أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أبوبكر الأنصاري - معاناة الطوارق من العرض في حدائق الحيوان إلى تحالف مالي وتنظيم القاعدة ضدهم















المزيد.....

معاناة الطوارق من العرض في حدائق الحيوان إلى تحالف مالي وتنظيم القاعدة ضدهم


أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل


الحوار المتمدن-العدد: 1732 - 2006 / 11 / 12 - 08:56
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


منذ رحيل المستعمر الفرنسي يوم 22سبتمبر 1960 وحكم الطاغية موديبو كيتا الاشتراكي الصديق الحميم لجمال عبد الناصر وقادة حزب العربي " مشيل عفلق والبيطار " والصديق المقرب من حكام العرب المحافظين والذي قطع العلاقات مع إسرائيل عام 1967 دعما للموقف العربي ضد إسرائيل .
ظلت مالي الحليف الأقوى للأمة العربية في القارة الأفريقية وبسبب عوامل الحرب الباردة ودخول الصين والاتحاد السوفيتي على الخط صارت مالي تملك كل الوسائل لقهر الطوارق والتخلص مما تسميه السرطان الأبيض في جسم الأمة المالية السوداء.
وتزامن قهر مالي للطوارق مع قهر للثقافة الأمازيغية في الدول المغاربية استجابة لموجة التعريب والنهضة القومية العربية التي لا تستند إلى مقومات الدين الإسلامي وصار الدين مستبعد من الثقافة القومية العربية بهدف دمج المسيحين العرب ضمن المنظومة العربية على حساب العناصر العجمية المسلمة " الأكراد ، الأرد ، الطوارق ، الأتراك ، والبشتون " وهكذا ضاعت أمة الطوارق بين عنصريتين الزنجية في مالي وافريقيا السوداء وبين القومية العربية الرافضة لكل العناصر المسلمة غير العربية.
ونظرا لعدم وجود بنية تحتية اقتصادية في مالي غير الرعي ولما كانت الثروة الحيوانية المصدر الرئيسي لحياة الطوارق فقد عمد رئيس مالي السابق موديبو كيتا عام 1965 إلى مصادرة مواشي وإبل الطوارق وجرى تأميمها وصارت مملوكة للدولة وتحولت لإطعام جيش مالي الذي يقاتل قادة ثورة كيدال التي اشتعلت عام 1963 ونزعة ملكية أراضي الطوارق ومنحت للسود السنغاي وصار بدو الطوارق ينقلون للمدن الكبرى لعرضهم في حدائق الحيوانات بصورة مسيئة لأبسط حقوق الإنسان وصاروا مجلبة للسواح الغربيين الذين يسمعون عن الشعوب البدائية التي لا تعرف المدنية وكانوا يسخرون من عدم معرفة بدو الطوارق الأكل بالشوكة والسكين وكانت مالي تحصد الملايين من السواح الذين يشاهدون الطوارق في أقفاص الحيوانات بالحدائق العامة للحيوانات في العاصمة باماكو والمدن الكبرى سيجو وكاي.
تطورت الأمور ودرس أبناء أولئك البدو الذين كانوا يعرضون في حدائق الحيوانات وتخرجوا من الجامعات في الأقطار العربية ومن فرنسا وجاؤا ليصطدموا بسياسة عنصرية رافضة لتوظيف البيض في السلك الوظيفي الحكومي ما عداء المخابرات ليجلب لهم أخبار المعارضين الطوارق وصارت ترشح هؤلاء للبرلمان وتعين بعضهم وزراء ليشهدوا زورا للنظام المالي بأن الطوارق في أفضل الأحوال في مالي المتعددة الأعراق واستطاعت مالي عبر هؤلاء دق اسفين بين بعض مكونات الشعب الطوارقي خاصة إستعانتها ببعض أهل تمبكتو لضرب أهل كيدال وضربها نفوذ بعض القبائل ببعض مع حملة لتشويه سمعت الطوارق.
وفي التسعينات شنت جبهات الطوارق هجمات قوية على مالي ألهبت الروح الوطنية لدى أمة كادت تموت وهي على قيد الحياة فقدت تعاظم الشعور القومي والفخر بالانتصارات التي حققتها الجبهات الأربعة ضد مالي مما استوجب تدخل افريقيا وعربيا مضاد لهذه الانتصارات وأرغم الطوارق على التوقيع على اتفاقيات مذلة أفقدت شعبنا بالسياسة ما ربح بقوة السلاح ،ومنذ ذلك الحين حاولت مالي والجزائر ومصر ربط الطوارق بالجماعات الإسلامية مرة بالإنقاذ ومرة بغيرها بهدف حرمانهم من الدعم الدولي لعدالة قضيتهم .
وبعد 14 سنة من فشل الاتفاقيات صمم رجال مخلصون من أبناء شعبنا يقودهم ميدانيا أبناء كيدال البررة وهم البطل حسن فكاكا الذي احتل كيدال وإبراهيم باهناكا الذي احتل منكا وأبا موسى الذي احتل بوغسة واحتلوا في غضون 4 ساعات كل الثكنات العسكرية لجيش مالي وكبدوه ما لا يخطر على بال من الخسائر .
وكان لي شرف التنسيق معهم وتقديم الدعم السياسي على مستوى ولاية تمبكتو التي انتمى لها وعلى المستوى الإعلامي حيث سوقت البطل حسن فكاكا أمام الإعلام الدولي واستطعنا أن نعيد قضيتنا إلى الساحة هم بالسلاح ونحن بالقلم وقد أسسنا "المؤتمر الوطني لتحرير أزواد" ليكون الجناح السياسي والإعلامي للقضية الطوارقية وقد قام المؤتمر الوطني لتحرير أزواد بجهد جبار في التعريف بقضيته وهو ما جعل مالي تغير إستراتيجيتها حيال الملف الطوارقي .
ونظرا لاستنصار المؤتمر الوطني لتحرير أزواد الشعوب الأمازيغية في المغرب الكبير واستنصاره إسرائيل لأن ما يحدث هو معاداة للسامية وتحرك قوى في الكونكرس لنصرة الطوارق حتى أن دول عربية رئيسية داعمة لمالي مثل الجزائر ومصر مهددة بفقدان مصالحها في واشنطن فالجزائر قد تتعرض لعقوبات أمريكية بسبب معاداتها للسامية الطوارقية ومصر مهددة بتقليص المساعدات الأمريكية لها لأنه لا يمكن أن تنخرط في عملية سلام منذ كامب ديفيد وتكون معادي للسامية في نفس الوقت وتدعم حكومة زنجية سوداء على معاداة السامية الطوارقية كما أن مصر غير راغبة في دخول مواجهة مع إسرائيل بسبب الطوارق.
ونظرا لهذه المتغيرات قامت مالي بتأسيس منسقية عرب مالي وربطها بالجماعة السلفية للدعوة والقتال المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة ليضربوا بها الطوارق فقد أصبح تنظيم القاعدة حليف حكومة مالي السوداء التي تدعي الوهابية ضد الطوارق بعدما وبختها cia على الأكاذيب التي كانت تسوقها هي والجزائر ومصر ضد الطوارق وعلاقتهم المزعومة بالإرهاب.
فهل ستكون مالي أفغانستان افريقيا الجديدة فقد استقبل رئيس مالي قائد الجماعة السلفية بن لعور وقدم له الأسلحة التي كانت واشنطن زودت بها مالي لمكافحة الإرهاب أطنان من السلاح الأمريكي المنتج من شركان وسنج هاوس وجنرال دينامكس كان من المقرر أن تقتل به مالي الطوارق لكن مالي الآن تقدمه للجماعة السلفية المنضوية تحت لواء القاعدة لقتل الطوارق بحجة أن مالي دولة مسلمة وهابية وأن الطوارق بدأؤا يدخلون في المسيحية وصاروا حلفاء لإسرائيل ولابد لمالي أن تتحالف مع تنظيم القاعدة لإعادة شمال مالي للدين الوهابي الإسلامي.
ولأول مرة تلعب النساء دورا في هذا الحلف فقد كانت السيدة الأولى لوبو توري زوجة الرئيس المالي أمادو توماني توري هي التي رتبت حلف نظام مالي مع منسقية عرب مالي لأنها تدعي أنها من أشراف العرب فهل رئيس مالي في كامل قواه العقلية عندما يدخل في حلف مكشوف مع تنظيم القاعدة ضد الطوارق وقد كان بالأمس يقول لواشنطن إنهم إرهابيين لقد كتب الطاغية المالي أمادو توماني توري بداية نهاية قصة حكمه لمالي وما هي إلا أشهر ويبدأ الكونجرس والبيت البض مراحل استهداف مالي المتحالفة مع القاعدة لمعاداة السامية ضمن حربه ضد الإرهاب.
خلاصة القول انقلب السحر على الساحر وصارت مالي وتنظيم القاعدة هم الإرهاب الذي ستحاربه واشنطن وصار الطوارق ضحايا معاداة السامية يدعمهم الكونجرس الأمريكي في وجه معاداة السامية



#أبوبكر_الأنصاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضيتي الطوارق والصحراء الغربية وفن الحديث بالمحظور السياسي
- البولساريو مرشحة لدفع ضريبة معاداة الجزائر للطوارق
- الصحافة الجزائرية تعلن الحرب على الطوارق بإيعاز من الجنرلات ...
- الطوارق وسيلة الصحفيين الجزائريين للأكل على موائد العسكر وقا ...
- لماذا يافرنسا إنصاف الأرمن وتجاهل الطوارق؟
- الطوارق بين أمازيغية المغرب الكبير وعروبية حكامه
- جمعية الصداقة اليهودية-الأماويغية ومنسقية عرب مالي جدلان في ...
- قمع الطوارق وفشل الديمقراطية في مالي يفقد رئيسها مكانته الدو ...
- قضية الطوارق في معادلة التنافس الفرنسي – الأمريكي بإفريقيا
- هل يؤدي فشل اتفاق بين مالي والطوارق إلى التعددية الجبهوية وا ...
- الطوارق في معمعمة البحث عن حلفاء غير الأنظمة العربية
- الطوارق الرقم الأصعب في المعادلة المغاربية
- الانقلاب الصحفي
- وئام الشجعان
- فشل اتفاق السلام بين مالي والتحالف الديمقراطي من أجل التغيير
- الشرق الأوسط الجديد
- 11 كارثة كونية ضرب الأقليات باسم مكافحة الإرهاب
- معاناة كيدال وجرح الطوارق :قائد المقاومة يدعو القوى الكبرى ل ...
- كيدال ستنضم للجزائر وضخ المزيد من السود في تمبكتو وجاو ,خطة ...
- الطوارق وطن بلا حدود وقمع بلا قيود


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أبوبكر الأنصاري - معاناة الطوارق من العرض في حدائق الحيوان إلى تحالف مالي وتنظيم القاعدة ضدهم