ثرثرة ...11 _ 12 ...تكملة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 07:18
المحور: قضايا ثقافية
    

ثرثرة من الداخل ...11 _ 12 تكملة

ظاهرة عدم الكفاية مرض موروث ومشترك ...
( الأساس المشترك للمرض العقلي ، والتعصب ، والحاجة إلى عدو أو الحاجة إلى سيد ، وبقية الاضطرابات العقلية _ الاجتماعية )
أكثر من رأي
وأقل من معلومة
1
في اجتماع ، أو سهرة ، أو غيرها ....
يتحدث الغالبية بشكل متوسط الجودة ، تقريبا ، بين الاستماع والتكلم . لكن يوجد شخصية ، أو اكثر ، تقاطع دوما وتتكلم أكثر من غيرها .
2
طابور ، أو صف انتظار طويل ...
من تصل أو يصل يقف في آخر الدور ، عادة . لكن تصل شخصية ، قد تكون معروفة كثيرا أو قليلا ، تتجاوز الدور وتتقدم الجميع .
....
الحالة الأولى عامة ، ومشتركة ، في جميع اللغات والثقافات .
( الاختلاف كمي ، وليس نوعي مع أنها تكاد تنقرض في المجتمعات الحديثة ، وبالعكس تستمر بنفس القوة في المجتمعات المتخلفة ...
سوريا وجوارها كمثال ) .
3
عائلة عادية ...
) في صلخد أو جبلة أو عامودا أو أزرع أو القامشلي وغيرها ، ...
يموت الأب ، نتيجة مرض مفاجئ أو في الحرب أو لأي سبب آخر .
التعاطف ، الحزن الجلل ، والكل يعد بحماية ورعاية اليتامى كأولاده .
....
بعد سنة ،
في المدرسة يتميز أولئك الأطفال اليتامي ، واللطامى أكثر ، هم _ ن أول من يتعرضون _ ن للتنمر الاجتماعي بمختلف أشكاله وأكثرها قسوة .
....
بعد عشر سنين ،
غالبيتهم في أدنى السلم الاجتماعي .
( فقير العائلة ، الذي يمارس الجميع سفالتهم بحضوره وكأنه غير موجود ) كما كتبت شيمبورسكا ، بشكل يغني عن الشرح والتفسير .
4
البلاد التي يفرض فيها الدين ، الايمان نتيجة الحرية وليس العكس ، مزرعة للنفاق الاجتماعي والسياسي والديني طبعا .
التمثيل أسهل من الممارسة والفعل .
البلاد التي يمنع فيها الدين نقيض التي يفرض فيها ، النقيضان يتضمن كلاهما الثاني _ مطابقة عكسية .
....
لا أصلح لتقديم الموعظة لأحد .
5
لنتخيل منظر مجموعة من البشر في سوق النخاسة :
كبار في السن ، وصغار ، وبلا تمييز بين الجنسين .
....
السعودية سبعينات ، وثمانينات القرن الماضي ، كانت تقام حفلة القطع .
يقطع رأس انسان ، مثلي ومثلك ، بالسيف ...
ويأتي الناس من كل صوب للفرجة ، والمتعة .
سمعت ، لم أرى ، كنت طالبا في جامعة دمشق ثمانينات القرن الماضي . وقد سمعت زملائي ، أكثر من شخص ، يتحدثون بمتعة عن الحفلة .
6
في أحد كتب ميشيل فوكوه ، ترجمة هاشم صالح .
بفضل صديقي القديم جميل حلبي ، نسيت بأي كتاب : تاريخ الجنون ، او المراقبة والمعاقبة ، أو الكلمات والأشياء ... نسيت وأعتذر .
المهم ، يروي الكاتب ، طريقة إعدام في باريس ( القرن السادس أو السابع عشر لم اعد أذكر أيضا ) ....
يكون المحكوم بالإعدام مقيدا في عربة ، تجرها الأحصنة أو البغال ( لم أعد أذكر أيضا ، وأعتذر لآخر مرة وعد ) ...
يهجم الجمهور على المحكوم ، المقيد بالجنازير ، ويمزقه حيا .
الجمهور ينفذ حكم الإعدام مباشرة ، في ساحة باريس بشكل حيواني .
بعد عشر سنوات ، تحدث حالة مختلفة وخارج التوقع :
يهجم الجمهور ، ويخلص الشاب المحكوم داميان كان اسمه ، ويهرب فريق الإعدام من الجمهور المعادي لهم هذه المرة .
....
المهم في الفكرة ، الحادثة ، السابقة كما يكتب فوكوه :
حدث تغير في المستوى المعرفي _ الأخلاقي للجمهور ، تلك الفترة .
الجمهور السابق ، كان يتعاطف مع القوي ( السلطة ) ويتماهى معها بالفعل ، لدرجة لا يحتمل انتظار تنفيذ العقوبة بشكل رسمي وقانوني .
لكن الجمهور الجديد ، انتقل بالفعل إلى الموقع المقابل ، صار يتماهى مع الضعيف والمحكوم ومن لاحول له ولا قوة .
الخلاصة
في ثقافتنا ، المشتركة ، لم يحدث ذلك الانتقال كما أعتقد ....
يتماهي الغالبية مع السلطة الدينية ، أو السياسية ، أو الاقتصادية .
في بلادنا ، وثقافتنا ، الموقع يقود الشخصية ويتحكم بها غالبا .
7
يتشابه الأعداء مثل التوائم الحقيقيين ، بينما يختلف الأصحاب والأحباب مثل ركاب طائرة أو قطار .
في سوريا أكثر من غيرها .
بحسب خبرتي الثلاثية : الشخصية والاجتماعية والثقافية .
آمل
وأرجو
أن أكون مخطئا في الماضي
واليوم أكثر .
من يعش يرى
ويروي
1 / 3 / 2025 .

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل