شرف اعتدال بين العاشق والمعشوق

احسان بركة

الحوار المتمدن-العدد: 1793 - 2007 / 1 / 12 - 11:51
المحور: كتابات ساخرة
    

بعد ماعملوا عملتهم ورًبوا ودًربوا وكلاء الله على الارض

ومدوهم بالسلاح والعتاد والمال لمحاربة الكفرة على هذه البصيرة

اذا صح التعبير

وبعد ما انقلب الوكلاء على الموكلين وايضا عملوا عملتهم

وصل السكين للرقبة

وبلشوا ينشروا عرضنا على كل الاساطيح

انكسرت الجرة براسنا وضاعت الطاسة

وهي الطاسة

غالية كثير

وكل واحد بيحدد لها سعر

بمعنى آخر اذا بدك تشتريها وتقللو لصاحبها هي الطاسة

تفضل يستر عرضك لقيناها

بس استرنا وهي بوسة شوارب ونحنا تحت التصرف

كل هالشي مابيفيد ؟

مباشرة بيقلك

هي مزيفة وبتكبر الورطة

ليش ؟

رح جوابك

لان الطاسة وفقدانها مشكوك بامره ؟

وصاحب الطاسة بيبذل كل جهد كي لا نجدها

شي بيحير مظبوط ؟

تخيل طاسة ضايعة ؟

وانت مواطن من الشرق الاوسط وشكلك بيوحي بالطاسة

وين مابتروح ( في العالم الحر ) ورغم انه لايوجد حدود

بدك توقفلك كذا ساعة بكذا محل ليتأكدوا انه ليس لك علاقة بالطاسة

اما في العالم العربي

بيجوز ان تقف كذا يوم او كل العمر

ومباشرة بيبحبشوا فيك وباللي حواليك وباللي خلًفوك

وبتاريخك وتاريخ جد جدك بحجة الطاسة

وهنا امامك طريقين ( كما تقول قارئة الفنجان ) ياولدي

اما ان تبقى مواطن من الشرق الاوسط وشكلك بيذكر بالطاسة دوما

وتبقى الطاسة تلاحقك حتى الى المنام ومن ثم القبر

واذا بتؤمن بالتقمص لازم تحسب حسابك انه بالجيل القادم

ممكن ان يلاحقوك بالطاسة

وبدك تتحمل ليجي الفرج ( طبعا اذا جاء , وعلى علمي انو فرج بقي منه اسمه فقط )

وبالتالي كما يقول المثل العربي الاصيل جدا جدا

انتظر ياكديش لينبت الحشيش .

تخيل قديش بدك تنتظر ؟

بلاد ماعندها ماء للشرب لشعبها ممكن تعطيك حشيش لكديشك ؟

ماهو الحل

الحل ان توَطي باب دارك

وتصبح مواطن شرق اوسطي جديد

اي تخضع لبعض التعديلات

لتتطابق مع المواصفات العالمية لاصحاب الطاسة

وعندها بيعطوك طاسة ليضًيعلك اياه حدا وهكذا دواليك

الى ان يصبح الشرق الاوسط الجديد منتج للطاسات

شي بيجنن ؟

ولو خيي مش كل الناس بتحب الهمبرغر

في ناس بيحبوا الشاكرية مع الرز مثلا وفي ناس بيحبوا الكبة

وفي ناس بيحيوا الاكل حسب سعره وبالتأكيد خالي من الدسم منشان مايتعودوا

لانه كل ماقل سعره سرع هضمه

المصيبة اكبر مما نتصور

القضية بطًلت اكل وشرب شاكرية وهمبرغر صارت اكبر بكثير

الشغلة وصلت للشرف

وهذا مابينسكت عنها نحنا مجتمع شرقي مش حيالله

قبل عشرين سنة تقريبا كان في هذا العالم دُبين

احمر وابيض

وكانت الامور شبه معقولة

بيلتهوا ببعضهم

وبينتفوا بريشنا من وقت لوقت وبيضل شوية ريش يعني معقولة ما منبرد

لكن اليوم الوضع اختلف

بعد ما مات الدب الاحمر بسب اهمالاته لامراضه الداخلية وتعفنه من الداخل

رغم نصائح المحبين والاطباء وكل الاصدقاء

اصبحنا اليوم ايتام ووقعنا بفخ الدب الابيض

وهذا الدب شكله ابيض فقط من الخارج لكن لئيم من الداخل ومابيعرف رحمة لا لامه ولا لابيه

اما المرحوم الاحمر كان احمر من الخارج وابيض من الداخل يعني متل الفجل

والفجل قريب من القلب مابيعذب وسعره رخيص

وللفقراء كثير كويس لانه بينفخ المعدة وبيشعرك بالاشباع دون تكاليف باهظة

لولا بعض الاحراجات التي يسببها احيانا .

سيدي ضعنا من الفجل وخصائصه التاريخية

كل ما بتخيل شو عم بيصير بهذا العالم هالايام

بيفتل راسي وبضيع

بعد كل هذه المقدمة المملة لاتؤاخذوني

سابدأ بالموضوع لو سمحتوا

هيك وهيك بدي احكي

في الفترة الاخيرة كثُر الحديث عن الاعتدال وحب البعض في العالم ( المتحضر )

لاعتدال ومعتدلي الشرق الاوسط

حتى انني سمعت ان احد القادة الكبار في عالم ما بعد المحيطات

استأجر كبار الادباء والمترجمين العرب وحتى المحطات الاعلامية العربية والناطقة بها

لكي ينقلوا حبه واعجابه واحساسه لمعتدلي الشرق الاوسط

بلغتنا العاشقة نحو المعشوقين الجدد .

ايضا يقول احدهم :

ان بعض نساء المعتدلين في العالم العربي

بدأن يشكَوا في علاقة غير نظيفة بين ازواجهن وبعض قادة العالم من ما بعد المحيطات

اذ ان تعابير العاشق البعيد تجاوزت المعقول

والمعشوقون متل بنات البيت الله يستر عليهم ( ما باسهم من ثمهم الا امهم )

وجه احمر مثل البطيخ الاصفر بعد ما يرهرط

والغْيرة قاتلة عند النساء طبعا

وهناك من يشكك بالتحول الجنسي للبعض

اما على صعيد الشارع العربي مايثير الاهتمام

فهو حساس جدا

فكثير من المواطنين ممن آمن بالاعتدال يوما ما وتحمس له

وسمَوا بناتهم اعتدال تكنَيا بالكلمة وبحلم ما

بدأو يقدموا طلبات للمحاكم لتغيير اسماء بناتهن صونا للعرض

وخوفا من العاشق القادم من خلف البحار

والذي لم يعطنا الا الحديد والوعيد لنبني به مستقبل رغيد

ايضا سمعت ان احدى الفتيات

تقدمت بطلب الى المحكمة لتغيير اسمها

وهذه حالة خاصة اذ انها كانت يتيمة الاب والام

كان اسمها :

اعتدال العكروت

وعندما قرأ القاضي الطلب , مباشرة قال معك حق

فشطب كلمة العكروت من الكنية

وقال لها :

ماذا نكتب بدل العكروت

فقالت له لا سيدنا القاضي

سترني الله يرضى عليك ويستر حريمك

مئة كلمة عكروت

ولا كلمة اعتدال واحدة .

ومن خًلف ما مات
احسان بركة Ahsan Barakeh 10-01-2007

#احسان_بركة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات