أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرعليوي العبيدي - عندما يتحول الوطن إلى شركة مساهمة: -إذا لم تربح نبيعه-














المزيد.....

عندما يتحول الوطن إلى شركة مساهمة: -إذا لم تربح نبيعه-


عبدالناصرعليوي العبيدي
شاعر وكاتب حاصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية

(Nasser Aliwi)


الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


--------
عندما يتحول الوطن إلى شركة مساهمة، يصبح الولاء للأسهم، وليس للتراب. تصبح الحصة السوقية أهم من الأرض، وتتحول الوطنية إلى ميزان أرباح وخسائر. إن كنا نربح، نرفع الشعارات، نتغنى بالوحدة، نغرق في بحور الوطنية الزائفة. أما إن خسرنا، فالحل بسيط: نبيع.

الشركة بأي ثمن .ذوو الحصص الصغيرة من الأسهم لايننظرون إلا من هذا المنظار. هذه الحقيقة يكفي مجاملة، لم نعد قادرين على التظاهر بأن الطعنات التي تأتينا من الخلف مجرد زلات عابرة. لم نعد نستطيعع الاستمرار بجراح نازفة، تنزف لنوفرلشركائنا الرفاهية .لمن استمرأوا قتل أبنائنا، ومن استباحوا دماءهم، ومن وقفوا على جثثهم يرقصون، يحتفلون، ويطالبون بالمزيد.

كذبنا كثيرًا على أنفسنا. زورنا التاريخ لنغطي على خيانة بعض الشركاء، أولئك الذين كانوا مجرد مساهمين محدودي الحصص، فصنعنا منهم أبطالًا، مناضلين، مقاومين، وهم لم يكونوا سوى تجار حروب، انتهازيين يتقنون الرقص على حبال المواقف المتغيرة. ولكن بدلاً من أن يشكرونا، ازدادوا غرورًا، وتناسوا الحقيقة، بل عادوا الكرة. خذلونا مجددًا، ثم ارتكبوا الفظائع ذاتها، وحين سُفكت دماؤنا بأيديهم، لم يرف لهم جفن، بل طالبونا بأن نعيد تزوير الحاضر، أن نعكس الحقيقة، أن نسب الضحية، ونقدس الجلاد، فقط لأن غرورهم لا يشبع.

ذنبنا الوحيد أننا أصحاب الحصة الأكبر، أننا لا نرى الوطن كسلعة تُباع عند الخسارة. نحن لا نهرول إلى البيع عند أول أزمة، ولا نبحث عن مكاسب شخصية على حسابه. بالنسبة لنا، الوطن ليس مجرد "مشروع"، وليس "هوية قابلة للتفاوض"، بل هو التاريخ، الأرض، الدماء التي سالت دفاعًا عنه، وما زالت تسيل.دفعناها بسخاء لنحافظ عليه. ولكن ماذا عن أولئك الذين يعتبرونه مجرد فرصة استثمارية؟ أولئك الذين نهبوا خيراته، استغلوا نفوذه، ثم وقفوا يتفرجون عندما حلت به الكوارث، لا لشيء، سوى لأنهم يؤمنون بمقولة: "أنا ومن بعدي الطوفان".

هل نعيد تكرار أخطاء الماضي؟ هل نبيع الوطن مجددًا لمن غدر بنا عبر الزمن؟ هل نخدع أحفادنا كما خُدعنا، ونصور القتلة على أنهم حمامات سلام؟ هل نجعلهم يثقون بمن طعننا، ليتم ذبحهم مجددًا؟ أم نواجههم بالحقيقة؟

المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. لكننا لُدغنا مرارًا، وفي كل مرة أقنعونا أن الجحر لم تغير وتجدنت الأفعى وأصبحت مفيدة،كم من الفرص منحت؟ كم من الدماء أريقت؟ وكم مرة علينا أن نعيد ذات الخطأ، حتى نستوعب الدرس؟

ربما يكون الوقت قد حان لنوقف هذه الدورة العبثية، لنكف عن بيع الأوهام، لنصارح الأجيال القادمة بالحقيقة، عسى أن يكونوا أكثر حكمة منا، فلا يُلدغوا كما لُدغنا، ولا يبيعوا كما باع غيرهم. فالوطن ليس شركة، والمواطن ليس مساهماً، والدماء ليست أرباحًا تُحسب، بل جراح لا تلتئم إلا بالعدل والحقيقة.

-----

عبدالناصر عليوي العبيدي



#عبدالناصرعليوي_العبيدي (هاشتاغ)       Nasser_Aliwi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد بطعم الحرية
- الحكومة السورية الجديدة: حكومة كفاءات أم حكومة إملاءات؟
- هل فشلت الثورة المضادة
- **غزة بين غدر الأصدقاء وخذلان الأشقاء**
- **أزمة الحدود اللبنانية السورية: عندما يُختزل الوطن في ظل -ا ...
- سوريا الجديدة: الواقع يفرض نفسه، والحكمة تقتضي التعايش


المزيد.....




- لماذا فشلت موسكو في إجهاض هجوم أوكرانيا -الجرئ- داخل العمق ا ...
- مسؤول إيراني يوضح لـCNN الاعتراضات على المقترح النووي الأمري ...
- في ظاهرة نادرة.. مليارات من -الحشرات الصارخة- تغزو عدة ولايا ...
- سبب غير متوقع للتعب المتزايد
- تحذيرات من مضاعفات خطيرة محتملة لحقن التنحيف
- الفضول المعرفي.. ودوره في درء خطر التدهور العقلي
- هل يمكننا ترك أجهزة الشحن موصولة بالكهرباء طوال الوقت؟
- القبض على شخص، في مطار مومباي، بحوزته 47 أفعى سامة
- زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب حدود اليونان مع تركيا
- غوتيريش يدعو لتحقيق مستقل بمقتل فلسطينيين في مواقع توزيع الم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرعليوي العبيدي - عندما يتحول الوطن إلى شركة مساهمة: -إذا لم تربح نبيعه-