أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - أول رمضان سوري دون حكم البعث والأسد














المزيد.....

أول رمضان سوري دون حكم البعث والأسد


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إبراهيم اليوسف



عندما اندلعت الثورة السورية في آذار 2011، كان كثيرون منا يؤكدون في قراراتهم أن أيام النظام معدودة، وأن سقوطه بات وشيكاً. قلنا آنذاك: قبل رمضان، وعندما بدأ الشهر الكريم، قلنا: سيكون العيد عيدين- عيد الفطر وعيد الحرية، بعد سقوط النظام المجرم.

لكنّ العيد تأخر.

تأخر العيد كثيراً

مرّت رمضانات كثيرة، وكانت الشوارع التي اعتادت استقبال الفوانيس وموائد الإفطار الجماعية، تتحول إلى مساحات للدم والخراب. لم تكن هناك "زينة رمضان"، بل كانت هناك صرخات الأمهات، وأصوات المدافع، ورائحة الموت في كل زاوية.

رمضان لم يعد كريماً بين يدي الطاغية وشبيحته وبعثه، كان شاهداً على القصف، والاعتقال، والتهجير، والجوع. كان صائماً عن الفرح، مفطراً على الأحزان، يراقب السوريين وهم يسقطون ضحايا لآلة القتل التي لم ترحم شيخاً ولا طفلاً.

لم يراع النظام أي اعتبارٍ للدين، ولا للأخلاق. كان يقتل الصائمين، يحاصرهم، يسجنهم، يكبّس أجسادهم في المعتقلات والسجون و الزنازين، ينتهك الأعراض، ويحوّل أيامهم ولياليهم إلى فصول من الجحيم. لم يكن هناك مكان للرحمة، كان رمضان في سجون الأسد شهراً للجوع والقهر، حيث تُمنع الصلاة، وتُهدر الكرامة، وتُبنى جدران اليأس بين المعتقلين وأحلامهم بالحرية.

كان هناك من لايزال يصوم أنى عرف بأن رمضان قد حل!

كان العوام يقولون: لا عيد إلا بسقوط النظام.

واليوم، بعد أكثر من عقد ونيف، ها هو أول رمضان يمر دون حكم البعث والأسد. قد لا يكون الفرح كاملاً، وقد لا يكون الوطن قد تعافى بعد، لكن شيئاً ما قد تغيّر- ظل ثقيل أُزيح، وعصر مظلم طُويت صفحته، وإن بقيت جراحه مفتوحة.

في سنوات النظام، كان رمضان شهر المجازر، شهر البراميل المتفجرة، شهر القصف العشوائي، شهر التهجير الجماعي. كم مرة استيقظ السوريون في لياليه على دويّ الطائرات الحربية، بدلاً من صوت المسحراتي؟ كم مرة كانوا يفطرون على نبأ مذبحة جديدة؟ كم مرة وقف الآباء عاجزين أمام أطفالهم الجوعى تحت الحصار، لأن "الأسد أو نحرق البلد" لم تكن شعاراً فقط، بل كانت منهجاً يومياً؟

كم صائماً ذبح؟؟ كم صائمة انتهك عرضها واغتصبت؟ كم مسحراتيا قتل برصاص القناصة؟ كم مسجدا تهدم فوق رؤوس المصلين؟

كان رمضان الأسد شهراً تُمنع فيه أصوات الأذان لتعلو بدلاً منها مكبرات الصوت بتمجيد الطاغية. وكان عيده مناسبة للمزيد من الاعتقالات والمداهمات والإعدامات الميدانية. لم يكن عيداً للصائمين، بل كان عيداً للجلادين الذين يحتفلون بانتصاراتهم على الجثث، ويفرشون موائدهم على أنقاض البيوت المدمرة.

علينا كسوريين ألا نقبل بتكرار فصل آخر من المجزرة ونحتكم إلى كلمة سواء أنى أمكن

أجل. ها هو رمضان آخر بعد أربعة عشر رمضاناً مدمى جريحاص مشرداً مهجراً يحل . رمضان مختلف. ليس رمضان الخوف والرعب، وليس رمضان "أين أولادي؟"" أين أبوهم؟" أين أمهم؟ أين أين وأين وأين سوريا والسوريون؟ ، رمضان آخر هو ليس رمضان المجازر والبراميل المتفجرة. إنه رمضان بلا بعث، بلا طغيان، بلا صورة الدكتاتور تهيمن على الجدران والشاشات.

قد لا يكون العيد عيدين بعد، وبعد كل ما حل يسوريا والسوريين، لكنّه العيد الأول الذي يمكن أن يُسمّى عيداً منذ أكثر من عقد. ونيف. عقد ونصف العقد!
قد لا تكون سوريا قد استعادت وجهها الحقيقي بعد، لكنها لم تعد سجينة حكم الدم والحديد، ولاتزال نواف> الأمل مفتوحة إن أحسنت قيادة البلاد وأبعد أولو الأمر الجدد الحكم كل متعطش للدم مأجور ومأفون عن سدة الحكم لئلا ترتكب مجازر أخرى، على الهوية: طائفية كانت أم قومية أم رؤيوية؟؟؟
قد لا يكون الطريق إلى الحرية كاملاً، لكنه بات أكثر وضوحاً من أي وقتٍ مضى.

هذا رمضان الأمل.
هذا رمضان سوريا الجديدة

فهل ثمة من يترجم أحلامنا

ها نحن نقولها ولا ضيرمن أية مغبة أو مصير شخصي:

هذا شأن أصحاب الضمير والموقف، فلنكن ككتاب كذلك!

1رمضان-2025



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر أنقرة ينقلب على رؤوس طباخيها.1
- ضدَّ إعادة تدوير نظام البعث – الأسد
- الشاعرة البوطانية ديا جوان: حياة مترعة بالكفاح والحلم
- بيان استنكار لماسمي بمؤتمر الحوار الوطني
- ملك العود ملك المقامات: رشيد صوفي ما كان عليك أن تغادرنا الآ ...
- زمن الزور زمن التزوير: إلى روح الموسيقار الكردي الكبير رشيد ...
- الكتابة عبر الذكاء الاصطناعي وسلطة الكاتب
- أبواق الفتنة والتهليل لقرع طبول الحرب!
- فيمن ينتظرون حرباً تركية ضد الكرد السوريين: من يخرج بسواد ال ...
- العهد الجديد وتحريض الشوفينيين ضد الكرد والدروز والعلويين
- ضيف جديد الليلة على مقبرة خزنة
- انتقام وتشفٍّ بالجملة: عنصريون يستثمرون خلافاتنا ويحرضون علي ...
- وسائل التواصل الاجتماعي في وجهها الإيجابي: دعونا نستفد منها ...
- الانقلاب الثقافي والتنمر الديسمبري
- الثورة السورية و تشريح التشريح بين المسار والانحراف
- شارع مشعل التمو تخليد لرمز الحرية!
- خريطة مقابر السوريين: مأساة أمة مشرّدة بين المنافي والبحار
- الشيوعيون السوريون وقرار الحل: بين الامتحان والمراجعة
- الحربائيون:بين ألوان الولاء وسموم التحريض
- من يقنع سيادته أن يغادر القصر؟


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - أول رمضان سوري دون حكم البعث والأسد