أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - طارق حجي - المستقبلُ : تصنعه الشعوبُ














المزيد.....

المستقبلُ : تصنعه الشعوبُ


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 10:50
المحور: قضايا ثقافية
    


إنسانُ مجتمعات منطقتِنا الناطقة باللغةِ العربية يمر بظرفٍ غير واضح له ! أو غير واضح للأغلبية. فهو يعيش مقتنعاً بأن جلَ (معظم) سلبياتِ مجتمعِه وحياتِه هى من ثمارُ مؤامراتِ الآخرين. وهو آسير مواضيعٍ وقضايا ماضوية. كما أنهيميل لكونِه "مفعولاً به" وليس "فاعلاً".

ووسط هذا المناخ الفكري ، تجد بعض الجماعات أن تلك القناعات هى الأمثلُ لها للسيطرةِ وبسطِ نفوذها. رغم كون قادتها بعيدين عن التفكيرِ العلمي ، بل وأحياناً يكونوا (ثقافياً ومعرفياً وفكرياً) أقرب للـ صفر ، رغم حيازتهم على درجاتٍ جامعيةٍ مثل الدكتوراة !

إنسانُ مجتمعات المنطقة الناطقة باللغةِ العربية لا يقول لنفسِه : لقد تم تدمير ألمانيا واليابان سنة 1945 ، وتم ضرب اليابان بقنبلتين ذريتين ، ولكن هذا لم يمنع البلدين (ألمانيا و اليابان) من التعافي والنهوض والتقدم والوصولِ لأعلى المستويات العالمية فى معظمِ المجالاتِ. ولو تأمل إنسانُ المجتمعات الناطقة بالعربيةِ الحالتين الألمانية واليابانية لتوقف عن الإعتقادِ بأن جلَ (معظم) سلبياتِ مجتمعِه هى من صنعِ الآخرين ، بقدر ما هى من ثمار إفتقاره هو وإفتقار أبناءِ و بناتِ مجتمعِه لإرادةِ صنع التقدم وتحدي الآخر.

وكاتبُ هذه السطور لا يساوره شكٌٌ فى أن معظم قيادات مجتمعات المنطقةِ الناطقةِ باللغةِ العربيةِ ومعهم أجهزة الدولة العميقة ووسائل إعلام هذه المجتمعات كلها صاحبة مصلحة (شديدة الوضوح) فى إستمرارِ هذه الذهنية التى تُرجع سلبيات مجتمعاتها لأطرافٍ معاديةٍ خارجيةٍ. لكون ذلك سيمنع الشعب من لومِهم ومن إعتبارهم المسؤولين الأوائل عن معظمِ السلبيات وعن شتى صور التدهور المتفشية فى هذه المجتمعات.

وهذه "الظاهرة" تفسر لماذا تصر القياداتُ السياسية فى بعضِ المجتمعات على أن تكون وسائل الإعلام (المقروءة والمسموعة والمُشاهدة )خاضعةً (خصوعاً كاملاً) لإرادتِها ، فهى من أهمِ أدواتِ شيوعِ و ذيوعِ هذه الذهنية التى تُرجع معظم سلبيات مجتمعاتها ل "مؤامرات جهاتٍ خارجية معادية". وكاتب هذه السطور لا يُنكر وجود هذه المؤامرات ، ولكنه ينفي كونها مصدر وسبب هذه السلبيات الأساس.

والمنطق يحتم القيام بوضعِ سياسة وبرامج لتكوين عقلٍ جمعي يؤمن بأن الشعبَ قادرٌ على صنعِ شكلِ واقعِه وصياغةِ معالمِ مستقبلِه وذلك من خلال برامج تعليمية وثقافية وإعلامية تؤصل أهمية (بل محورية) إرادة أبناء و بنات الوطن … وأن يتضمن ذلك تعريف عميق بما فعلته بعضُ الشعوب التى تعرضت لما أسوأ مرات و مرات لعداء خارجي وصل لحد تدمير مجتمعاتها تدميراً مادياً شبه كامل ، بل وضربها بكل الأسلحة بما فى ذلك الأسلحة النووية (مثلما حدث فى اليابان فى صيف سنة 1945).

* تاريخ كتابة هذا المقال : 7 يناير 2025

لمطالعة المزيد من كتابات طارق حجّي :

http://www.tarek-heggy.com

https://search.app/Py9b9sP5ZJkGYojn6



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر طارقية ….
- طارقيات …
- عشر خواطر فيسبوكية
- سبع خواطر …
- أقولُ لكم !
- المجتمعات العربية بين الحداثة والأصولية
- شوارد طارقية !!
- خواطر طارقية عابرة
- نوال السعداوي : أعظم مفكرة مصرية.
- نبذ فيسبوكية !
- عن الثقافة الإنسانية المعاصرة.
- خواطر فيسبوكية !
- الذكورية : جريمة البشر الكبرى
- الثقافة أولاً و أخيراً
- الخير : هدف الإنسانية الأول
- مقدمة الطبعة العبرية لكتابي -الثقافة أولاً و أخيراً-
- أوروبا تدفع ثمن تبعيتها العمياء لأمريكا
- ملخص كتابي -اليهود واليهودية-.
- هوامش وخواطر (2)
- هوامش وخواطر وشذرات


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن -الفتيات- المشار إليهن في رسالة إبستين؟
- حصريا لـCNN: مسؤولون أمريكيون يحاولون إثناء ترامب عن استئناف ...
- هل سهلت إسرائيل خروج طائرة فلسطينيين نحو جنوب أفريقيا؟
- استعداد عسكري أميركي لإصدار أوامر الهجوم على فنزويلا
- تسليم السلطة الفلسطينية هشام حرب إلى فرنسا هل هو -مقايضة سيا ...
- مجلس الأمن يجدد العقوبات على الحوثيين عاما آخر
- حالات اختناق بقنابل الغاز ومصابان برصاص الاحتلال في الضفة
- مقتل 7 وإصابة 27 في انفجار بمركز شرطة في كشمير الهندية
- مادورو يوجه رسالة إلى ترامب: -نعم للسلام-
- هجوم بصواريخ -كاتيوشا- يهزّ منطقة المزة في دمشق.. والدفاع ال ...


المزيد.....

- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - طارق حجي - المستقبلُ : تصنعه الشعوبُ