أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هادي لطيف - أمُّ الطين تلعنُ الساسة














المزيد.....

أمُّ الطين تلعنُ الساسة


محمد هادي لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 8211 - 2025 / 1 / 3 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


لم تكن ندبتُكِ عابرةً،
بل قصيدةٌ تتهجى الوطنَ بالمشقّاتِ،
جسرٌ من دمعٍ،
يمرُّ فوقهُ الجنودُ
بأحذيتهم الثقيلةِ،
وأغنياتهم الملطخةِ بالخيانة.
من أين أبدأ يا امرأةَ الطين؟
أمن صدركِ الذي صار مقبرةً للطفولة؟
أم من شفتيكِ،
حيث الحزنُ يعرّي أصابعهُ
ويطعنُ الليلَ بالخمرِ والكلمات؟
ها هو العراقُ…
يجلسُ على عتباتِ صدركِ،
يدخنُ آهاتِكِ كسيجارةٍ رديئة،
يبحثُ في قلبِكِ عن بقايا ثورةٍ
ليبيعها في سوقِ الساسة.
والندبةُ،
ندبتكِ،
هي كلُّ ما تبقى لهُ من مجدٍ كاذبٍ،
يحملهُ فوق كتفيهِ
كجثةِ شهيدٍ مجهول.
أنتِ،
يا أمَّ الطينِ والنهرينِ،
يا غصنَ الجنوبِ العاري،
حين تصرخين،
تتعرى المدنُ
ويسقطُ الوقتُ بين فخذيكِ
مثل لصٍّ أخطأ الطريق.
آهٍ، لو تعلمين!
كم مرةً تزوجوكِ،
كم مرةً باعوكِ،
وكم مرةً وضعوا أسمالهم
على عتباتِ جسدكِ،
ثم كتبوا باسمكِ قصائدَ تمجدُ السلاطينَ.
لكنهم لم يعرفوا…
أن الندبةَ،
هي جرحُ الأرضِ حين تكفُّ عن الولادة.
أن صوتَكِ،
هو آخرُ أغنيةٍ
تصرخُ بها السماءُ قبل القيامة.
فابكي،
ابكي حتى تتحولَ دموعُكِ إلى غيثٍ،
حتى تصيرَ الندبةُ خنجرًا،
يذبحُ كلَّ الأسماءِ
التي علقت في لحمكِ كالغرباء.
ابكي،
وابسقي الترابَ بوجعكِ،
علَّ العراقَ يتطهرُ منكِ…
ومن نفسهِ.



#محمد_هادي_لطيف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السُكْرُ يَشْرَبُنِي
- ندبةٌ من فمِ امرأةٍ، يكتبها العراق
- في حانة السُّكْرِ الطويل
- صدى الريح في غرفة الخراب
- -وجهي الملطّخُ بالأسى-
- خرابُ جثةً
- -تبيع الحلم في كيسٍ مهدم-
- مطرٌ على وجعي.
- خيانة السماء
- قبرُ الحالمين
- جثتي على أبواب الأكاذيب
- النبي الأعزل في سجون الخيبة
- -خرابٌ بلا تأشيرات-
- أنتِ وحدكِ في فمي
- حبل الحزن
- -أرملةُ النهايات-
- -الرب لا يرى القوادين، ولكننا نراهم-
- مزاميز الجسد المصلوب.
- ضباب الذكرى.
- -أينما تذهب، يسكنك الغياب-


المزيد.....




- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...
- فنانون عراقيون في مواجهة الحرب بمعرض في طهران + فيديو
- بغداد تتنفس -ثقافة- بمهرجان الكتاب الدولي وقطر ضيف شرف في قل ...
- مهرجان الإسكندرية يكشف عن أقوى 10 أفلام سياسية في تاريخ السي ...
- متحف الأوسكار يحتفي بالذكرى الـ50 لـ-الفك المفترس- بـ200 قطع ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هادي لطيف - أمُّ الطين تلعنُ الساسة