التهجير وسنينه ومعاناة الاقليات في الشرق

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التهجير وسنينه
التهجير مش بس بالقتل وتدمير المنازل ومحاولة نقل السكان من بلدانهم وقراهم ومدنهم الي بلاد اخري ولكن التهجير له اشكال عديدة .
التهجير بيبدا في نفس ام ابنها رجع من حضانته او مدرسته يبكي لها قائلا لها ان اصحابه رفضوا يلعبوا معاهم لانه مسيحي هنا ابدا بذرة وفكرة التهجير وستقول الام في نفسها لم يعد لنا مكان في هذه البلاد .
التهجير بيبدا من طالب مدرسة يذهب لمدرسته فيرغم علي الخروج لحوش مدرسته لانه مسيحي ولانه لا مكان ادمي يستطيع ان يدرس فيه حصة الدين المسيحي الخاصة به مثل زميله المسلم .
التهجير بيبدا بمدرسة او وكيلة مدرسة مسيحية لا تستطيع ان تترقي لمنصب مديرة مدرسة كما حدث في بني مزار بالمنيا لان الطالبات يتظاهرن ضد تعيينها لانها مسيحية .
التهجير يبدا في فكر اولاد لواء شرطة مسيحي رفضوا تعيينه محافظ لقنا لانه مسيحي .
التهجير يبدا في نفس اب ذهب مع ابنه الماهر ليلتحق باحد النوادي الكبري فيعود ابنه باكيا له قائلا انهم طردوه لان اسمه مينا فيبدا الاب في البحث عن بلدٍ يسع مهارة ابنه .
التهجير يبدا في أسرة خطفوا بنتها القاصر ترهيبا او ترغيبا وزوجها لاحد الرعاع فترغم الاسرة علي التهجير داخليا او خارجيا حفاظا علي باقي الاولاد .
التهجير يبدا في نفس شخص راي الفساد ورفضه وعندما يذهب للابلاغ عنه ظنا منه انه فعل الصالح فيجد نفسه في سين وجيم واتهامات بالبلاغ الكاذب لان من يحمي الفساد كبار .
التهجير يبدا عندما يعجز القانون عن انصافك وانت المعتدي عليك لان الطائفية المزروعة في نفوس البعض تميع القضايا وتبرئ الجاني ، هنا يبدا التهجير .
التهجير يبدا عندما تحاول بناء دور عبادة لك مثل جارك المسلم فتجد الرعاع يهاجمونك ويحرقون بيتك وفي حماية بعض المتنفذين .
التهجير يبدا عندما تري آمك او جدتك او اختك تهان وتسب في الشارع لانها لا ترتدي حجاب بل واحيانا ينزعوا عنها ملابس كاملة في الشارع ولا يستطيع القانون ان يعاقبهم حتي مع تعهد رئيس الجمهورية بفعل ذلك مع من فعلوه مع السيدة سعاد ثابت .
التهجير يبدا من قاضي محكمة لم يجد متهم واحد يوجه له تهمة قتل 23 قبطيا في الكشح وذهبت دمائهم هباء .
التهجير يبدا في النفوس الجموع من عند حاكم راي مقتل اكثر من مائة شخص مسيحي في الزواية الحمراء فقال عنها انها مجرد خناقة بسبب شوية مية وسخة . واخر راي ان مقتل الاقباط في صنبو وابو قرقاص وسمالوط ونجع حمادي مجرد حوادث بسيطة بينما انتفض واقال وزير داخليته عندما تم قتل السياح في الاقصر عندما تري حياتك ارخص من جناح بعوضة عندهم فهذا تهجير مع سبق الاصرار والترصد .
التهجير بيبدا باهمال التنمية في اماكن تواجد المسيحيين في صعيد مصر فلا طرق ولا مدارس ولا مستشفيات وكل هذا يذهب لاماكن التجمعات الاسلامية فيبدا التهجير الداخلي للقاهرة او الاسكندرية او للخارج وهذا ما سبق وفعله صدام مع الاكراد والشيعة وستالين في روسيا مع القوميات المختلفة .
التهجير يبدا من صمت اعلامي علي كل تلك الممارسات بل واحيانا مباركتها فيري المسيحي ان لا احد ينصفه حتي بكلمة فيعرف ان الهدف تهجيره .
التهجير ياسادة ليش قتل واستهداف علي الهوية فقط ( ورغم ذلك فاننا استهدفنا) ولا تدمير منازل وحرقها فقط ( ورغم ذلك فقد حدث لنا ذلك ) بل يبدا باشياء بسيطة يتجاهلها الحكام ويروا انها امور عادية او هي وسيلة لتنفيس غضب الاغلبية في الاقلية المسالمة بدلا من توجيهها للحاكم نفسه. بل هي كل ماسبق.
الفلسطيني لم يتعرض وحده للتهجير فقد تعرض الاقباط علي مر القرون لذلك وتعرض لذلك ايضا مسيحيي العراق وسوريا ولبنان وقطاع غزة والضفة وإسرائيل وتعرض له ايضا صائبة العراق والازيدين وتعرض له ارمن الدولة العثمانية وتعرض له سكان دارفور من غير العرب .
نحن نرفض التهجير بكل انواعه ولكن للاسف الاعلام لا يعتم الا بماساة الفلسطينيين ويتناسي كل الماسي الاخري في العالم
وذلك لان الجاني مسلم كما في دارفور والدولة العثمانية او داعشي كما في العراق وسوريا ، بينما عندما يكون الجاني يهودي او غير مسلم فان الدنيا تقوم ولا تقعد ثانية .
باحث اقتصاد دولي

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات