمين والمشجعين والساعين والمرحبين والمتفرجين على مأساة شعب لم يعرف الإستقرار عقود من السنين ولكن عرف عقود من العيش بطريقة المجانين فكل شيء يجري لا يقبله العقل !!! أليس هذا هو الجنون بعينه ؟!!!
وخلال هذه وتلك الفترة ، تتكرر الفواجع وتتكرر المطالبة بتوفير الحماية، من يُوفر الحماية لمن؟!
إن هذه الواقعة كما توقعنا في وقائع سابق من ذات الطراز بأنها لن تكون الأخيرة وسوف يستمر الحال نحو سوء المآل طالما المفارقات هي التي تحكم الواقع العراقي، فالمواطن مغيّب في حالة توزيع الإمتيازات وحاضر كضحية في أعمال الإرهاب، وما أدل على هذا سوى النقاش الذي جرى في مجلس " النواب " قبل 4 أيام حول مؤسسة الشهداء والتخصيصات المالية لذويهم، أي بعد 4 سنوات من تغيير النظام، وهذه مفارقة أخرى.
فالمفارقات كثيرة وعجيبة ويلمسها المواطن يومياً ويتسائل كل لحظة ماذا يجري في العراق؟! ولماذا كل هذا الذي يجري؟! وهل كتب على العراقيين أن تسلب إرادتهم أو يكرهون على طريقة عيش معينة أو يكونون ضحية دوماً ويدفعون ثمن أخطاء الأخرين ؟!!!
هل كل هذا من أجل الوطن والوطنية؟! إن الوقائع اليومية تشير بكل سطوع إلى أعلى درجات الخزي والعار لمرتكبي الجرائم، أولئك الذين يستهدفون الطلبة في جامعاتهم والعمال في مساطرهم، والأخرين في طرقهم، ويستهدون الأطفال بحرمانهم من ملاعبهم وتدمير مستقلبهم.
أما نحن فسوف لن يجدينا نفعاً لا التخصيصات المالية ولا النواح على الأرواح، إذا لم نسمع بعضنا البعض ونعالج الأسباب الحقيقية للمشكلة من خلال المشاركة الفعلية بعيداً عن الطائفية وجعل المستلزمات الضرورية عراقياً قبل حاجات الأخرين، كما تدل على ذلك موضوعات عديدة لكننا اليوم نشير إلى موضوع إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية فوراً وليس بالتدريج أو بتقليص مدتها على الأقل إلى حين نا هيك عن عدم توفير بديل لعمل الشباب وتلبية حاجاتهم المادية والمعنوية، وتحويلهم تدريجياً إلى سوق العمل لاحقاً في إطار ما نسمع من مشاريع إعمار في الوقت الحال يشير إلى تقصير الأعمار، فالمليارات التي أُهدرت، نعم أُهدرت كان بإمكانها أن تحقن الدماء وعزل الداعين والمتشبيثن بالدكتاتورية البغيضة، لقد غرقنا في أخطاء الأخرين وإستجابة الكثيرين بناءاً على زبد الوعود ونزعة الحصول على مقعد إلى درجة نثر الوعود ذات اليمين وذات اليسار، وغدا الأمر داومة من الوعود، فحين سلطات الدولة لم تكن حتى يومنا هذا متناسبة مع المتطلبات الأساسية للمرحلة على كافة الصعد، من حيث المهام والأودات والكفاءات.
لذا فإن عزائنا الحقيقي هو العمل وليس فقط الدعوة للعمل الموحد بين كل الذين ينبذون التسلط والإرهاب الجادون في عملهم لحماية أرواح العراقيين وأموالهم والمدركين لحقيقة إن ذلك لا يتم إلا عبر حياة ديمقراطية إنسانية تتجلى بسلوك الأفراد والجماعات على حد سواء.



#محمد_عنوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بتشكيل الوزارة الرابعة .. هل ستكون الناس هي الرابحة ؟
- بتشكيل الحكومة الرابعة..هل ستكون الناس هي الرابحة(2) ؟
- بتشكيل الحكومة الرابعة ... هل ستكون الناس هي الرابحة ؟
- إختطاف الدكتور الموسوي مؤشر خطير
- نحن أمة تجيد الإمتعاض و لا تجيد الإتعاض
- يا ستار ..... إستدراك ظالم بعد قُبلة وإعتذار
- المطلوب قليل من الدقة ... هذا ما يحتاجه العراق
- متى ندرك كي نتدارك ؟؟؟
- موقف الوزير يستحق كل التقدير
- زيادة اسعار الوقود بين المخادعة والضغوط
- موقع حر ومتمدن حقاً
- فاجعة بابل تكرار من دون طائل
- دولة العراق بين الشرعية الدولية والتطورات الحالية
- إجراء خاطئ ولكن غير مفاجئ
- الأنتخابات العراقية بين الحاجة والواقع والطموح
- قرار إنشاء محكمة مختصة لمحاكمة مجرمي الحرب في العراق
- الإجراءات التعسفية هي مصدر حالة إنعدام الجنسية
- قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلةالإنتقالية وبعض الملاحظات ...
- الشرعية الدولية بين المفهوم الحقيقي والسلوك الفعلي
- فاجعة عاشوراء 2004 لم تكن الأولى فهل تكون الأخيرة ؟!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد عنوز - الأفعال الدموية دليل على فقدان الوطنية