أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الزدغاوي - سياسة التهافت














المزيد.....

سياسة التهافت


عادل الزدغاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 19:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المتتبع للإهانة السياسة التي تعرض لها زيلينسكي في البيت الأبيض من طرف ترامب، لا يمكن إلا تظهر حجم الفذاعة التي أصيبت بها الأعراف الدبلوماسية عند أمريكا وقيادتها، الإتهامات التي انهال بها الأخير؛ تعبر عن التغيرات الحاصلة في البروتولات السياسية، والقفز على حدود اللباقة الدبلوماسية..ترامب بهكذا حوار يدشن مرحلة جديدة تحمل الكثير من المعاني والدلالات، حيث أن القارئ المتمعن في خطابه، سيعي تماما الوعي أنه لم يكن يقصد بغضبه زيلينسكي بالدرجة الأولى؛ بقدر ما كان يوجه ضربات خفية لدول الاتحاد الأوربي، التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على أمريكا واقتصادها؛ والأمر ليس وليد اليوم بكل تأكيد، فلا روسيا ولا الصين، أضحتا خصم ترامب الأول أكثر مما باتت عليه أوربا، لذلك والحالة هذه؛ إن وجود دول أوربا الغربية في الصراع الأكراني إلى جانب أمريكي؛ يبقى معادلة صعبة؛ خاصة وأن الأخيرة تنظر إلى الأمر بعين السخط والشعور بالغبن، ولوم الذات على الاعتراف الضمني بتساوي ميزان القوى السياسية والعسكرية مع أوربا، وهي التي طالما رفعت شعارا "إما الكل أو لا شيئ"، هي في كل الأحوال لا تقبل بأنصاف الحلول، ولا بمنطق القسمة..المعطيات الحالية توحي بخروج أمريكا بأقل مما كانت تنتظره، بينما حافظت دول أوربا على خط الإمداد الاقتصادي الأكراني (مواد فلاحية، البيترول...)، ثم إن ارتفاع نفاقات الإمدادات العسكرية الأمريكية التي كانت تهدف من ورائها مضايقة روسيا، وإبطال مفعول معاهدة"مينسك"، جعل أمريكا تعيد النظر في حساباتها السياسية، وتطرح تساؤلات جوهرية من قبيل، هل تمكنت من ربح معركة روسيا بالفعل؛ على الأقل معنويا؟طبعا لا، هل حررت كل الثروات البيترولية التي كانت تسيل لعابها؟طبعا بشكل جزئي فقط، في مقابل ذلك، هل استفادت أوربا بشكل أكبر من ذلك؟ نعم بكل تأكيد.
براغماتيا، الوضع بهكذا معطيات؛ لا يمكن احتماله بالنسبة لترامب، ما دامت أمريكا "دركي العالم"، فينبغي أن تكون هي الرابح الأكبر لا العكس، فلا روسيا ولا أروبا مسموحا لهما ذلك، لكن رغم هذا وذاك، فواقع الصراع لم تكتمل صورته كما يجب، الأمر الذي يفتح الباب أمام العديد من الاحتمالات الممكنة في هذا السياق:
*الاحتمال الأول: أن ترامب يتعمد افتعال هكذا صراع لتجنب التجاذبات السياسية حول مصير الشرق الأوسط الجديد، وهو الذي صرح قبل أيام بمشروعه القاضي بترحيل سكان غازة وتوزيعهم على دول الطوق العربية.
*الاحتمال الثاني: محاولة ترامب تصدير الأزمة السياسية الداخلية إلى الخارج، من خلال إعادة إحياء "داء العطب القديم" الأكراني، لتجاوز الضغوط الداخلية المحتملة في الكونغريس، وضمان ولاية مريحة.
*الاحتمال الثالث: اللعب على حبل تقسيم جبهات الحرب الكلامية لإيهام الرأي العام العالمي، وإشغاله بصراعات هي في الأصل وهمية أساس ولا وجود لها في الواقع.
*الاحتمال الرابع: محاولة ترامب ذر الرماد في العيون لنسيان أمر إسرائيل مرحليا، لتجنب تسليط الضوء الإعلامي من جديد على موقف الأمم المتحدة، بتفعيل قرار المحاكمة الدولية الذي طالبت به العديد من الدول الأعضاء.
*الاحتمال الخامس: بداية شعور أمريكا باقتراب موعد سحب البساط من تحت أقدامها في معركتها مع القوى الكبرى؛ الصين، روسيا والاتحاد الأوربي، فبدأت بخندقة الصراع في معركة أكرانيا، التي يبدو أنها خسرتها منذ البداية بوجود دول الاتحاد الأوربي.
*الاحتمال السادس: إيقان ترامب بفشل مشروع الشرق الاوسط الجديد، حتم عليه تغيير قواعد المعادلة؛ من التحكم الجيوسياسي في الشرق الأوسط إلى التحكم الجيوسياسي في أكرانيا، كخيار استراتيجي فرضته الضرورة الاقتصادية لتضييق الخناق على اقتصاد أروبا، خاصة وأن أكرانيا تعد الخيط الرابط بين أوربا الشرقية وأروبا الغربية والمجال المتوسطي عموما.
*الاحتمال السابع: بعدما أصبحت قضية أكرانيا في غياهب النسيان، وفقد معها زيلينسكي دوره القيادي، حشره ترامب-عمدا- في موقف سياسي ودبلوماسي يستلزم الدفاع عن نفسه وعن بلاده، لاسترجاع شعبيته وأسهمه في بورصة القيادة السياسية.
*الاحتمال الثامن: أن ترامب ومعه أمريكا، أصبحا بدون بوصلة لتحديد الاتجاه الذي يريدانه، أصبح من الصعب التمييز بين الثابت والمتحول، بين المنطق واللامنطق، بين الواقعي والرمزي..امريكا الضياع.
*الاحتمال التاسع: أن السيناريو يحتمل أن يكون تحت تأثير واقع عملي فرضته الضرورة على أمريكا؛ لإعادة فتح خط لتواصل جديد مع روسيا، عبر ضرب خد زيلينسكي وأكرانيا، وفق مبدأ "المكسي بأمريكا عريان".



#عادل_الزدغاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب والعلمانية
- التراث بين النظرة السلفية التقليدية والنظرة الفلسفية العقلان ...
- فكر ونقد
- قراءة في كتاب - اغتيال العقل- لبرهان غليون


المزيد.....




- هل تذكرون عندما خاطرت سلمى حايك بارتداء كارديغان قصيرة في مه ...
- حامل ومعها طفل.. لحظة محاولة 4 ملثمين اختطاف ابنة أحد مسؤولي ...
- ما تطورات المحادثات مع حماس وماذا دار بين أمير قطر وترامب بش ...
- -علاقة حب- تهدد البشرية!.. فضيحة في مختبر أمريكي للأمراض الخ ...
- NTV: لا يوجد وضوح حتى الآن حول تشكيلة وخطط الوفد الأوكراني ف ...
- بسبب مواقفه المؤيدة للفلسطينيين.. تظاهرات في فيرجينيا دعمًا ...
- المفاوضات الروسية- الاوكرانية المباشرة تنطلق في اسطنبول وأرد ...
- كيف رد ترامب عندما سئل عن غياب بوتين عن محادثات اسطنبول؟ (في ...
- صحيفة: قمة الناتو في لاهاي تهمش أوكرانيا لأول مرة
- غزة: ارتفاع عدد القتلى الصحفيين في القطاع إلى 216


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الزدغاوي - سياسة التهافت