مادة المهارات الحياتية: من مرحلة التجريب إلى مرحلة التعميم في مدارس قطر.

حميد حنضوري

الحوار المتمدن-العدد: 8221 - 2025 / 1 / 13 - 13:51
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

تعد المهارات الحياتية من بين المواضيع التي استأثرت اهتمام الباحثين العرب والأجانيب خاصة في العقدين الأخيرين، نظرا لكونها غاية في الأهمية، حيث تندرج ضمن ما يصطلح عليه بــ "المهارات الناعمة" التي تمكن الشخص بالقدرة على حل المشكلات الحياتية وتعامل مع أهم المسائل والوضعيات التي قد يمكن أن تقف حاجزا أمامه واتخاذ القرارات المناسبة في مختلف المواقف. فالشخصية القيادية ليست هي التي تملك المعرفة وحدها، بل التي تجمع بين المعرفة والمهارات والمواقف.
ولعل هذا، ما يولي الاهتمام المتزايد لدى وزارة التربية والتعليم القطرية بإدخال مادة المهارات الحياتية إلى جانب المناهج المدرسية كمادة أساس تُدرس لفائدة الطلاب. على وعي بأن تلقين المضامين لم تعد وحدها كافية لبناء جيل صاعد قادر على الإسهام في التنمية المجتمع وتحقيق رؤية قطر 2030. كما تسعى جاهدة إلى خلق توازن بين الجانب الأكاديمي والحياتي، إضافة إلى أنها تساهم في اكتساب أدوات معرفية تواكب متطلبات سوق الشغل. فالمهارات الحياتية هذه، تتجاوز المعرفة التقليدية، إلى جعل الطالب محور العملية التعليمية التعلمية، يلمس من خلال الوضعيات التي تطرح أمامه أشياء واقعية تربط بين البيئة الواقعية المحيطة به والمعرفة النظرية التي تحتويها المناهج، وهذا ما يصطلح عليه بــ «التعليم ذو جدوى".
ونظرا لانفتاح وزراه التربية والتعليم القطرية على أحدث الاستراتيجيات والبيداغوجيات التربوية، شأنها شأن المدارس الناجحة حول العالم، التي تهدف إلى تكوين وبناء جيل صاعد، يستطيع أن يواجه أقصى تحديات الحياة المجتمعية بأقل الإمكانات المادية، كما تمكنه من تعزيز الثقة بالنفس وتنمي الشخصية الى جانب غرس روح العيش بأسلوب إيجابي لدى الناشئة، ولهذا حرصت الوزارة على دمج مادة المهارات الحياتية في المناهج الدراسية والتركيز عليها، وتدريسها للطلاب من السن المبكر كجزء لا يتجزأ من العملية التعليمية.
وبشراكة الوزارة مع مؤسسة إنجاز قطر، قامت السنة الماضية، بإعداد برنامجين لفائدة الطلاب الابتدائي الصف الخامس والسادس، والتي تم اختيارهما بعناية، وهما برنامج "محيطنا" الذي يوفر معلومات عامة حول مفهوم ريادة الأعمال وحاجيات الشركات إلى العنصر البشري ومتطلبات سوق الشغل، وبرنامج "أموالي مستقبلي" الذي يسعى إلى أمر مهم وهو التوعية بالثقافة المالية والاقتصادية وغرس في الطلاب عقلية الاستثمار، كمرحلة تجريبية، مقسمة على سبعة أسابيع، حيث تتضمن كل حصة محورا مهما، يعطي للطالب أداة تمكنه من كيفية تعامل مع البيئة المحيطة به بشكل إيجابي تخلق منه مواطنا فاعلا وليس مستهلكا.
وبعد تقييم الأداء وقياس الأثر، لقيت هذه المادة نجاحا كبيرا في صفوف الطلاب، حيث حققت نتائج إيجابية مما جعل وزارة التعليم القطرية تنتقل من مرحلة التجريب الأولى في التدريس مادة المهارات الحياتية إلى مرحلة التعميم في كل المدارس القطرية، بعد نقل الخبرة عن طريق تكوين تلاقاه مجموعة من المدرسين في مركز التدريب والتطوير التربوي (العبيب) على شكل ورش عمل تطبيقية على يد ثلة من المدربين الأكفاء، وهذا ما يبرز الجهود الوطنية والرغبة في الرفع من جودة التعليم وفق معاير الدولية.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل