-أحلام منصور: سيرة قلم قاوم النسيان في ذكرى رحيلها-

ايناس الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أحلام منصور، القاصة والروائية الكردية العراقية، تُعَدّ من أبرز الأديبات اللواتي أسهمن في إثراء الأدب الكردي والعراقي خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وأحد الأصوات النسائية البارزة التي ناضلت من أجل قضايا المرأة الكردية الفيلية. وُلدت عام 1951 في مدينة خانقين، التي كانت شاهدة على مزيج من التقاليد العريقة والصراعات السياسية، وأصبحت مصدر إلهام لكتابتها وأفكارها.

دورها في النضال النسوي

كانت أحلام منصور من أبرز الأصوات المدافعة عن حقوق المرأة الكردية الفيلية، مسلطة الضوء على معاناتها وتحدياتها الاجتماعية والسياسية، خاصة في ظل الاضطهاد المزدوج الذي تعرضت له النساء الفيليات. ركزت كتاباتها على التحديات التي واجهت المرأة الكردية في الحفاظ على هويتها الثقافية والاجتماعية وسط محاولات الإقصاء والتهجير القسري التي استهدفت الفيليين، خاصة في حقبة السبعينيات والثمانينيات.

من خلال أعمالها الأدبية والصحفية، حاولت أحلام كسر القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة، ودعت إلى ضرورة تمكينها وإعطائها الفرصة للمشاركة الفاعلة في الحياة الثقافية والسياسية. كما كانت صوتًا جريئًا في مواجهة التقاليد التي قيدت النساء، مشددة على أهمية التعليم والمعرفة كوسيلة لتحريرهن من هذه القيود.

إسهاماتها الأدبية في الدفاع عن المرأة

قدمت أحلام منصور في قصصها ورواياتها صورًا متعددة للمرأة الكردية، حيث جعلتها محورًا للعديد من أعمالها. تناولت قصصها نضال المرأة ضد الظلم الاجتماعي والسياسي، وكيف تمكنت من تحويل معاناتها إلى قوة. في روايتها الشهيرة "آمه رش"، عكست أحلام صورة المرأة التي تصارع القهر المجتمعي والسياسي، وتجسد روح المقاومة التي تميزت بها الكرديات الفيليات.

كما أظهرت في مجموعتها القصصية "برد" التحديات اليومية التي تواجه النساء، حيث استوحت شخصياتها من واقع النساء الفيليات اللواتي عايشن القهر والتهميش، سواء بسبب العرق أو الجنس. لم تكتفِ أحلام بإبراز معاناة المرأة فقط، بل ركزت أيضًا على دورها المحوري في الأسرة والمجتمع، مؤكدة أن النساء هنّ العمود الفقري للثقافة الكردية.

مساهماتها في الحركة الثقافية النسوية

إلى جانب إبداعها الأدبي، لعبت أحلام دورًا محوريًا في دعم الحركة الثقافية النسوية الكردية. كانت من أوائل النساء الكرديات اللواتي شاركن في المنتديات الثقافية، وساهمت في تأسيس حركات نسوية تهدف إلى تمكين المرأة الكردية وتعزيز دورها في المجالات المختلفة. كما عملت على دعم الأديبات الناشئات من خلال تشجيعهن على التعبير عن أنفسهن بحرية.

إرثها النسوي

يُعتبر إرث أحلام منصور النسوي شاهدًا على إيمانها العميق بقضية المرأة الكردية، وخاصة المرأة الفيلية التي عانت من أشكال متعددة من الاضطهاد. كان دفاعها عن حقوق المرأة جزءًا لا يتجزأ من نضالها الأدبي والسياسي، وستظل كتاباتها شاهدة على قوة المرأة الكردية وإصرارها على تحقيق العدالة والمساواة.

برحيلها في 10 يناير 2013، فقدت الساحة الأدبية النسوية أحد أعمدتها، لكن إرثها يستمر في إلهام الأجيال الجديدة من النساء الكرديات، ليواصلن مسيرتها في النضال من أجل الحرية والكرامة.

#ايناس_الوندي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات