أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - خيري فرجاني - الضرائب والتنمية الاقتصادية:















المزيد.....

الضرائب والتنمية الاقتصادية:


خيري فرجاني

الحوار المتمدن-العدد: 8245 - 2025 / 2 / 6 - 23:33
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الضرائب هي عبارة عن مبلغ من المال يتم دفعه للحكومة وفقاً للدخل الخاص بالفرد، أو تكلفة السلع، أو الخدمات التي يشتريها؛ وعليه، فإنّ الضريبة تعني دفع الفرد مبلغاً من المال للدولة، ومن المهم معرفة أن الضرائب لا تُفرض فقط على الأفراد، بل تتم أيضاً على الشركات والمؤسسات والمنظمات الأخرى، كما يتعين على الأشخاص المقيمين في البلد دفعها أيضاً.
ولا شك أيضا ان الفهم الصحيح لكل جانب من جوانب منظومة الضرائب أمرا مهما للغاية، فهو يساعد الأفراد والشركات على تحديد التزاماتهم الضريبية بشكل صحيح، وبالتالي يمكنهم اتخاذ القرارات المالية المناسبة، وأيضا الاستفادة من الفرص الضريبية المتاحة بشكل كامل. ومن ثم تأتي أهمية تلك الخطوة نحو إصلاح المنظومة الضريبية في مصر؛ حيث أعلن الدكتور أحمد كجوك وزير المالية، حزمة من التسهيلات الضريبية التي تستهدف خلق نظام ضريبي مُحفز، وقد تتضمنت التسهيلات وضع نظام تحفيز للممولين الملتزمين من خلال وضع نظام متكامل لهؤلاء الممولين؛ من أجل التسهيل عليهم وتحفيزهم للانضمام للمنظومة الرسمية.
وهذه الحزمة من التسهيلات الضريبية التي تم الإعلان عنها، من قبل وزير المالية ستساهم بشكل أساسي في رفع كفاءة المنظومة الضريبية، وتوسيع قاعدة المجتمع الضريبي، واختصار الكثير من الوقت والجهد المهدور خلال المعاملات الضريبية. هذا إلى جانب إنهاء جزء كبير من المنازعات الضريبية المتراكمة، كما ستساهم في ترسيخ فلسفة جديدة للحكومة المصرية في بناء جدار من الثقة بين الحكومة والممولين، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على ما تطمح به الدولة المصرية من تحقيق مستهدفات السياسة الاقتصادية الكلية، فيما يتعلق بزيادة مساهمة القطاعات الانتاجية في زيادة حجم الناتج المحلى الإجمالي؛ وبالتالي تحقيق نمو اقتصادي مستدام، الى جانب تحقيق زيادة في حجم الايرادات الضريبية؛ مما يساهم بشكل مباشر في زيادة الايرادات العامة بالموازنة العامة للدولة، ما يعطى امكانيات مالية أكبر للحكومة في زيادة مخصصات الصحة والتعليم والبرامج الاجتماعية، وبما ينعكس إيجابا على خطة الحكومة في تحقيق مستهدفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وزيادة الصادرات المصرية.هذا التوسع سيسهم بدوره في زيادة فرص العمل وتعزيز الإيرادات العامة للدولة من خلال رفع معدلات الحصيلة الضريبية، وهو ما يدعم الجهود الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة.
وقد تم وضع هذه الحوافز والإعفاءات والتسهيلات من أجل وضوح الرؤية وتحديد الحقوق والالتزامـات وتشجيع الجميع علي الانضمام لهذا النظام المتكامل، ومن أهم ملامح هذا النظام المتكامل: الإعفاء من ضريبة الدمغة ورسوم الشهر والتوثيق، والاعفاء من ضريبة الأرباح الرأسمالية، والاعفاء من ضريبة توزيعات الأرباح، والإعفاء من تطبيق نظام الخصم أو الدفعات المقدمة، بالإضافة إلى معاملة ضريبة مبسطة للضريبة على الدخل، كما أن أول فحص ضريبي بعد خمس سنوات، مع عــدم المطالبة بـــأي مستحقات ضريبية عن الفترات السابقة لمن يبادر بالتسجيل بالمصلحة.
وتأتي الحزمة الأولى كخطوة أولى ضمن خطة شاملة تستهدف تحسين العلاقة بين المصلحة والممولين وتعزيز العدالة الضريبية، حيث تولي مصلحة الضرائب اهتمامًا كبيرًا لخلق بيئة من الثقة المتبادلة مع المجتمع الضريبي، وضمان استفادة الجميع من التسهيلات التي تهدف إلى تبسيط الإجراءات، وتحسين كفاءة النظام الضريبي، وتقديم الدعم الكامل للممولين، وذلك من خلال تنظيم العديد من الحوارات المجتمعية بعد الإعلان عن الحزمة الأولى، بهدف الاستماع إلى آرائهم واستفساراتهم، وهذه الحوارات تمثل جزءًا أساسيًا من استراتيجية المصلحة في بناء علاقة شراكة حقيقية مع الممولين، حيث تُساهم في توضيح أهمية الامتثال الضريبي وأثره الإيجابي على الاقتصاد الوطني.
وللضرائب أهمية بالغة في تحقيق التنمية الاقتصادية وتقديم الخدمات الاجتماعية في الدول، إذ يمكن القول إنّ الهدف العام من الضريبة هو جمع الإيرادات للدولة؛ حتى يتم استخدامها لتمويل النفقات العامة للحكومة، مثل: الصحة، والتعليم، والبنية التحتية، والأمن، وغيرها من الخدمات العامة التي تعود بالفائدة على المجتمع وعلى كلّ فرد فيه. إلا أن هذا الأمر ليس هو الهدف الوحيد لسياسة الضريبية، بل إنّ هناك أهدافاً أخرى، لعل أهمها ما يلي:
الضريبة تُعزِّز اقتصاد الدولة:
حيث ان الضرائب أداة فعّالة في تنمية اقتصاد الدول، وتعزيز نشاطها الاقتصادي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لها، وذلك من خلال استخدام الحكومة للإيرادات الضريبية واستغلالها في تحفيز الاستثمارات المختلفة، مثل: البنية التحتية من طرق وموانئ ومطارات، والتكنولوجيا الحديثة والابتكار، أو الطاقة المُتجدِّدة، أو البحث والتَّطوير..إلخ. وبالتالي الوصول إلى اقتصاد أفضل.
تساهم الضريبة في استقرار الأسعار:
حيث تساهم الضريبة في الحفاظ على استقرار الأسعار، فعندما ترتفع الضريبة على السِّلع، يصبح سعرها الإجمالي أعلى من السابق، وبالتالي فإنّ الإقبال عليها سيقلّ، وإنفاق الفرد للحصول على مثل هذه السِّلَع سينخفض، وكنتيجة لذلك سيقلّ الضغط على أسواق السِّلع، وهنا يأتي دور الضريبة في التحكُّم باستهلاك الأفراد للسِّلَع، وسيصبح الطلب على السِّلَع أكثر انضباطاً، ممّا سيمنع التضخُّم المفرط، ويؤدّي بالتالي إلى استقرار الأسعار.
تساهم الضريبة في خفض معدلات البطالة وتحقيق معدلات أعلى للتوظيف:
حيث تساهم الضريبة في ارتفاع معدلات التوظيف أو التشغيل، أي أن توفِّر الدولة عددا أكبر من الوظائف للأفراد المُستَعِدِّين للعمل، وهو ما تسعى إليه معظم الدول؛ لتحسين اقتصادها، ومن السياسات التي يمكن للحكومات اتِّخاذها لتحقيق ذلك خفض مُعدَّلات الضرائب؛ إذ يؤدي ذلك إلى زيادة الدخل المُتاح لدى الأفراد، ممّا يزيد من قدرتهم على الشراء، وبالتالي، سيرتفع الطلب على السِّلَع والخدمات، كما سيُشجِّع على زيادة الاستثمارات من قبل الشركات، وكنتيجة نهائية لذلك سيتمّ إنشاء فرص عمل جديدة، مما يحقق معدلات توظيف أعلى.
الضريبة تعمل على التوزيع العادل للثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية:
حيث ان الضرائب لا تعمل فقط كآليَّة لجمع الإيرادات، بل تعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، حيث تقوم الحكومات بجمع الضرائب من الأفراد والشركات، ثمّ توزيعها في أشكال مختلفة؛ للحَدّ من الفجوة بين الأغنياء والفقراء؛ من خلال تمويل الخدمات العامة، مثل: التعليم، والصحة، والإسكان، وتنفيذ برامج تحفيز الاقتصاد، ودعم الفئات الضعيفة في المجتمع.



#خيري_فرجاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات المشبوهة لاقتصاديات الاخوان
- العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.. وحدة الجذور والأهداف:
- لكي تنهض مجتمعاتنا من ثباتها
- الخطاب السياسي كمنتج ثقافي أيديولوجي
- الولايات المتحدة الأمريكية وغطرسة القوة
- ثورة 25 يناير 2011 دراسة تحليلية
- الحداثة (العصرنة)
- نشأة وتطور جماعات الإسلام السياسي برعاية -أنجلو أمريكية-
- التراجع الحضارى وغياب لغة الحوار
- مدنية الدولة
- التسامح والتعددية الثقافية
- المساواةوتكافؤ الفرص
- المواطنة
- حقوق الإنسان من خلال المواثيق والعهود الدولية الحديثة
- أثر الجيل الرابع من الحروب على اقتصاديات الدول
- دور منظمات المجتمع المدنى في عملية التحول الديمقراطى في مصر
- جدلية العلاقة بين الدين والفن
- دور التنمية الاقتصادية في تحقيق الرفاهية والاستقرار:
- الار هاب الفكرى (الأسباب.. النتائج.. الحل)
- التنظيم الخاص والاغتيالات السياسية في منهج الإخوان:


المزيد.....




- بارزاني: الهجمات المسيّرة تهدد الاقتصاد العراقي وتتطلب ردًا ...
- الاحتياطي الفدرالي الأميركي يبقي معدلات الفائدة على حالها
- الاحتياطي الاتحادي الأميركي يثبت الفائدة
- الاقتصاد الأميركي ينمو 3% في الربع الثاني
- الاقتصاد الاسرائيلي يسجل أبطأ وتيرة نمو له منذ أكثر من عقد
- مشروع قانون حظر تداول الأسهم على المسؤولين يلاحق البيت الأبي ...
- هل تشكّل الدوائر الزراعية في ليبيا نموذجا ناجحا للاكتفاء الذ ...
- فيزا تفتتح أول مركز بيانات في أفريقيا باستثمار 57 مليون دولا ...
- الرابحون والخاسرون من إلغاء تركيا اتفاقية تصدير نفط العراق
- مصر.. الحكومة للتجار: -الأسعار يجب أن تنخفض الآن- بعد -تجاوز ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - خيري فرجاني - الضرائب والتنمية الاقتصادية: