أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان بركة - الاعياد وشجرة الميلاد














المزيد.....

الاعياد وشجرة الميلاد


احسان بركة

الحوار المتمدن-العدد: 1771 - 2006 / 12 / 21 - 10:55
المحور: كتابات ساخرة
    


بمناسبة اقتراب موعد الاعياد
اقص عليكم ماكان يذكرني بالاعياد

كنا في المدرسة الابتدائية
وكان مدير مدرستنا ذكي جدا
لبق خلوق محبوب مُحب للتلاميذ كما للناس
كانت المدرسة نظيفة انيقة لا تحتاج لشيء تعج بالنشاط والحيوية
المدرسة بالنسبة لنا كما يقول فقهاء التربية بيتنا الثاني
يزين جدرانها الداخلية ابداعات اطفالها

ففي المناسابت الوطنية والقومية ( الالزامية ) وغيرها من المناسبات التي قد تفسر هكذا او ذاك
كانت للمدرسة يافطة واحدة لا غير كتبت بخط أحد التلاميذ على قماشة من النوع الرخيص
ُتعلق على بناء المدرسة بالمناسبات المذكورة
عمرها من عمر ادارة مدير للمدرسة للمدرسة
ُكتب عليها
( ان المدرسة الثانية للبنين تحيي القيادة والشعب بهذه المناسبة )
كان هذا النص فقط
كل سنة كانت تعلق نفس اليافطة كذا مرة وبكل المناسبات
وكان كل ماانتهت فترة المناسبة يحرص المدير شخصيا على غسلها وكويها
للحفاظ عليها ويخبأها بمكان امين للمناسبات اللاحقة

وفجأة اصبح الزمن محصورا على اليافطين واليافطات والهابطين والهابطات بالسلالم والمظلات
واصبحت ادراة التعليم مرتبطة بالمرددين والهاتفين بالاصوات العالية كعلو صوت المعركة

بقدرة قادر
طرد المدير كغاز الهيدروجين من المعادلة
من المدرسة ومن المدينة ومن
ولا احد يعرف اين هو ؟
وتحولت مدرستنا من شكل مدرسة الى شكل شجرة عيد الميلاد
مزنية باليافطات التي تؤيد وتدين وتضحي وتبني وتعمر وتفعل كل شيء على الحيطان
والتي لم تعد ترى النور من كثرة اليافطات ونقص المعلومات
واصبحنا نشعل الاضواء في النهار لكي نرى بعضنا البعض في الصفوف
لقد بدأ التدريس ( النموذجي ) يأخذ منحاه الحقيقي
وبدأنا نشتري كتلاميذ مايسمى بالطبشورة والمسًاحة والمواد المساعدة في التعليم الخ
لكي نستطيع الكتابة والقراءة لحد معين
لقد تحولت المدرسة الى قلعة ارتفع سورها الى الضعف ووضعت عليه اسلاك شائكة
(اصبحت ملابسنا لونها ترابي (بلون الفرح
اصبحت المدرسة تعيش الاعياد بحق
فيوميا قبل الفطور ُيًعبر التلاميذ بحناجرٍ لم يشتد عودها بعد
عن حبهم للوطن وللقادة وذلك بترديد الشعارات والهتافات التي لاتصيب احد بجروح الاً الحنجرة
والسعلة اصبحت ملتصقة بالاعياد وهي طلقات المعركة
اذكر زميلنا بالصف نوار ( الفنان الصغير ) كنا نسميه كذلك لابداعاته المختلفة
عندما عاقبه احد المدرسين ( الهًتافين ) لانه لم يتذكر كلمات الهتافات اليومية
وقال للمدرس مبررا انه يتذكر فقط لحن الهتاف فغنى له اللحن ولذلك عُوقب بالضرب

ان اقتراب موسم الاعياد ايقظ في ذاكرتي الكثير
واحزنني ايضا ذكرى مديرنا السابق الذي كان يرى ما لم نرى
وحزنت على يافطتة اليتيمة والتي يجب ان تكون في احدى متاحفنا الان
لتكون شاهدا على التاريخ
ان تلك الذكريات راسخة لانها ُكتبت بذاكرتي بحروف لا تعرف الصدأ او النسيان
خسارة ,انني اليوم اذكر اليافطة شكلها ونصها بالحرف فقط
ولا اذكر اسم مديرنا

على مايبد أن فقدان ذاكرتي لاسم المدير ارتبط بالنجاح الثوري للبرنامج التعليمي حينها


كل عام وانتم بالف خير

احسان بركة
Ahsan Barakeh 21-12-2006






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم الطرابيش
- محاكمة ابليس
- حلم لم يكتمل
- خبر اليوم


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان بركة - الاعياد وشجرة الميلاد