أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوجمعة الدنداني - ورقة مقتطعة من كتاب إغاثة الامة بكشف الغمة للمقريزي قصة














المزيد.....

ورقة مقتطعة من كتاب إغاثة الامة بكشف الغمة للمقريزي قصة


بوجمعة الدنداني

الحوار المتمدن-العدد: 8221 - 2025 / 1 / 13 - 16:51
المحور: الادب والفن
    


ورقة مقتطعة من كتاب إغاثة الامة بكشف الغمة
للمقريزي
قصة

كان يجري بسرعة عجيبة، لا يبدو انه يحمل شيئا في يده او حتى في جيوبه، لا شيء يدل على انه سارق ومع ذلك كل الذين يجرون خلفه يصرخون امسكوا به: سارق.
وصلوا الى مفترق طرق راوا رجلا يجري ويصرخ لقد ذهب من هنا، لحقوا به هل انت متأكد نعم رايته كان حافيا صاحوا انه هو تمادوا في الجري وصلوا الى مفترق طرق اخر توقفوا قال واحد لقد راوغنا، في اخر الشارع صرخ رجل لقد مر من هنا عبر الى الشارع الرئيس، التموا على الرجل هل انت متأكد قال نعم كان عاريا تشاوروا برؤوسهم واتفقوا انه هو وانطلقوا كالسهم.
كانوا حوالي العشرين رجلا وامرأة وطفلا وكلما مروا من مفترق طرق انضم إليهم جمع اخر والطريف انهم ينضمون ولا يعرفون لماذا ويصرخون مع الصارخين: شد، شد سارق.
توقفت امرأتان عن الجري قالت الأولى لقد تعبت اجابت الثانية ليس لنا الا الجري والا فاتنا خير عميم قالت الأولى البارحة اكلت مرقا بالراس قالت الثانية ومن اين حصلت عليه قالت الأولى اشتراه زوجي من بائع وقال انه راس فلسطيني او لبناني او لعله عراقي لا اذكر ولكنني شبه متأكدة انه راس تونسي قالت لها وكيف عرفت قالت صغير الحجم، ليس فيه لحم كثير ولا شحم، مسلول علامات الترهل بادية رغم انه لشاب واسنانه خربة من السوس ورغم أني قطّعت لسانه ومع ذلك لم يسكت.
انسحبتا من السباق وقالت مازال في الراس ما يؤكل، لعله سرق اللحمة من طنجرتي اتبعيني تبعتها وارتابت فيها وفي اول منعطف هربت.
ظلت المجموعة تجري. تضخمت، الجميع يجري الرجال والنساء والكلاب والقطط ورجال الامن والجنود والأساتذة والمعلمين والأطباء والمهندسين ورجال الاعمال ونساء الاعمال والشعراء والكتاب والفنانين ولاعبي كرة القدم والسلة واليد والملاكمين والسباحين والوزراء والتجار والباعة والفلاحين والفئران والعاطلين عن العمل والمساجين والسجانين وباعة السمك والجزارين والنجارين والمرضى والاموات.
تعبوا من الجري وصلوا الى نتيجة وهي انه فر بما سرق ولن يعثروا عليه. السؤال الذي ارقهم ولم يجدوا له جوابا هو من اين سرق قطعة اللحم؟ لا لحم في البلاد ولا زيت ولا سكر ولا خبز ولا طحين ولا كرامة وهل المسروق لحم فعلا ام شيء اخر؟ افترقوا.
خرج المشبوه فيه من بينهم وجلس على حافة الطريق وبدا في التهام قطعة اللحم النيئة.
من الغابات القريبة نزلت الدببة والذئاب والثعالب تتشمم رائحة اللحم.
ظلت الكلاب تنبح والقطط تموء ولم تغادر المكان.
أدركت المجموعة ان السارق كان يجري معهم، لعلها حاسة الجوع، اذ الجوع يزيد في البهامة ويغذي منطق القطيع، قررت ان تعود ولكن الحيوانات كانت اسبق فافترسته.
كتب المقريزي في اخر الصفحة وبخط كوفي غير الذي كتب به الأصل وهو الخط الفارسي
تركت راحلتي وانا في نزل بحي من الاحياء ونمت وإذا بطفل يطرق بابي فتحت فاذا به يصرخ ويقول هل الحصان السمين الأسود ملكك قلت نعم قال لقد ذبحوه، وكنت وانا قادم من مصر قاطعا المسافة من جنوب البلاد الى شمالها لم ار شجرة ولا نبتا ولا ماء ولا اغناما ترعى ولا طيرا يطير ولا بشرا تشتغل ولا احمرة تتجول ولا بقرا ولا دجاجا ولا ديوكا ولا ارانب ولا جرادة ، صحراء قاحلة فقط نواطير في كل مكان ، واعترضني الناس متجهين الى ليبيا والجزائر هربا من الطاعون والجوع والابادة ، نظرت من الشباك فاذا بجمع من الناس يتقاسمون لحم حصاني، فقلت لقد هربت من مجاعة مصر فسقطت في مجاعة تونس وانسللت من النافذة طلبا للنجاة .
اتجهت الى السودان لعل الحرب هناك توفر اللحم.



#بوجمعة_الدنداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - المعلم -
- قصيدتان
- الم يكن ممكنا لو جئت قبل الان
- ميشال عفلق والعروبة والاسلام السياسي
- لعبة
- لن احتمل اكثر من سنة
- البرغي / قصة
- قتل القومية العربية
- الدولة المتدينة
- اللعين مسرحية
- الوجه والقفا: قراءة أخرى بعد خمس سنوات عجاف في حكم سعيد
- الشعب العربي بين الجدار العازل والتهجير القسري


المزيد.....




- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوجمعة الدنداني - ورقة مقتطعة من كتاب إغاثة الامة بكشف الغمة للمقريزي قصة