أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم فنجان الحمامي - مبدعون اعتنقوا مذهب المعتزلة














المزيد.....

مبدعون اعتنقوا مذهب المعتزلة


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 21:06
المحور: كتابات ساخرة
    


تخيل انك كنت في طليعة خبراء إحدى المؤسسات الحكومية، ومن البارعين والمتميزين في اختصاصك، وأفنيت زهرة شبابك فيها حتى اصبحت من الموهوبين، وكنت تعشق اختصاصك، وتعرف خبايا واسرار ورشتك أو مختبرك أو مكتبك، ثم وجدت نفسك معزولا منفيا مرغما على الاعتكاف في بيتك بسبب قانون التقاعد القسري، أو بسبب حملات التهميش والاستبعاد والتعسف الوظيفي، وان مؤسستك التي كنت تبدع فيها صارت مرتعا للفاشلين والمهملين، وتغيرت ملامحها الداخلية والخارجية، ولم تعد مثلما كانت عليه في سابق عهدها عندما كانت تحقق أعلى الموارد المالية وتعطي أفضل ثمارها، وانها صارت الآن بيد شعيط ومعيط، وباتت ملاذا للواوية والهتلية والشلايتية، ومع ذلك كانت الأبواق الإعلامية الرخيصة تتستر على قبحها وتصفها بأروع الأوصاف، بينما أنت وزملاءك تنظرون من بعيد إلى تداعيات انهيارها وانحرافها، وغير مسموح لكم بالتدخل لانتشالها من الضياع وبخاصة عندما صارت محمية ومدعومة على الرغم من تدهور أحوالها وانخفاض أداءها. عندئذ يتعذر عليك أن تقدم اي شيء سوى البقاء في عزلتك لتموت من القهر. . فعندما يدخل المهرج إلى القصر لا يصبح ملكاً. ولكن القصر هو الذي يتحول إلى سيرك. .
حتى البرلمان (وهو المكلف بالتشريع والمراقبة) وقف عاجزا امام الخروقات والانتهاكات والتجاوزات، ولم يستطع استضافة مرتكبيها أو استجوابهم، وفشل في تصحيح مساراتهم المعوجة. .
ليست هذه صورة تخيلية وانما صورة مقتبسة من واقعنا المعاش. فقد تراكمت الإخفاقات. حيث لا احد يسمع شكواك، ولا أحد يستحق ان تتوجع أمامه، ولا أحد يقاسمك ما تعانيه، وعليك ان تحقن نفسك كل يوم بشحنات الصبر، وأن تبقى في عزلتك، حالك حال اجدادك المعتزلة، الذين اعتزل بهم واصل بن عطاء في البصرة، وعرفوا بتغليب العقل على النقل. .
وصدق الذي قال: يأتي على النَّاسِ زمانٌ تكون العافية فيه على عشرةِ أجزاء, تسعةٌ منها في اعتزال الناس, والعاشرة في الصمت. .
ختاماً لا يوجد بيننا من يستطيع ان يقول للحمير مكانكم في الحظيرة، ولا يستطيع ان يقول للواوية لا مكان لكم في سلم التوصيف الوظيفي. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنون العظمة: ومتلازمة ترامب
- مزرعة للغزلان خالية من الغزلان
- غورباتشوف بلونين: أحمر وبرتقالي
- المكسيك تقاوم
- عرب الاهواز وعرب البصرة
- حروب جمركية على سلاسل التوريد
- صورة المبادرة الصينية هذا العام
- بجعات سوداء وبجعات رمادية
- كاتب شطبوا اسمه عنوة
- أهكذا تعاملون الإمام الكاظم ؟
- هل رواتبنا التقاعدية مجهولة المالك ؟
- هل سنشهد انتخابات قسرية ؟
- ترامب افندي: يتزعم الاستهتار الدولي
- عقول تفكر وعجول تتقهقر
- حضارة تارتاريا: بين الوهم والحقيقة
- عربة مقلوبة في طريق الإصلاح
- يكرهونك لهذه الأسباب
- وهل حقولنا الجديدة مجهولة المالك ؟
- حاصرونا ثم وضعونا في كيس
- حقول نفطية مجهولة المالك


المزيد.....




- وفاة المخرج والمنتج الجزائري الكبير محمد لخضر حمينة
- الأكاديمي باسم الشمايلة يحمل الدكتوراه ويقدم الشاي والقهوة ف ...
- الفنانة نادين نجيم توثق -تعرضها للتحرش- وتنشر لقطات للموقف و ...
- أصغر مسارح العالم يستأنف عروضه بعمل ساخر.. المشهد الثقافي ال ...
- مهرجان كان يعرض أحدث أفلام الأخوين داردين الطامحين لتحقيق رق ...
- بخلاف القوانين..نجمات ارتدين فساتين جريئة في مهرجان كان السي ...
- مسقط تحتضن معرضا لأسلحة القياصرة الروس
- المؤرخ حسام أبو النصر يشارك في ندوة حول إبادة التاريخ والآثا ...
- القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية -بين أوسلو وعدوان أ ...
- مهرجان كان.. فيلم إسرائيلي -صادم- بشأن حرب غزة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم فنجان الحمامي - مبدعون اعتنقوا مذهب المعتزلة