همجية......بلا حدود.

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 02:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كتب قائلا " ظهر شخص مسلم في إحدى المدن الإيطالية وهو يقتحم احتفالات السكان بالعام الجديد، قارئًا سورة “يس” من القرآن الكريم وسط دهشة المحتفلين من الإيطاليين. هذا السلوك الأرعن الذي يعكس سوء فهم للدين الإسلامي ولأهمية احترام الآخرين، يشوه صورة المسلمين، ويعرضهم جميعًا، خاصة في المجتمعات الغربية، لمزيد من التحديات والانتقادات" ثم يضيف ويقول " الإسلام، الذي هو دين محبة وتسامح، يُعلمنا أهمية احترام الآخر، أيًا كانت عقيدته أو خلفيته"....
مع اني أؤيد الكاتب المحترم في الشطر الأول في التصرف الأرعن والسلوك الغير معبر،الا اني لا اوافقه الشطر الثاني وهو أن "الإسلام دين محبة وتسامح ،وان هذا العمل يعكس سوء فهم للدين الإسلامي."..ارجو أن يعذرني ويتحمل كلامي قليلا ،ولكن دعنا نناقش هنا ، اتمنى ان يقول لنا هل الإسلام دين محبة وتسامح ،قبل الهجرة أم بعدها ؟؟؟ ثم عن أي محبة وتسامح نتحدث ونحن نعرف أن محمد كانت له اكثر من ٢٥ غزوة بعد الهجرة ؟ فهل سمع أحد منا عن غزوات تجلب محبة وتسامح ؟ وعن أي محبة وتسامح وشاعر الرسول يقول " دعا المصطفى دهر بمكة وقد لان منه جانب وخطاب. فلما دعا والسيف صلت بكفه ... له أسلموا واستسلموا وأنابوا" ؟
تعودنا في العقدين الآخرين أن نسمع المتأسلمين وهم يتبنون فكرين مختلفين ..أحدهما يفهم الإسلام بصورة صحيحة كما كتبت ذلك في مقالة سابقة ،وهؤلاء فخورين بكل ما جاء في دينهم وشريعتهم وتراثهم ،ويقولونها بصراحة ،كل الطرق مشروعة في سبيل أن يعبد الله وحده فنحن لا نخجل من ديننا .. وآخرين كأنهم في عالم آخر،يحاولون تجميل الدين مكررين جملتهم المشهورة " هؤلاء لا يمثلون الإسلام " أي كأن هناك سوء فهم للإسلام". .......فالقاعدة عندهم لا تمثل الإسلام،وداعش لا يمثل الإسلام،وبوكو حرام لا يمثل الإسلام ، وطالبان لا يمثل الإسلام وحزب الله لا يمثل الإسلام، ودهس وذبح المشركين حيثما وجدتموهم لا يمثل الإسلام،والشيعة لا يمثلون الإسلام ، والقرآنيين والسلفيين والوهابيين لا يمثلون الإسلام ،والعثمانيين لا يمثلون الإسلام ، والأشاعرة والمعتزلة والصوفية والفاطمية والاحمدية لا يمثلون الإسلام ،والعباسيين والأمويين ،والخلفاء وصراعاتهم لا يمثلون الإسلام،والصحابة وخلافاتهم لا يمثلون الإسلام…..تاهت علينا ولا نعرف من يمثل الإسلام هذه الأيام،وأين نبحث ونجد الإسلام الصحيح؟ في أي بلد إسلامي نستطيع أن نجد الإسلام الصحيح والفرقة الناجية ونتعلم منها ؟ في أي كتب تقرؤون بأن الإسلام دين محبة وتسامح حتى نراجعها معكم ؟
كيف يعلمكم الإسلام أهمية احترام الاخر، أيا كانت عقيدته أو خلفيته،وانتم تقولون في صلواتكم المغضوب عليهم والضالين 17 مرة في اليوم الواحد ؟ كيف يعلمكم احترام الآخر ،وانتم تنعتوه بالنجس ؟ كيف يعلمكم احترام الآخر وانتم تنعتوه بالمشرك وبالكافر وكلاهما عدو الله وجب قتالهم حتى يكون الدين كله لله ؟ كيف بعلمكم إحترام الآخر وانتم تتوقعون منهم أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ؟
ستعودون بنا إلى تلك الآيات وتقولون كالعادة " لكم دين ولي دين ،ولا إكراه في الدين" وتتناسون عشرات الآيات والأحاديث ومن السيرة التي تخالف وتناقض هذه الآيات....وتدور بنا الدائرة صباحا ومساءا في تراث كان ونقيضها،ثم أوليس القرآن "حمال أوجه" ؟؟؟؟؟.
احترام الأديان في الإسلام = صفر …هذه حقيقة تاريخية ثابتة لا تخفي إلا على المغفلين والمدافعين والمرقعين والمجملين .فمن أي جماعة تضع نفسك ؟
وحق هذه الحياة ،لقد سلخ الدين انسانيتكم وضميركم وجعل الكثير منكم أضحوكة العالم ..كم مؤمن اليوم على اختلاف الأديان مستعد أن يقول أن أمه وأبوه مثلهم مثل الكلب لو كذبوا بآيات (الله)؟ كم مؤمن اليوم على اختلاف الأديان
مستعد أن تقتل زوجته أو ابنه أو ابنته او أخته أو اخيه لأنهم ارتدوا عن الدين فقط لعدم اقتناعهم به؟ كم مؤمن اليوم على اختلاف الأديان مستعد أن يقتل الآخرين لأن الله الذي يعبده يأمره بذلك ؟كم مؤمن اليوم على اختلاف الأديان ،يقول "بأبي وأمي يا هذا "؟
.. قلتها سابقا واكررها دوما ،أخلاق العرب قبل الإسلام كانت أفضل بكثير من أخلاقهم بعده .ذلك الدين الذي مسخ انسانيتهم وجعل منهم السفاحين والمنافقين والمؤلفة قلوبهم….وحتى التعددية الدينية أي احترام الأديان التي كانت عندهم ……تبخرت.
والغريب أن معظم المؤمنين اليوم لا يفقهون شيئا في الدين ،فقط عنترية وجهل…يستغربون من فعل هذا الشخص وهو يقرأ القرآن بصوت عالي ،ويقولون أنه عمل ارعن لا يمثل الإسلام ،متناسين أن الصحابي عبد الله ابن مسعود في مكة ، كان يجهر بالقرآن فكان يقرأ وبصوت عالي ايات من القران في الطرق وفي بداية دعوة محمد ..فما الفرق ؟ فهل عمل الصحابي هذا ايضا عمل ارعن ؟؟؟
اليوم ،أستطيع أن أقول بأريحية ،انا اتوقع من المتأسلمين كل شي غريب وعجيب…فالذي يسد الطرقات والشوارع ويعرقل حياة الآخرين في بلدانهم من أجل التظاهر بالصلاة،والذي يضع رأسه في الأرض ومؤخرته فوق إلى السماء حيث الله الذي يعبده ،في الشواطئ والساحات العامة والحدائق والمناطق السياحية في منظر مقزز،والذي يضع دينه الذي وصله بالوراثة وبالتواتر وبالعنعنات لا بالقناعة او اختيار ،يضعه فوق والديه وزوجته وأبنائه ….توقع أن تكون همجيته……….بلا حدود.
أختم وأقول …ثم يضيف ويقول "المحتفلين الإيطاليون أظهروا مستوى عالٍ من الاحترام رغم اندهاشهم من اقتحام الرجل احتفالهم الخاص. فلم يتعرضوا له بأي سوء، ولم يُظهروا أي نوع من العدائية تجاهه. إن هذا التصرف الحضاري يعكس احترامًا حقيقيًا للتعددية وحرية التعبير، حتى وإن جاءت في سياق مزعج أو غير ملائم"...
كلام جميل ورائع، لا تعليق،ولكن هل وصلت الفكرة ؟؟؟؟؟

تحياتي.
الأديان بشرية الصنع والاستيراد والتصدير.

#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)       Fares_Al_Kehwa#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين