كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8300 - 2025 / 4 / 2 - 09:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أعرب والي الشام (الجولاني) عن دهشته واستغرابه من عودة بعض الطوائف الإسلامية إلى القرن الهجري الأول، وأبدي تذمره من تمسكهم بخلافات تعود إلى 1400 سنة. وهو الذي دخل العراق متسللا لينفذ عمليات النسف والتفجير ويقتل الأبرياء استنادا إلى مواقف وأحكام تعود إلى 1400 سنة، والتحق بالقاعد ثم التحق بداعش، فقتل ودمر وسفك الدماء واغتصب النساء ونهب الممتلكات من اجل إحياء الخلافات القديمة، ومن أجل تأجيج النعرات الموروثة، وتوجه مع عصاباته صوب قبر معاوية لتعظيم شأنه وإنعاش دولته الأموية التي سادت ثم بادت منذ 1400 سنة. وهو الذي يصر الآن على بناء دولته الجديدة على انقاض مملكة بالية لفظت انفاسها منذ 1400 سنة، ويسعى لتطبيق سياسات أكل عليها الدهر وشرب، حتى اسماء جماعته وديكوراتهم الخارجية مقتبسة تماما من المشهد الأموي القديم: ابو البراء وابو عاتكة وابو القعقاع وابو الحكم وابو سفيان وابو حذيفة وابو الشيماء. اسماء والقاب ورموز حركية ومشفرة تعكس صورة الحقبة التي جاءت بعد انتهاء عصر الخلافة الراشدية. وكأن التاريخ تجمد وتحجر وتعطلت عقارب الزمن ولم يتغير، في حين يلقى الدعم المطلق من الإعلام الغربي والإعلام العربي الذي ظل يجامله ويصفق له، وما اكثر المتضامنين مع سفينته التي رفعت أشرعتها وأبحرت نحو شواطئ المرافئ العتيقة. .
لا يستطيع ان يكون زعيما عادلاً واعياً متحضراً من كان متزمتاً متطرفاً متشدداً في تعامله مع الناس على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم. هنالك هوة واسعة بين من يعتكف في دهاليز الماضي المظلم، وبين من ينطلق في فضاءات المستقبل المشرق. .
فالنهضة الصحيحة تبدأ بانطلاقة فكرية واعية، وتبدأ بتحرير العقول من الجمود والتبعية. :
يقول مالك بن نبي: العقل المقيد بالتقليد الاعمى هو السجن الذي يمنع الشعوب من احراز التقدم المنشود. .
كلمة اخيرة: ليس مهما ان يكون الانسان اصله قرد. . المهم أن لا يعود إلى ذلك الأصل. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟