ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8224 - 2025 / 1 / 16 - 20:21
المحور:
القضية الفلسطينية
كما قلنا سابقاً، إن ما يعني الشعب وخصوصاً في قطاع غزة الآن هو وقف حرب الإبادة والقتل اليومي ومن هنا لا نستغرب الفرحة بإنجاز صفقة وقف إطلاق النار، أما الحديث عن الانتصار عند البعض في حماس فهو استهتار بدماء ربع مليون ما بين شهيد وجريح ومفقود وأسير، والشعب بعد لملمة جراحه سيحاسب كل من تسبب بهذه المعاناة.
أما حول (الاتفاق) الذي تم توقيعه يزم الأربعاء الموافق 15 يناير 2025 فهو ومن خلال القراءة الدقيقة لتفاصيله، ومن خلال تصريحات نتنياهو وقادة حكومته حتى بعد التوقيع عندما قال إن الاتفاق غير مكتمل وان خماش خرقت بنود الانفاق وأن اسرائيل ستبقى في محور فيلادلفيا، كما اجل انجماع الحكومة للمصادقة على الاتفاق بالإضافة الى مواصلة قصف غزة ،هو أقرب لاتفاق إعلان مبادئ أو اتفاق شكلي يخفي اكثر مما يُعلن ومجاملة لواشنطن وخصوصا ترامب، والحكم عليه سيكون من خلال التنفيذ والالتزام وليس من خلال حسن النوايا المفقودة أصلاً بين الطرفين.
وفي هذا السياق نبدي الملاحظات التالية:
١ استغربنا أن الإعلان عن الاتفاق تم في الدوحة من خلال وزير خارجية قطر وليس من القاهرة أو بمشاركة وزير خارجيتها، مع أن مصر معنية أكثر من غيرها بتنفيذ بنود الاتفاق لاعتبارات جغرافية وسياسية وأمنية
حيث منفذ غزة الوحيد مع العالم الخارجي يمر من مصر، كما أن جهود مصر كانت مهمة خلال المفاوضات، كما أن تفاعل مصر مع الإعلان كان باهتاً وكأنها غير راضية عن الاتفاق أو غير واثقة من تنفيذه.
٢ الاتفاق كان على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ولم يتطرق لمستقبل غزة بعد تنفيذ الاتفاق، وربما تم ترك هذا الأمر لمصر أو لأنه من غير المعروف متى سينتهي تنفيذ كل بنود الاتفاق وهي فترة زمنية تحتاج لوجود حماس
٣ لا توجد آلية لضمان التزام كل الأطراف بالاتفاق كما جرى في الاتفاق حول حرب جنوب لبنان حيث تم تشكيل لجنة عسكرية دولية على رأسها جنرال أمريكي.
٤ كما عودتنا إسرائيل فهي ستفسر بنود الاتفاق حسب مصالحها كما فعلت في اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير، وحتى بالنسبة لتنفيذ البنود فإسرائيل أيضا كما كانت تقول في مفاوضاتها مع منظمة التحرير (لا توجد مواعيد مقدسة) وبالتالي قد تمتد عملية التنفيذ والمفاوضات حول كل جزئية لسنوات وليس للأيام المنصوص عليها بالاتفاق
٥لا توجد أي ضمانات بعد أن تأخذ إسرائيل مخطوفيها عند حماس أن تلتزم بالبنود الأخرى كوقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع واعادة الإعمار ،وما سيساعدها على هذا التهرب والمراوغة هو استمرار حركة خماs كسلطة وجماعة مسلحة في قطاع غزة.
٦ إلى الآن توجد شكوك حول عدد المخطوفين الإسرائيليين الأحياء والأموات عند خماs وما إن كانت تعرف مكانهم وتستطيع إطلاق سراحهم في المواعيد المنصوص عليها في الاتفاق.
٧ إلى الآن الغائب الأكبر عما يجري هي منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟