التسول وتأثيره السلبي على السياحة وسبل مكافحته وفقًا للقانون

ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني
(Wisa Elbana)

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 15:53
المحور: المجتمع المدني
    

يُعد التسول من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تؤثر على صورة أي دولة، خاصة في المدن السياحية. فبينما يرتبط التسول في بعض الحالات بالفقر والحاجة الحقيقية، فإنه في حالات أخرى يتحول إلى مهنة تمتهنها شبكات منظمة، مما يؤثر بشكل سلبي على السياحة ويعطي انطباعًا سيئًا عن الوجه الحضاري للبلاد. في هذا المقال، نستعرض تأثير التسول على السياحة، وسبل مكافحته، والقوانين المجرّمة له، ودور المجتمع والدولة في الحد منه.
التأثير السلبي للتسول على السياحة
تمثل السياحة أحد المصادر الاقتصادية المهمة للدول، وتعتمد بشكل كبير على الانطباعات التي يأخذها الزوار عن البلد. ومع انتشار التسول في المناطق السياحية، يترتب عليه عدد من الآثار السلبية، منها:
1. الإزعاج النفسي للسائحين: حيث يتعرض الزائرون لمضايقات مستمرة من المتسولين، مما قد يدفعهم إلى تجنب زيارة أماكن معينة أو تقليل مدة إقامتهم.

2. التأثير على سمعة الدولة: تكرار مشاهد التسول يعطي انطباعًا بأن الدولة تعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية حادة، مما يضعف جاذبيتها السياحية.

3. انخفاض الإنفاق السياحي: عندما يكون السائحون غير مرتاحين بسبب مضايقات المتسولين، فإنهم يقللون من الإنفاق على الأنشطة الترفيهية والمطاعم، مما يضر بالعائدات السياحية.

4. انتشار الجرائم المرتبطة بالتسول: في بعض الحالات، يكون التسول واجهة لجرائم مثل النشل أو استغلال الأطفال، مما يجعل الأماكن السياحية أقل أمانًا.
سب مكافحة التسول
لمكافحة ظاهرة التسول وتقليل تأثيرها السلبي، يجب اتباع نهج متكامل يشمل الجوانب القانونية والاجتماعية والأمنية، مثل:
1. تشديد الرقابة الأمنية في المناطق السياحية: من خلال نشر دوريات شرطية لمنع المتسولين من مضايقة السياح.
2. تعزيز دور المؤسسات الخيرية: لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين الحقيقيين، ومنعهم من اللجوء إلى التسول.
3. توفير فرص عمل وبرامج تأهيل: لإنشاء مشاريع صغيرة توفر بدائل اقتصادية للمتسولين الحقيقيين.
4. توعية المواطنين والسائحين: بعدم تشجيع التسول العشوائي، بل تقديم المساعدات عبر القنوات الرسمية لضمان عدم استغلالها.
5. مكافحة شبكات التسول: عبر تتبع العصابات التي تستغل الأطفال وكبار السن في التسول وتقديمهم للعدالة.
نصوص القانون المجرّمة للتسول
تختلف القوانين المجرمة للتسول من دولة إلى أخرى، ولكن معظم التشريعات تتفق على تجريمه عندما يكون ممتهنًا بشكل منظم أو يتضمن استغلالًا للأطفال. في مصر، على سبيل المثال، ينص القانون على تجريم التسول في صورته الاحتيالية، حيث جاء في قانون العقوبات المصري (المادة 375 مكررًا):
يعاقب كل من وُجد متسولًا في الطريق العام أو في الأماكن العامة، حتى لو ادعى أداء خدمة أو عرض سلعة تافهة، بالسجن أو الغرامة.
تشدد العقوبة إذا كان المتسول يستخدم الأطفال أو ادعى عاهة كاذبة.
أما في دول أخرى مثل الإمارات والسعودية، فتوجد عقوبات تصل إلى السجن والغرامة، خاصة لمن ينظمون عمليات التسول الجماعي.
دور المجتمع والدولة في مكافحة التسول
تتحمل الدولة والمجتمع معًا مسؤولية التصدي لهذه الظاهرة عبر:
1. دور الدولة:
تفعيل القوانين بصرامة ضد التسول المنظم.
توفير برامج دعم للفئات الفقيرة تمنعهم من اللجوء إلى التسول.

تعزيز السياحة الآمنة من خلال نشر دوريات أمنية في الأماكن السياحية.
2. دور المجتمع:
عدم التبرع للمتسولين في الشوارع، بل تقديم الدعم من خلال المؤسسات الخيرية.

الإبلاغ عن حالات التسول المشبوهة للجهات المختصة.
نشر الوعي حول مخاطر التسول وأثره على المجتمع والسياحة.
التسول ليس مجرد مشكلة فردية، بل قضية تؤثر على الاقتصاد والصورة الحضارية للدولة، خاصة عندما تمتد إلى المناطق السياحية. وللحد من هذه الظاهرة، يجب اتخاذ إجراءات قانونية واجتماعية صارمة، مع توفير حلول حقيقية للفقراء، حتى لا يكون التسول خيارهم الوحيد. ومن خلال التعاون بين الدولة والمجتمع، يمكن الحد من هذه الظاهرة، وتحقيق بيئة سياحية آمنة وجاذبة.

#ويصا_البنا (هاشتاغ)       Wisa_Elbana#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل