أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد نوح - قصة :في انتظار اللقاء الثاني















المزيد.....


قصة :في انتظار اللقاء الثاني


سعيد نوح

الحوار المتمدن-العدد: 1803 - 2007 / 1 / 22 - 07:16
المحور: الادب والفن
    



ـ أنا سميرة مرات المرحوم الكابتن عوكل .

بهذه الجملة الخارجة من فم أمرأة علي بعد أعوام قليلة من الاربعين مازالت تحتفظ بمعدل معقول من الجمال وعيون كانت فيما سبق خضراء فجائتني سميرة.كنت علي عجلة من أمري,فلقد تركت الشاي علي النار والكومبيوتر يعمل والتليفون بدا رنينه المزعج قبل ان أضع يدي علي الاكرة وأفتح الباب وأنا ارتدي شورت صنع بوسطة يد زوجتي التي رفضت دون ابداء الاسباب اقترحي باعطاء البنطلون الجنيز لاخي الصغير احمد.كنت قد لسعته عند منتصف قصبة الرجل منذ ما يقرب من الشهر حين امسكت به وقلت لها:

ـ ابقي نزلي البنطلون ده لاحمد ينفعه.ثم عقبت حين رأيت نظرتها,ده بنطلون جينز اصلي. لكنها لم تعلق الا بهزة من راسها تشي وتصرح بموقفها من اقترحي اعقبتها بسحب البنطلون من يدي ودخولها الي حجرة النوم ثم العودة مرة آخري وقبل ان اطفئ السيجارة التي اشعلتها وانا اجلس امام التليفزيون ارجع بعض مواقفها مع احمد وكيف فسدت العلاقة في الشهور الاخيرة بعد ان رفض احمد فكرة الارتباط بقريبة لزوجتي من بعيد متهما الصعايدة بعدم الفهم حين فأجتني بذلك الشورت وهي ترفعه في الهواء امام محيط بصري قائلة بصوت مليئ بالدلال والدلع قل ان يجود الزمان بمثله من زوجة كزوجتي.

ـ أيه رايك بقا في أفكار مراتك حبيبتك؟
ورغم ان ماريته لايتعدا الا فكرة واحدة ووحيدة تنتمي الي الجنون المحض الا انني واحقاقا للحق أقول لكم.ما من مره ارتديت ذلك المسمي مجازا كما سوف اصفه لكم فيما بعد شورت منذ صنعته يدها الا وسمعت من صاحبة اليد عبارت الغزل الصريح في مدي تناسق جسدي مع الشورت وبالتحديد روكبي وساقاي وكم تتمني ان يرزقها الله بولد يكون ساقه وركبه بهذا الجمال والروعه.ومع ان تلك الكلمات تسقط تماما علي ارض الواقع حين اري نفسي وانا في الطريق الي الحمام بعد ان يودي الشورت غرضه الذي اكتشفته منذ ارديته لاجربه في يومه الاول وحدث ما حدث فبعض الازواج وأنا منهم يتبعون وهم مططئا الراس كالدجاجات الحب الذي تنثره يد زوجتهم.وذلك ليس عن عجز أو قلة حيلة كما يزعم بعض العازاب كثيري الكلام .ولكن ذلك مرجعه الي أرحة الراس.أي راس والحدق من هؤلاء العزاب يفهم.كانت قد امسكت البنطلون من يدي ودخلت به الي حجرة النوم كما قالت لي فيما بعد ثم وضعته علي السرير في هدوء وحنية وكأنها ترقد مولدها الوحيد ثم امسكت بالمقص.وبيد مقص دار مدرب وفي لحظة تجلي من قبل صانع ماهر للافساد وبالتحديد من فوق ركبة القدم اليمنة بعشرين سنتمتر وصنعت دائرة أو ما يشبه البيضة.ثم يممت وجها شطر القدم اليسري وفوق الركبة وبالتقريب بسبعة سنتمترات وصنعت مثلثين متحدين في القاعدة أوما يشبه فانوس رمضان كما ظلت ترسمه سعاد في المرحلة الرسمية التي اشتهرت بها في عامها الدراسي الثاني كما اسميتها حين وجدتها ترسمه علي كل شئ حتي علي شهادة ميلادها التي طلبتها المدرسةوبعثتهامعها للاسف الشديد.أما ما

تحت الركبة فقد اشتركت معها في تصفيفه وتهذيبه بداية من مثلثات مرورا بالتعريجات والشرشيب نهاية بالحالة التي ضبطتني بها سميرة.وكان للحق كالبدر يوم ولدته امه وكما شاهدته للمرة الاولي.تلك التحفة الفنية التي صنعتها يد فنان لا يقل في الاتقان والجمال والجودة عن يد دافنشي صاحب لوحة الجوكندة الشهيرة التي يقال انك اينما وليت وجهك تجدها تنظر اليك. لقد كان قادر كعادتة علي استجلاب الضحك من عين دامع فقد للتو عزيز لديه.ما أن شاهدت ابتسامة سميرة حتي ادركت ما انا فيه فقلت بارتباك وبسرعة:

ـ اسف يامو..

ـ مصطفي ياستاذ سعيد.آنت مش فاكرني ولا ايه؟

ـ ازاي .فاكرك طبعا بس أنا اسف ارد علي التليفون ولمؤاخذة وقبل ان اكمل اشرت بيدي علي الشورت ولم انتظر ان اري الابتسامة التي ظهرت علي وجه سميرة وتركت الباب موارب ودخلت.لبست بنطلوان وامسكت بالتليفون وذهبت الي المطبخ واغلقت البوتجاز وخرجت وانا ارفع السماعة لارد علي المتحدث الذي كان صديق فقلت له:

ـ دقيقة واحدة افتح الباب ثم وضعت يدي علي السماعة كاتما الصوت وقلت لسميرة.

ـ ياهلا وسهلا اتفضلي ياسميرة.واشرت لها علي حجرة الجلوس وانا اتبعها حتي جلست ثم رفعت يدي بالسماعة قائلا للصديق ان اختي جاءت وسوف اطلبه بمجرد فارغي من التحدث معها.عدت مرة آخري الي الباب الذي كان في الطريق الي الاغلاق لوجود تيار هوء ووضعت امامه فردة حذاء سميرة ثم عدت الي حيث تجلس سميرة التي تحررت من الطرحة التي كانت فوق الايشارب الازرق السماوي الذي اعطي لوجهها شكل اخر فبدات اجمل في عيوني.

ـ اهلا وسهلا أقول يامو مصطفي ولا أقول زي زمان ياسميرة؟
ـ والله كويس انك لسه فاكرني ياأستاذ.دنا لما بقبلك صدفة كل يجي خمس سنين وبقولك العواف بخاف تكون مش عارفني.

ـ ازي بقا.قبل كل حاجة تشربي ايه؟

ـ ملوش لازمة ياستاذ.الله يخليك.

ـ طبعا هيخليني.علي الاقل علشان اعرف ايه العيداللي نسيت معاده ده وخلكي تفتكرينا.ولم انتظر رد منها وأثرتني ابتسمتها التي رسمتها علي محيها وهي تستمع لي واضفت.انا بعمل شاي .ماشي شاي معايا وتحركت بقدمي من امامها في اتجاه المطبخ وصببت الشاي ثم وضعته بيننا ودخلت الي حجرة المكتب واغلقت جهاز الكمبيوتر ونظرات الي الباب الذي يقف حاجز امام اغلاقه فردة الحذاء وتمنيت كثيرا ان ارفع ذلك الحذاء واتركه لكني لم استطع ان افعلها رغم اني اعلم ان زوجتي لن تعود من المدرسة قبل خمس ساعات علي الاقل هي وابنتي والبيت من الاهل خالي بذهاب امي واحمد الي البلد بعد ان تزوج واستقر هناك واعتكاف اخي الشيخ في سبيل الله منذ شهر وذهاب زوجته الي بيت ابيها..

ـ ازيك ياسميرة.

ـ بخير ياستاذ.

ـ والله وبقيت انا استاذ وانت سميرة زي مانتي.

قلتها وانا اضع علي وجهي قناع الحكمة التي نزلت علي رجل فقد للتو حكيما كان ينتظر موته بفارغ الصبر ليحل محله.امسكت بالطرحة بين يديها وراحت تتأكد من اشياء فيها لا اعرف كونها واكتسي وجهها بصبغة رقة وحزن ومودة سابقة ربما جاءت من اثر تذكر مواقف لنا معا فوق السطوح حين كنا نلعب عريس وعروسة.

ـ وانتي بقا عندك كام مصطفي يامو مصطفي؟
ـ اربعة .ربنا يخليلك بنتك.آنت ليه مخوتهاش لغاية دلوقتي ياسعيد؟

ـ مش عارف؟

قلتها وانا اتعمد النظر في عينيها مما جعلها تضع يدها علي فمها وهي تحاول الابتسام ثم وضعت عيونها في الارض.

ـ اربعة مرة واحدة ياسميرة.؟
ـ الله يرحمه عوكل كان عاوز نصف دسته .لو ربنا ادنا العمر كان زمانه كون فريق.

ـ الله يرحمة .هو مات من امتي؟

ـ احنا آتأكدنا سنة 82 لكنه مات سنة 81.

ـ ياه.عمر كبير فات.

ـ أمال ايه ياستاذ.ده اسم النبي حافظة وصينة ممدوح اللي ماشفوهوش المرحوم في الدبلون.ثم تذكرت خيبت ممدوح الذي طلبت من الله ان يحفظه منذ لحظة واضافت .ده لو كان عدل شوية كان زمانه رايح الجيش.بس تقول ايه .خايب من صغره بياخد السنة في اتنين.

ـ انتي علي كدة بقيتي جدة. ثم ابتسمت ابتسامة البلوها حين يخرجون آسألة ساذجة في جدية تامة.

ـ محروسة عندها 3 عيال واحسان واحد وفي الطريق التاني

ـ والله وكبرتي ياسميرة وشيلتي الهم بدري؟

ـ امال ايه.آنت ناسي اني اتجوزت الكابتن وانا عندي اربعتاشر سنة الا شوية.كنت في تانية أعدادي.قاعدنا في العز تلات اربع سنين وبعديين اللي نابه نابه لغاية ماخرج من المستشفي استشيخ شوية وبعدين سافر العراق جه زيارة وبعدين مارجعش تاني .دفنوه هناك.الله يرحمه.

رفعت يدي وانا اتلو الفاتحة علي روح الكابتن الذي كنت ابحث عن ملامح مقربة لوجه الذي تصدر الصحف في موسم 77 حين وضع هدف في مرما اكرامي حارس النادي الاهلي الا انني خرجت ببعض ملامح سميرة الطفلة الشقية صاحبت المقالب بين شلة شارع زين الدين والتي تسببت ذات مساء قبل دخول الكهرباء بسنة او اكثر في فضح علاقة ام احمد بمحمد فراج حين اشعلت زعزيع القصب الناشفة امام خص عم حسين بائع القصب والذي اتخذه العاشقين مقر لخلوتهم حين يغيب صاحبه فلم يجد العشاقين مفر من الخروج عريا امام جمع الناس الذين كانو يرشون الماء علي باب الخص إما عوكل الذي كان يكبرني بستة أعوام فلا أعرف كيف اختفت ملامحه كما اختفت اليافطة التي كتبت بخط منمق جميل ووضعت ذات عصر بحضور عضو مجلس الشعب والكابتن الشاذلي وزيزو ومصطفي عبده تحت سلك الضغط العالي وبالتحديد في ارض اولاد عصفور معلنة ان تلك القطعة التي تم ترسميها بسلك شائك سوف تكون مدرسة الكابتن.ورغم ان اليافطة ظلت موضوعة حتي بعد موته. الا أنه بمرور الايام ومع نسيان أهالي المنطقة أو يأسهم من أتمام المشروع بموت عصفور الكبير بعد موت صاحب الفكرة في بلاد الرافصين ودون ان يجد من يغسله حسب كلام اولاد عصفور اللذين أتهموالمرحوم بالغفلة وحب الظهور أمام العدسة بجوار كابتن عبد العزيز عبد الشافي ورئيس الحي بمجرد ان علمو ان كبيرهم الذي صمم علي تعليق صوره له تحت الاعلان تنازل عن حيازته لتلك الارض من اجل آقامة المدرسة امام مسؤل الاصلاح الزراعي.وتم رفع تلك اللوحة ذات ليلة رغم كل المحاولات المستميتة من ابو جمال الذي هو في الوقت ذاته ابو الكابتن عوكل والذي ظل طوال خمسة وخمسين عاما يعيش علي هامش الحياه ولم يشاهد ابدا في المنطقة حتي جيرانه كانو انفسهم يرتبون في وجود رب لهذة الاسرة بهذا الاسم لعدم وجوده طيلة النهار,حتي جاء اليوم الذي انتقل فيه الكابتن الي نادي الترسانة ومنذ المبارة الاولي المنقولة علي التلفزيون وعرفنا جميعا ان ابو جمال شئ حقيقي وفي الحقيقة ظل لمدة شهرين يتكلم قليلا وبود ظاهر حتي تعلم التدخين علي كبر وصار يتأفف وهو يرد علي أي سؤال عن أحوال الكابتن الذي انتقل بسميرة الي شقة جديدة بجوار النادي إما بالنسبة لاحتمال انتقاله الي الاهلي او الزمالك فقد ظل بقية الموسم يسأل كل من يعطيه سيجارة عن رأيه في انتقال

الكابتن.ثم يستمع الي صاحب السيجارة وهو يهز راسه بالرفض اولا ثم يبد بالنزول علي راي المتحدث

وينتهي باتفاقة التام علي ضرورةانتقال ابن المنطقة البار وصاحب فخرها في جميع اندية الدول بما فيهم البرازيل التي بعثت اكبر خبرائها للاتفاق علي انتقال مفخرة الحي العشوائي الذي سوف يكتب بحروف من نور في جميع الصحف الي النادي الذي يشجعه صاحب السيجارة ويوعده باقناع الكابتن بالذهاب

الي ذات النادي الذي اختاره بمجرد ان يمسك بالسيجارة الثانية في نهاية الموسم الذي سمعنا في منتصفه اشاعة عن قرب زواج الكابتن علي سميرة من بنت احد مشجعي النادي الاهلي.ورغم ان تلك كانت اشاعة اطلقها احد اهلاوية المنطقة ليغيظ بها احد الزملكوية العلوق الا انها انتشرت انتشار النار في الهشيم خصوصا وقد عززتها عودة سميرة الي بيت عائلتها رغم ان بيت عائلة الكابتن لا تبعد الا بمقدار حارةومعها الطفلان,ورح كل منا يلعن ابو الافتري والانزحة ويبدو ان الله استمع الي بعض الدعوات وأصيب الكابتن اصابة اقعدته عن لمس الكرة وجعلته طوال سنتين يمشي بعكاز قبل ان يسافر الي العراق ويموت هناك.

ـ خير ياسميرة؟ كنت أقولها وانا اتعمد النظر في عيونها التي كانت فيما سبق خضراء لكنها بمرور الايام لم أعد استطيع ان اطلق عليها لون يمكن تحديدة علي وجه الدقة مما جعلها تترك كوب الشاي وهي تحاول النظر الي لوحة مقلدة للفنان محمود سعيد كانت معلقة أمامها.

ـ أنا لي رجاء وطلب عندك ياستاذ.

ـ أنا مش قولت بلاش استاذ.يعني أنا أقول ياسميرة وانتي تقولي
ياأستاذ؟

ـ ماهو ده العشم برضه يا.... وامسكت بالطرحة الموضوعة بجورها ووضعتها علي طرف فمها وهي تحاول البعد عن عيوني التي كانت تجري وراها في كل اتجاه.

ـ واضح ان العشم كبير خالص لدرجة انك مش عارفة تقولي ياسعيد.ماشي ياست ام مصطفي طالما عاوزها القاب.آنت تأمري.

ـ البت بختها مال وعندها عيل وحبلة كمان والمخفي خد خمس سنين الشهر اللي فات والمعايش بقت نار.

كانت تتكلم بمأسوية مما جعل كل احلامي التي نسجتها لنفسي وشاهدتني خلالها ادعب تلك الشفتين التي لم يستطع الزمن اخفاء روعتهما وانا اصنع الشاي تتبخر فحاولت التركيز في الماساه التي خمنت انها تخص احدي ابنتيها والتي عرفت اسمهما منذ قليل وان كنت لا أعرف من تكون علي وجه التحديد.

ثم أضافت بعد ان لمعت النظرة في عينيها واختلفت رنة الصوت.كان ماشي مع شلة بايظة من المخروبة حلوان البلد وأتفقش مع واد شايل نص كليو بانجو,الحكومة عملت للواد الحلواني ربع وللمخفي ربع,بس الغريبة ياسعيد ان الوادبتاع اللي تتكوم علي ناسها وميلقوش اللي يشيلهم قادر ياكريم خد سنة والمخفي اللي كانت شورتة سودة من الاول اتخبط خمسةسنين.هو يستهال خمسين.ياما قولتله أمشي عدل يحتار عدوك فيك.

ظهر علي وجهي ما يشبه الابتسامة مما جعلها توقف سيل الكلام وهي تحدق في ,ثم تململت في جلسته وامسكت بالطراحة ووضعتها علي الجانب الاخر وهي تسألني بصوت بدا مهزوز:

ـ هو فيه حاجة قولتها في كلامي يضحك ياستاذ؟
ـ حاجة ايه ؟وبعدين انا مصدقت تقولي ياسعيد ترجعي تاني تقولي ياستاذ بالشكل الغريب وكآني واحد خبطك في الزحمة.

ـ أمال آنت كنت بتضحك ليه؟

ـ أنا مضحكتش.

ـ وحياة ربنا ضحكت ووشك نور.

قالتها وادركت معني الكلمة فحاولت ان ترسم الجدية علي وجهها مما جعلني ادخل في لحظة تمثيل فقلت لها وانا جاد تماما.

ـ انا مضحكتش وكملي علشان.وقبل ان اكمل شاهدت علامات الدهشة علي وجهها مما جعلني اوقف الدور الذي تملكني لكنها فجأتني حين قالت بصوت هامس:

ـ أنا بيني جيت في وقت غلط.ثم رفعت صوتها بعض الشئ واضافت.أنا معطلك عن حاجة ولا يكونش زعلتك وانا مش قصدي؟

عدت مرة آخري الي الدور الذي رسمته وقلت بصوت جاد:

ـ لاعاش ولا كان اللي يقدر يزعلني.

وقفت علي قدميها وبخبطة من يديها امسكت بالطرحة واحكمت ربطها وكادت ان تتحرك حين ضحكت وقلت لها:

ـ أمال فين سميرة الغلابوية صاحبت المقالب واللماضة؟ آنت خفتي مني؟

ـ فشر ياسعيد.

قالتها وهي تعاود فك الطرحة والجلوس مع رسم علامات فهمها لحركة التمثيل التي قمت بها لكن عيونها التي ملائهم الاحراج فضحتها فقالت وهي متلجلجة لكي تخرج من الموقف:

ـ بس ورحمة ابويا آنت ابتسمت وكأنك بتضحك.

ـ ابتسمت علي حكاية العدل بتاع الحكومة اللي حصل في الاول ورجعهم في حكاية العدل أما وقفو امام القاضي المفترض انه العدل الحقيقي ,وقبل كل ده وده انا ابتسمت لما سمعت اسمي من بين شفايفك الحلوين د ول ياغلابوية. قلتها وممدت يدي وضربت بها علي فخذها.

ـ كان زمان.العيال والزمن والحزن هدني.

ـ يموت الورد ياست الورد كله.

احمرت وكأنها لم تسمع من قبل كلمة غزل واحدة مما جعل الدماء تتركز في راسي لتضخ كل احلام اليقظة التي عشتها علي مر عمري مع سميرة وقبل ان ادق علي الحديد وهو ساخن كما صممت وانا انظر بهايم اليها قالت:

ـ هي الست الاستاذة بترجع امتي؟
يالله.. لقد اختصرت المسافة في سؤال ,هذا ما جاءني في الفنتو ثانية التي اعقبت سؤلها قبل ان أقول وانا أكاد اتلاشا فيها كما يخيل للنظر الي وانا ارد بلهفة:

ـ الساعة اتنين ونص.

ـ طب ابقا اجيلها آخر النهار.

قالتها ووقفت علي قدميها وانا مازلت اتعجب علي احلامي التي جاءت علي طبق من ذهب بمجرد سؤال وتضيع ايضا بنفس ذات السؤال فما كان مني وبلا اردة حقيقية الا ان امسكت بيديها وحاولت ان اشدها بالقرب مني .لكنها سحبتها بقوة وتحركت في اتجاه الباب وانا افكر في ما يمكن ان يحدث لي لوأنها اخبرت احد بما صنعته وبدات التوبيخ لنفسي وانا انظر اليها وهي تمسك بفردة الحذاء الذي يسند الباب وبهدوء اغلقت الباب ثم عادت لترتمي في حضني.يالله.. كيف حدث ذلك.حاولت ان ادخل بها الي حجرة النوم لكنها رفضت وهي ترفع التربيذة وتسأل ان كانت زوجتي يمكن لها ان تعود في أي لحظة وتفضحها أما لا.حين نامت فوق الموكيت بعد ان طمئنتها واغلقت الباب بالترباس كما طلبت قالت والدموع تكاد تملاء عيونها وتتدحرج فوق خدودها المشتعلة:

ـ بالراحة علي والنبي ياسعيد.ثم امسكت بالايشارب اللبني أوالازرق وسحبته ليظهر شعرها المصبوغ

بالحناء ومسحت وجهها واضافت.حاكم انا نسيت الموضوع ده من 20 سنة وحاسة ان ده اول مرة.

جلست بعد ان صممت علي أكلي لبعض الفواكه التي وجدتها في الثلاجة قبل ان اشرب القهوة التي صنعتها وهي تنظر الي بحب وعشق ثم قالت بخجل أنثوي متمكن منها:

ـ أنا مش عارفة ايه اللي حصل بالضبط.وايه الجرائة اللي رجعتلي تاني ده.بس بيني وبينك انا مبسوطة قوي وحاسة كأني رجعت بنت اربعتاشر سنة يوم مادخل بيا المرحوم.

ـ بس انتي ليه مخلتناش نخش اودة النوم ليه بدل ماركبي اتجرحت ومش عارف هقول لمرتي ايه؟

نطت من فوق الكرسي وبحركة واحدة وجدتها تمسك بقدمي وهي ترفع البنطلوان وتقبل الخدوش بلمسات خفييفة من شفتيها وحركة من لساتها مما جعلني اشتعل مرة اخري وأمري بيدي علي راسها مما جعلها تتأكد من حالتي فما كان منها الا ان وقفت ودخلت الي المضبخ او الحمام لا أعرف وعادت وهي تقول من بعيد بصوت بدا لي غريب في رنته:

ـ فعلا يحوم الجاني حول جريمته أو ينسا دليل عليه. ثم ضحكت وهي تربط الطرحة وتجلس امامي مرة آخري.

ـ ايه الكلام الغريب اللي انتي قولتيه ده ياسميرة؟ وبعدين ايه اللغة العربية ده ويحوم وميحمش؟

ـ التمثليات بتعمل اكتر من كدة وبتعلم الحمار. ثم ضحكت بعد ان فتحت الباب ووضعت امامه فردة الحذاء وعادت للجلوس ثم اخذت رشفة شاي وقالت:

ـ ارجع بقا لمرجعنة.البت احسان عاوزة تشتغل علشان تصرف علي بيتها وعلي اللي يتخفي اسمه ورسمه كمان.اهله شالو ايديهم من الموضوع وابوه الناقص قالي وهو قاعد قادمي باللباس والفنلة أنه مش هيصرف علي واحد كان بيبيع المزاج وسايبه لايص علي حد يديلة سيجارة ملفوفة ان شالله فشل حمير لما الطاسة تكون عطلنا.اذا بليتم فاستترو.لكن تقول لمين ده عالم مفضوحة وربنا بلانا بيهم.المهم انا عرفت ان المدرسة بتاع الست الاستاذة عاوزة دادة.او وحدة تقضي طالبات حسب كلام ابو محروس اللي شغال هناك بعد مطلع علي المعاش بدري.وانا جاي ليك علشان تكون هي وسطتنا .

ـ يعني انا مليش لازمة بقا.

ضحكت وبدلال قالت وهي تغمز بعينيها:

ـ آزي بقا.دآنت كلك علي بعضك كده لزمني.

ـ ماشي ياست الكل.اعتبري الموضوع خلص.احنا بقا هنشوف بعض ازي وامتي.

ـ في المشمش ياسعيد.قالتها وهي تطيل في حروف سعيد بدلال ودلع بنت لم تتخطا الرابعة عاشر ثم قامت واحكمت الطرحة ثم سحبت الباب ورائها تاركتنا اياي احلم بالقاء الثاني قبل ان استوعب فرحتي باول لقاء



#سعيد_نوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة: ثلاثية الشماس
- قصة : كما يجب عليك قبل أن تحتل المقعد الأخير
- مقال
- قصة حذاء عمي اللميع
- جزء من رواية :الكاتب والمهرج والملاك الذي هناك
- جزء من رواية كلما رأيت بنتاً حلوة أقول يا سعاد


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد نوح - قصة :في انتظار اللقاء الثاني