الطوارق في معادلة حل الصراعات وبناء الشرق الأوسط الجديد

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

الحوار المتمدن-العدد: 1801 - 2007 / 1 / 20 - 11:34
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

منذ أن شغلت قضية الطوارق بال المحافظين الجدد سواء الجمهوريين جماعة كاسبر واين برغر وحتى الديمقراطيون جماعة آل جور ولبر مان وبدأت دول المنطقة تعييد حساباتها في هذا الملف الذي ظلت دول الجوار المؤيدة لمالي وخاصة الجزائر تتعامل معه بكل استهتار واحتقار وتتدخل إلى جانب مالي عقب كل انتفاضة طوارقية ضد نظام التمييز العنصري .

الجديد في الموضوع أن الحكومات العربية المعتدلة الموالية للغرب بدأت منذ مدة تنضم للأمازيغ والأكراد وإسرائيل في تأييد قضية الطوارق والعمل مع واشنطن على تحرير وبناء دولة الطوارق من أجل خلق نظام شرق أوسطي جديد .

كما أنها وجدت في قيادة المؤتمر الوطني لتحرير الشابة المقربة من صناع القرار الأمريكي والإسرائيلي المحافظين الجدد حليفا بدأت تعتمد عليه في طرح أفكار عملية لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط على كافة مساراتها وفق المبادرة العربية.

الجديد هذه الأيام أن إيران الراغبة في نزع فتيل الأزمة مع واشنطن بدأت تنظر لقيادة المؤتمر الوطني لتحرير أزواد نظرة إيجابية وتتأمل فيه أن يسهم في الحيلولة دون مواجهة بينها وبين واشنطن ومقابل أن تدخل معها في شراكة في العديد من الملفات .

ونظرا للثقة التي نحظى بها بسبب مشروع الهلال السامي الذي يهدف في بدايته لإقامة دولة للطوارق وفي مرحلة لاحقة دخول الإسلام في شراكة مع المسيحية واليهودية في صنع القرار الأمريكي ومنع الزنوج من حكم أمريكا ولجم تنامي قوة اللوبي الزنجي .

من الأفكار التي يطرحها المؤتمر الوطني لتحرير أزواد لنزع فتيل الأزمة بين طهران وواشنطن ما يلي :

- وقف إيران برنامجها النووي ووقف المذابح ضد السنة في العراق التي تقوم بها مليشيات طائفية موالية لإيران تريد انتقام فارسي من هزيمة حرب 8 سنوات

- دخول إيران في عملية السلام في الشرق الأوسط من بوابة المبادرة العربية والتنسيق مع المملكة العربية السعودية على الساحتين العراقية واللبنانبة وإقناع حزب الله بوقف مواجهته مع الحكومة اللبنانية لإنجاح عملية السلام وفق المبادرة العربية

- الدخول في تعاون مع دول الخليج والحكومات العربية المعتدلة للمصالحة السنية – الشيعية من جهة ودعم قضية الطوارق من أجل أن يكون القرار في المنطقة بيد حكومات المنطقة وتظل واشنطن صديق وحليف للجميع لأن الشجاعة والبطولة الحقيقية هي في وقف الحروب والمواجهات.

بعدها ستكون إيران دولة شريكة في السلام وعنصر استقرار ودولة مهمة وسوف تفتح الأسواق والبنوك الغربية في وجه التبادل التجاري معطهران وتصبح دول المنطقة جارة وحليفة لطهران ولا أحد يتخوف أو يرتاب منها .

إن استقرار في الخليج والعراق سوف يسهل مهمة واشنطن في إفريقيا وملف الطوارق فهو يقطع الطريق على دول مثل الجزائر ومالي في الدخول في حلف ومحور شر ضد سياسات المحافظين الجدد الداعمين للطوارق وتحريرهم كما أن المصالحة مع طهران سوف تدفع دول مثل أمريكا اللاتينية للابتعاد عن خلق تحالفات ما وراء البحار ضد السياسة الأمريكية.

يبقى أن إسرائيل كأي دولة في المنطقة ملت من الحروب والصراعات وتريد سلام حقيقي وترى في المبادرة العربية وتحالف الحكومات المعتدلة وواشنطن معها في ملف الطوارق وسيلة لبناء سلام على أسس متينة وقواسم مشتركة ونصرة قضايا عادلة ينجم عنها الدفاع المشترك عن قيم انسانية يناضل من أجلها كل شعوب المنطقة.

إن اهتمام المحافظين الجدد والشركات متعددة الجنسيات بموضوع تحرير الطوارق وبناء دولتهم وتأييد الحكومات العربية المعتدلة وإيران وإسرائيل لهذه المشروع سوف ينعكس إيجابا على الاستقرار في المنطقة برمتها ويجمع كل الفرقاء على كلمة سواء وهي نصرة قضية الطوارق وهذه القاسم المشترك يجعل من الفرقاء يقدمون تنازلات مهمة لبعض أنانياتهم لصالح ما هو أعم فائدة وهو السلام الدائم المبني على منح المظلوم حقوقه دولة فلسطينية في الضفة وغزة وعودة الجولان لسوريا وجنوب لبنان وتطبيع لعلاقات العالم العربي والإسلامي مع إسرائيل وبناء شرق أوسط جديد على أسس من العدل والإنصاف بعيدا عن شبح الحروب والصراعات الدينية والطائفية والمذهبية.

نحن نقوم بدور المقرب بين وجهات نظر المتعاطفين مع قضيتنا لأننا الرابح الأول من السلام الشامل على كافة المسارات والتطبيع الكامل لكل الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل.

وهذه الرسالة النبيلة نعتبرها جزء من الدفاع عن عدالة قضيتنا التي أيدها جل الشعوب والحكومات التي تملك ضمير وتعي أين مصالحها.

#أبوبكر_الأنصاري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل