بيان تجمع المنتفضين الثوريين بمناسبة الثامن من اذار يوم المرأة العالمي

تجمع المنتفضين الثوريين في العراق

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يمر يوم المرأة العالمي هذا العام والنساء في العراق تعيش واحدة من اسوء الهجمات على حقوقهن على مدار عقود من الزمن، فسلطة القوى الاسلامية والقومية سلبت النساء ابسط الحقوق التي ناضلن من اجلها طوال القرن الماضي وبداية القرن الحالي، وتم تتويج الهجمة على حقوق النساء بتعديل قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 في شهر كانون الثاني الماضي عبر صفقة لتمرير ثلاثة قوانين هي تعديل قانون الاحوال وقرار قانوني العفو العام العقارات داخل البرلمان.
يشكل اقرار تعديل قانون الاحوال الشخصية انتكاسة خطيرة على حقوق المرأة والطفل، فمع هذا التعديل سيتم تعميق الانقسام الطائفي داخل المجتمع، كما سيتم السماح بتزويج الطفلات الصغيرات، وسيسمح لرجال الدين بالتحكم المطلق بحياة ومصير النساء، كما سيعمل على ابعاد الاطفال عن امهاتهم ويجعلهم عرضة للاستغلال والعيش في ظروف اجتماعية ونفسية غير طبيعية ولا تتيح لهم النمو الصحي. اضافة الى قضايا اخرى تتعلق بالإرث والحضانة والنفقة وغيرها من القضايا الاجرائية الاخرى.
ان التراجع في حقوق ومكتسبات النساء الى هذا الحد، يجعل من عملية الوقوف بوجه هذه الهجمة مهمة كل الشرائح الاجتماعية المضطهدة والمستغلة من قبل قوى واحزاب النظام الطائفية والعشائرية والقومية، فعملية الهجوم على مكتسبات النساء والغاء حقوقهن تتزامن مع عمليات النهب المتواصلة لموارد الدولة والمجتمع من ذات القوى. كما تتزامن مع عمليات افقار المواطنين وحرمانهم من فرص العمل ومن توفير الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات الماء والكهرباء والاسكان وغيرها من الخدمات والحقوق. فالقوى الممسكة بالسلطة اليوم توغل في عمليات السرقة والاثراء بينما يعيش المواطنون تحت نير الفقر والبؤس والبطالة.
لذلك فان توحيد صفوف المتضررين من بقاء هذا النظام مهمة آنية، وعلى رأس قائمة المتضررين هن النساء اللاتي يعانين مختلف اشكال التمييز والاضطهاد، كما ان العمال والموظفين والكادحين والمعطلين عن العمل والشبيبة، الذين يشكلون الاغلبية الساحقة من جماهير العراق يعانون هم الاخرين من سياسات احزاب الفساد والتبعية للخارج. أن تشكيل جبهة موحدة من كل هذه الفئات بوجه هذه الطغمة، وفق تصور اشتراكي تحرري ثوري يتبنى تحقيق العدالة والمساواة والرفاهية لجميع سكان العراق، وعبر نضال سياسي موحد يهدف لإزاحة هذه المنظومة هو الضامن لتحقيق تطلعات الجماهير.
ان الثامن من اذار يشكل مناسبة للعمل والنضال بطريقة جديدة واكثر فاعلية من ذي قبل، من خلال محاولة الوصول الى النساء في اماكن عملهن وسكنهن ودراستهن، والانخراط الجدي في بث الوعي السياسي التحرري والحقوقي في اوساطهن، بالتوازي مع نشر الوعي السياسي الثوري في اوساط اوسع الشرائح داخل المجتمع. لان عملية الاصلاح من داخل النظام لم تستطع تحقيق تطلعات المعترضين، طوال اكثر من عشرين عاما من عمر هذا النظام.
لا ينفصل نضال نساء العراق عن نضال نساء المنطقة اللاتي يعانين من سيطرة القوى الطائفية والقومية والعشائرية على مصيرهن ومستقبلهن. فما يحصل لنساء سوريا واليمن وليبيا وايران ولبنان والسودان والبلدان الاخرى، هو جزء من سياسة ممنهجة تستهدف اخضاع النساء وتدجينهن ضمن مشروع البرجوازيات المدعومة من اطراف امبريالية عالمة، او من دول مثل ايران وتركيا، كما انه لا ينفصل عما تتعرض له نساء فلسطين على ايدي الصهيونية الاسرائيلية والتها العسكرية الفاشية.
يقف تجمع المنتفضين الثوريين في العراق مع نساء العراق بوجه القوى الظلامية التي مررت تعديل قانون الاحوال الشخصية مؤخرا، ويطالب بإيقاف تنفيذ هذا القانون الرجعي فورا، كما يقف مع حقوق النساء في كل بلدان العالم. ويتقدم التجمع بأجمل التهاني لنساء العراق والمنطقة والعالم بمناسبة الثامن من اذار يوم المرأة العالمي. ويقف معهن في نضالهن من اجل تحقيق الحرية والمساواة.
9/ اذار/ 2025

#تجمع_المنتفضين_الثوريين_في_العراق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل