أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد عنوز - موقف الوزير يستحق كل التقدير














المزيد.....

موقف الوزير يستحق كل التقدير


محمد عنوز

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 09:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أعلن وزير النفط السيد إبراهيم بحر العلوم يوم الثاني من كانون الثاني / يناير 2006 ، إستقالته من الحكومة أثر إصدار قرار رفع أسعار الوقود من قبل رئاسة الوزراء وعدم الإستجابة لمذكرته التي قدمها لمكتب السيد رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري يوم 19 كانون الأول / ديسمبر 2005، طالباً فيها التريث بإصدار القرار ومقترحاً آلية مناسبة تمهد الأوضاع للزيادة المفروضة كجزء من متطلبات عملية إلغاء ديون العراق الموروثة من النظام الصدامي البغيض.
هذه الزيادة الناتجة من رفع الدعم الحكومي لأسعار الوقود، يدركها كل صاحب نظر، ولذلك عليه تقع مسؤولية العمل لتوفير كل المستلزمات قبل إصدار القرار من أجل أن لا تؤثر بشكل كبير ومباشر على أصحاب الدخل المحدود، فليس له بصيرة من لم يحسب حساب العايش على الحصيرة.
لقد صدر القرار وأصبح في حيز التنفيذ وتحفظت عليه محافظات ونفذته محافظات، وكأن الأمر تحصيل حاصل، وعلى الناس التعامل مع ما هو صادر أكان ضار أو نافع، فالأمر على ما يبدو سيّان، والتمييز من هذا الطراز لا يدخل في الحسابات وقد خرج من قاموس القيادات .
ما يهمنا في تداعيات القرار موقف الوزير بتقديم الإستقالة يوم 28 كانون الأول / ديسمبر 2005 ، على الرغم من كون الوزارة بكاملها منتهية الولاية، إلا أن موقف الإستقالة يعتبر سابقة هامة وتاريخية، بإعتبارها موقف جاد وإسلوب شفاف للتعامل مع قضايا الناس بعيداً عن الكواليس.
فعندما لا تكون البرامج والتوجهات الأساسية محددة في إطار الوزارة أو مجالات العمل في الإدارة بشكل عام يكون الموقف المعلن ضرورة عملية ذات بعد تثقيفي يرفع وعي الموطن بمصالحه ويحدد موقف المسؤول من صلاحياته ودوره ومسؤوليته في نهاية المطاف، وفي موقف وزير النفط قد تحقق ذلك، حيث تمكن المواطن، بإعتباره صاحب المصلحة الحقيقة بهذا القرار أو ذاك، من خلال ذلك الموقف التعرف على الجهات التي قررت والجهات التي مانعت أو الجهات التي تحمل الهموم والحلول في آن واحد. كما إن الموقف / السابقة، لها مفعول ريادي في زمن اللهث وراء المواقع واللف والدوران بالمواقف، فهي تؤسس لحياة سياسية وإدارية مطلوب ترسيخها والتشجيع عليها، وفي ذات الوقت، فأن هذه الإستقالة لم تأتي من فراغ إنما تنفيذاً لعهد قطعه الوزير على نفسه وفي سياق إدراكه لإمكانية معالجة الأمر بألف طريقة وطريقة لا أن يصدر القرار من دون تهيئة وإحتياطات مناسبة تساعد المواطن بشكل يخفف من أثار هذه الزيادة المتضاعفة كماً والمفاجئة توقيتاً حيث جاءت بعد الإنتخابات الأمر الذي خلق تصور بأنها مكافأة على جرأة المواطن ومشاركته في التصويت، تلك المشاركة التي تعتبر بأقل التقديرات رد على الإرهاب وتمسك بالسلام وطلب للأمان ودعوة صريحة لتلبية الحاجات الأساسية من سلع وخدمات.
وهنا بودنا أن نعلن تقديرنا لموقف الوزير الذي نأمل أن يحذو حذوه كل إنسان حريص، فالموقف مطلوب تحديده وتجسيده لا تغريبه وتميعه، ونشهد مواقف جادة من المسؤولين والوزراء عندما يحصل مثل ما حصل لأسعار الوقود ونقول أكثر من ذلك من أمور تتعلق بالسيادة وحاجات الناس و.. و.. ، كما حصل في الوزارات الأولى والثانية والحالية حيث يجرى الرجم من قبل المسؤولين بعضهم ضد بعض وهم أعضاء في مجلس واحد ومشاركين في إصدار القرارات، وفوق كل هذا وذاك هناك هيئة قضائية وهيئة للنزاهة، يقال هيئات مستقلة والعهدة على القائل .
إن المطلوب في مثل هذه الظروف موقف واضح وإعلان كاشف للناس لأنهم هم مصدر السلطات، لا أن يبقى المسؤول في الوزارة ويقول أنا قلت وأنا طلبت وأنا اقترحت وأنا قدمت وأنا .... فالشفافية ليست مجرد كلام إنما عمل ومواقف ملموسة، تصبح فنار ومنار في العراق الجديد .



#محمد_عنوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيادة اسعار الوقود بين المخادعة والضغوط
- موقع حر ومتمدن حقاً
- فاجعة بابل تكرار من دون طائل
- دولة العراق بين الشرعية الدولية والتطورات الحالية
- إجراء خاطئ ولكن غير مفاجئ
- الأنتخابات العراقية بين الحاجة والواقع والطموح
- قرار إنشاء محكمة مختصة لمحاكمة مجرمي الحرب في العراق
- الإجراءات التعسفية هي مصدر حالة إنعدام الجنسية
- قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلةالإنتقالية وبعض الملاحظات ...
- الشرعية الدولية بين المفهوم الحقيقي والسلوك الفعلي
- فاجعة عاشوراء 2004 لم تكن الأولى فهل تكون الأخيرة ؟!


المزيد.....




- فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج ...
- وفاة 61 شخصا في تايلاند منذ مطلع العام بسبب موجة حر شديدة تج ...
- زعيم الحوثيين يعلق على موقف مصر بعد سيطرة إسرائيل على معبر ر ...
- بعد صدمة -طفل شبرا-.. بيان رسمي مصري ردا على -انتشار عصابات ...
- المزارعون البولنديون ينظمون اعتصامًا في البرلمان بوارسو ضد و ...
- فيديو: ملقيًا التراب بيديه على التابوت... زعيم كوريا الشمالي ...
- تكثيف الضربات في غزة وتحذير من -كارثة إنسانية- في رفح
- باير ليفركوزن.. أرقام غير مسبوقة وأهداف في الوقت القاتل!
- من أين تحصل إسرائيل على أسلحتها ومن أوقف تصديرها؟
- مستوطنون يقطعون الطريق أمام قافلة مساعدات إنسانية متوجهة إلى ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد عنوز - موقف الوزير يستحق كل التقدير