أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - اجتهادات ابو عبدو














المزيد.....

اجتهادات ابو عبدو


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 18:54
المحور: الادب والفن
    


اجتهادات الرفيق ابو عبدو
كنت انصت مرة لأحاديث كبار الحي فسمعت منهم، بواسطة الهمس، عبارة (ابو عبدو الجحش) فاستغربت من هذه الكنية (الجحش). وعندما اصبحت في الثانوية، عرفت أن الاسم هو مجرد لقب للحط من قيمة (الرفيق) ابو عبدو (أمين الحافظ) رئيس سورية سابقاً. لكني لم أستوعب لماذا كنّوه بالجحش إلا عندما استفسرت من عجوز عاش تلك الفترة بعجرها وبجرها. في العادة، الجحش أو الحمار في المخيل الشعبي هو الشخص الغبي والأحمق الذي لا يستوعب الأشياء من حوله ومن ثم يرتكب أخطاءً جسيمة.
ساهم أمين الحافظ وهو ضابط من حلب بكل اريحية وعزم مع رفاق البعث في الانقلاب الكارثي عام 1963. يقولون أن اللجنة العسكرية اختارته رئيساً كي يتلاعبوا به ويمرروا اجنداتهم. وقد حدث في فترته قصف مأذنة جامع السلطان في حماة وقتل معظم المعتصمين فيه، كما حدث في زمانه اقتحام الجامع الأموي وقتل الكثير حيث كان قائد الاقتحام المقدم سليم حاطوم قائد كتيبة المغاوير، وهو من السويداء علما أنه في زمن الاستعمار الفرنسي كانت المساجد ودور العبادة أماكن مقدسة لا تدخلها القوات الفرنسية. وربما ظن هؤلاء المعتصمون أن النظام الجديد بقيادة البعث سيفعل ذات الشيء على الأقل. لكن هيهات، فقد كان البعث لا يتوانى عن اقتحام المساجد أو المدارس أو الجامعات.
أول اجتهادات أمين الحافظ، أنه عندما كان ملحقاً في السفارة السورية في الأرجنتين، تعرف عليه الجاسوس الإسرائيلي (إيلي كوهين) الذي غير أسمه إلى (كامل أمين ثابت). ولد هذا الجاسوس في حلب وسافرت عائلته إلى مصر واستقرت هناك في مطلع القرن العشرين، وعندما قوي عصعص الصهيونية في فلسطين، عمل جاسوساً في مصر وألقي القبض عليه، لكن افرجت السلطات عنه، فرحل إلى إسرائيل، حيث جنده الموساد ليكون جاسوساً بارعا في سوريا. هناك رواية تقول إنه أتى دمشق ولم يتعرف على أبو عبدو في الأرجنتين. انتجت امريكا فيلماً اسمه الجاسوس المستحيل (impossible spy The ) الذي عرض في أواخر الثمانينات وفيه عرض بالتفصيل كيف خدع أمين الحافظ وجميع القيادة القطرية والقومية وقدم نفسه على أنه تاجر سوري يريد أن يساهم في بناء سوريا ودعم الفصائل الفلسطينية، وكان كريماً في هذه النواحي. وتناقلت حوله القصص من علاقته مع ضباط الجيش السوري وكادوا أن يضعوه وزيراً كما تروي الإشاعات.
اجتهاد آخر كان أنه صنع من مجموعة صلاح جديد أصدقاء له وكان من ضمن القيادة القطرية واستعدى القيادة القومية، لكن مجموعة صلاح جديد فصلوه من القيادة القطرية فمال إلى القيادة القومية (مجموعة عفلق والرزاز وصلاح الدين البيطار)، لكن كان قد فقد قوته في الجيش. حاول أن يصادق سليم حاطوم صاحب المغاوير، لكن عبث، فقد وقف حاطوم مع جديد رغم أنه اختلف معه إلى حد اقتحام بيته وتهديده بمسدس على أن يستقيل فوراً. فوافقه جديد واتصل مع أبو عبدو يومها يقدم استقالته، لكن رفض أمين الحافظ الإستقالة ولم يحاسب حاطوم لأنه ظن أنه موالٍ له. بعدها اتفق حاطوم وجديد على خلع الحافظ، فهاجمه حاطوم وهو على باب بيته، لكن الحافظ لم يستسلم فقاوم وهو لا يملك سوى مسدس واصيبت ابنته، وتعاملوا معه بوحشية وهم يسحبوه إلى السجن.
يذكر أن أصدقاءه حذروه من صلاح جديد ومجموعته، فرد عليهم: لا تقلقوا.. هؤلاء (أي جماعة جديد) كلاب صغار. وهكذا ازاحوه عن الحكم وانقلبوا عليه وهو الرئيس وقائد الجيش والأمين العام القطري للبعث ورئيس للوزراء. كل هذه المناصب لم تحصنه في حزب كان الصراع على السلطة فيه على أشده.
أخيراً اختار العراق موطناً له مع بقية القيادة القومية من ميشيل عفلق والرزاز، لكن صلاح البيطار اختار باريس حيث اغتالته أجهزة حافظ الأسد في أوائل الثمانينات، أما الحافظ فقد رجع إلى سوريا من العراق بعد سقوط صدام في عام 2003 بعد العفو عنه وتوفى في عام 2009 فبل أن يشهد الثورة السورية. رغم أنه مات ورحل منذ زمن، لكن الكثير من السوريين يحمله مسؤولية ما آلت إليه الأمور من مجازر وقتل، مثله في ذلك مثل أكرم الحوراني الذي شجع قبله التكتلات الطائفية في الجيش.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل الخبيّزة
- سوريا والعراق: سياسة النقائض
- انقلب مركب الأسد
- إحد عشر يوماً هزت سوريا
- جول جمّال هازم الإستعمار
- الشرطي والبرجوازي عند شابلن
- في خيانة السادات
- مجزرة في مدينة غرينسبورو
- ضجة حياة ماعز
- غوركي ورواية اعتراف
- نظرياتنا ونظرياتهم
- أهزوجة وشتيمة وطوشة
- مكسيم غوركي: سيرة ذاتية كاملة
- جامعات غوركي
- الإستعمار سبب تخلفنا
- غوركي: بين الناس
- من غشنا ليس منا
- غوركي وطفولة النكد
- رمزية بلد العميان
- جرة الماء والسقا مات


المزيد.....




- جواد غلوم: حبيبتي والمنفى
- شاعر يتساءل: هل ينتهي الكلام..؟!
- الفنان محمد صبحي يثير جدلا واسعا بعد طرده لسائقه أمام الجمهو ...
- عام من -التكويع-.. قراءة في مواقف الفنانين السوريين بعد سقوط ...
- مهرجان البحر الاحمر يشارك 1000 دار عرض في العالم بعرض فيلم ...
- -البعض لا يتغيرون مهما حاولت-.. تدوينة للفنان محمد صبحي بعد ...
- زينة زجاجية بلغارية من إبداع فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة ...
- إطلاق مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
- مهرجان كرامة السينمائي يعيد قضية الطفلة هند رجب إلى الواجهة ...
- هند رجب.. من صوت طفلة إلى رسالة سينمائية في مهرجان كرامة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - اجتهادات ابو عبدو