أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - خضر كنعان - حول ردود الفعل في الأردن على اعدام صدام















المزيد.....

حول ردود الفعل في الأردن على اعدام صدام


خضر كنعان

الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:58
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


"نادوا بالقومية
فزادوا القطرية ذيلا قبليّا"
مظفر النواب

بداية ومن جهة انسانية فقد كشف اعدام صدام عن جانب آخر من قصور عقوبة الإعدام ذاتها، والتي انا ضدها واتفق مع المعترضين عليها من هذا الجانب الإنساني. فبأي معني يتم مساواة اعدام رجل واحد بما اقدم عليه من جرائم بحق مئات الألوف من ابناء شعبه وابناء المنطقة عموما. ثمة هناك قيمة سياسية واجتماعية اكثر اهمية في التعاطي مع مثل هذه الجرائم وغيرها بغير لغة الثأر والتشفي لمصلحة الأجيال القادمة. و أود ان الفت نظر القراء لمقالة فواز طرابلسي في السفير بهذا الخصوص.ه

راعني اكثر ردود الفعل في الشارع الأردني على اعدام صدام. في التضاهرات وفي المقالات والتصريحات التي اطلقها العديد من المثقفين وقيادات الأحزاب في الأردن وبعد ان يذكروا انه بغض النظر عن "نقد" البعض له و"اختلافهم معه" اوحتى "بغض النظر عن اخطاءه،" يستطردوا ليسبغوا عليه هالات "البطولة" ويرفعوه لمستوى "الشهادة" ؟!

عفوا ، بس الحكي ما بيجري عن "اخطاء" هنا اومجرد "خلاف في الرأي،" أي خلاف بالرأي هو كاين مسموح باختلاف الرأي تحت حكم صدام! الحديث بيجري عن مجازر وحروب متواصلة مع ايران والكويت وحصار متواصل وقمع متواصل لشعبه بينما هو يتحكم في اعلى هرم السلطة هو وعائلته المقربين ويتفردون بكل القرارات التي اوصلت العراق لما هو عليه الآن. فبأي حق يسمح بعض الكتاب لآنفسهم بالقيام بعملية فصل تعسفي بين نهج حكمه الديكتاتوري وممارساته الإجرامية تجاه شعبه والتي يعرفها وخبرها العراقييون جيدا وبين ما انتهى إليه العراق شعبا وارضا وثروات وما مر يمر فيه الآن من احتلال ودمار ماثل للعيان؟

كما اننا في الأردن لسنا في موقع يؤهلنا لنغفر لصدام جرائمه ومجازره المتعددة وقمعه المتواصل لشعبه طوال عقود حكمه. من العيب ان ننطق ونعفو اونتغاضى عن هذه الجرائم بالنيابة عن ضحاياه، كيف نسمح لآنفسنا التحدث باسم الضحية، بل ونعفوا ونتجاوز!؟

المراقب العام للإخوان الأردنيين قال ان اعدام صدام "طعنة نجلاء في صدر الأمة" ياسلام! لقد طعنت الأمة طعناة عديدة بل تبدد حلم توحدها إلى مهزلة على يد صدام وامثاله ومنذ عهد بعيد. هل الجمهوريات التي تحكمها وتسيطر عائلته المقربة على اهم مفاتيحها هي حلم الأمة؟ هل الجمهوريات الوراثية هي حلم الأمة؟ هل المجازر والتعذيب والسجون التي تحوي المثقفين واصحاب الرأي الآخر وخيرة ابناء العراق في عهده هي في مصلحة الأمة؟ هل الإستمرار في بناء القصور والتماثيل والجداريات له و الحصار يأكل من صحة الناس وتعليمهم واعراضهم ومستقبلهم في العراق هل هذا في مصلحة الأمة؟ إن الطعنة النجلاء هي انه لم يتم محاكمة صدام منذ غشرين اوثلاثين سنة اومنذ محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم وهربه بعدها لسوريا ثم مصر. إن الطعنة النجلاء للأمة أنه بعد هذه التضحيات والدمار الحاصل تتمنع قياداتنا السياسية عن استيعاب ابسط الدروس الديمقراطية والإنسانية فيما انتهينا اليه وتعود إلى تكريس صنمية "القائد الضرورة" " البطل" وأخيرا "الشهيد!".ه

اما نقيب المحامين الأردنيين السيد العرموطي فقد صب جام غضبه وحنقه على ايران. وطالب بإغلاق سفارتها وهاجم الحكومة العراقية العميلة في العراق وضرورة التصدي لها. يعني ايضا بظرط من صرم وسيعة، ما هو حكي ببلاش طبعا. يعني في الحديث عن الحكومة العميلة لماذا لا يبدأ في الأردن؟ هل الحكومة الأردنية التي تعد ثاني اكبر متلقي للمساعدات الأمريكية بعد اسرائيل في العالم بالنسبة لعدد السكان، يعني مثل هذه الملحوظة لا تستدعي التفكر في موضوع العمالة وما يستطيعه الإنسان ان يفعله من موقعه؟ ثم يقول هو آخرين ان الحكومة في العراق جاءت على الدبابة الأمريكية. ورغم خلافي مع هذا التوصيف والإبتسار لما هو حاصل في العراق وساشرحه لاحقا، لكن المهم ان هذه الدبابة والطائرة المقاتلة الأميريكية والجنود الأمريكيين تمركزت قبل العدوان على العراق في السعودية والكويت والأردن وحصلت وتحصل على كل الدعم السياسي واللوجستي والأمني من حكومات واجهزة هذه البلدان تباعا. لم تكن لا ايران ولا سوريا على سبيل المثال طرفا في هذا العدوان والتحضير له. ولا طرفا في تسهله. فلماذا خلط الأوراق الآن والذي تتزعمه العربية السعودية بالتعاون مع امريكا مرة اخرى وبدون توقف ولكن بحجة الدفاع عن السنة ولجم التدخل الإيراني المزعوم.ه

وهنا يكمن لب القصيد فيما يجري اليوم من صراع في العراق . ايها الأخوة ان الحكومة العراقية منتخبة كما الحكومة الفلسطينية منتخبة تحت الإحتلال. الفرق أن الإنتخابات العراقية قد فرضت على المحتل الأمريكي بينما كانت برغبة امريكيا وبهدف تعزيز شرعية عباس في الحالة الفلسطينية . دعم شرعية عباس واطلاق يده من خلال استيعاب حماس وتحجيمها في الإنتخابات تحت وهم ان ما سوف تحصل عليه حماس سوف يؤهلها بالكاد لتكون شاهد زور على ما ستقوم به السلطة الفلسطينية بقيادة عباس وحكومة كان ممكن ان تكون بقيادة دحلان في حال اكتساح قوائم فتح لنتائج الإنتخابات وقتها. على كل حال تلقت السياسة الأمريكية ضربة مزدوجة في نتائج الإنتخابات عموما في العراق وفلسطين مما دفعها مباشرة للفلفة كل شعارتها بخصوص نشر "الديمقراطية " في الشرق الأوسط. وشوفنا كيف تعاملت هي واسرائيل وعباس والحكومة الأردنية وباقي حلافائها في المنطقة مع الحكومة الفلسطينية بعد ذلك.

اما في الجانب العراقي فتكمن الهزيمة الإستراتيجية لأمريكا في نجاح القوى الشيعية في استلام الحكم في العراق وفشل قائمة مرشح الإدارة الأمريكية، علاوي، وقتها في تحقيق اي نتائج تذكر في الإنتخابات العراقية. وتحسبا لذلك فقد وضعت امريكا من خلال قانون برمر الإنتقالي، ولاحقا من خلال تعليمات وتدخلات نيغروبونتي وثم خليل زاد، وضعت كافة انواع العراقيل لكي تفقد العملية الديمقراطية في العراق من اي محتوى مستقل. ووضعت العراقيل تلو العراقيل لتمتص زخم الكتلة السياسية الممثلة للشيعة ولاحقا بهدف شقها. لماذا؟

إن نجاح القوى السياسية في الحكم في العراق يضعها في تحالف موضوعي مع عدو الولايات المتحدة الامريكية الرئيس في المنطقة واعني به ايران. احتمال حدوث مثل هذا ،الإصطفاف الإيراني-العراقي، مرفوض من قبل امريكا وحلفائها في المنطقة . وهو اولا لا يهدئ من مخاوف البحرين والسعودية فالأولى اغلبية سكانها من الشيعة ، بينما ثمة هناك اقلية شيعية في السعودية تكمن اهميتها في انها تعيش في المناطق الشرقية والتي تحوي تقبع على غالبية احتياطي وانتاج السعودية من النفط. وايضا من جهة اخرى فالتحالف اوالتقارب الإيراني-العراقي في حال حدوثه سوف يخل بموازين القوى الإقليمية بشكل معادي لمصالح الدولة الصهيونية. مثل هذا الخلل في موازين القوى مرفوض من هذه الأخيرة ومن امريكيا على حد سواء. وهكذا فالولايات المتحدة ترفض فعليا الإعتراف بسيادة الحكومة العراقية، وهي بالضرورة ومع حليفاتها في المنطقة وتحديدا الحكم السعودي تساعد على تأجيج السعار الطائفي والمذهبي السني - الشيعي وتحاول، إن لم تكن قد نجحت، على المستوى الرسمي في نسج تحالف على مستوى المنطقة ضد ما صار يعرف بـ"الهلال الشيعي." مارس اول ادواره الخيانية خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان هذا الصيف. ه

إن التغذية العنصرية المذهبية تصب في مصلحة الإدارة الأمريكية المباشرة في تقسيم المنطقة والهيمنة عليها. إنها تستعدي الشعب الإيراني الصديق بل وقطاعات واسعة من الشعب العراقي إن لم تكن اغلبيته وتقدم ابناء المنطقة والعراق وقودا للإستمرار الإحتلال الأمريكي والهيمنة على العراق وهيمنتها على المنطقة . إن اعدام ومحاكمة صدام برغم كل الإعتراضات على مجراها القانوني ليست ولن تكون الإساس في التعاطي مع ما يجري في العراق ومن حوله. إن المهم الأن هو مساعدة انفسنا والشعب العراقي مع اصدقائنا في ايران والعالم على الخلاص الفوري من الإحتلال الأمريكي، ولج كل دعاوى التفريق والعنصرية الطائفية والقومية والإقليمية وبكافة تلاوينا بين ابناء المنطقة.ه



#خضر_كنعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية النواب الأربعة ومحاولة الحكومة تمرير قانون مكافحة الإره ...
- الأردن: اطلالة أول أيار مع عام صاخب في النضالات العمّالية
- جريدة شيحان والناطق الرسمي للحكومة وحرية التعبير في الأردن
- الاردن : خطوة اخرى نحو تسريع سياسة التفريط الاقتصادية النيول ...
- ملاحظات اولية على حكومة بدران الجديدة في الاردن
- اعتقال الاستاذ فهد الريماوي و اطلاق سراحه!
- تعليق على تعاطي الحكم الاردني مع العملية الارهابية الفاشلة ف ...
- الحكم في الاردن: بعض الملاحظات على السلوك السياسي!


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - خضر كنعان - حول ردود الفعل في الأردن على اعدام صدام