أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء السبعون)














المزيد.....

جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء السبعون)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 16:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الإظهار
يبدو أنه يجب على الوعي في هذه المرحلة أن ينتقل إلى شكل آخر، لأن “جوهره ليس في المتعارض-مع ولا في الأنا” (180/66). بالفعل، أبان هذا والأنا المفردة عن كونهما غير جوهريين: ليس لهما وجود. مع ذلك، يميّز هيجل مرحلة أخيرة: “نتأدى، نتيجة لذلك، إلى طرح كل اليقين الحسي نفسه باعتباره جوهرها، [و] ليس مجرد لحظة واحدة من لحظات هذا اليقين” (181/ 67).
يخرج الوعي من أحادية المواقف السابقة من خلال افتراض أن الحقيقي، الجوهر، ليس هذا أو أنا، بل الكل، أي هذا وأنا، معا في علاقة مباشرة. يتعلق الأمر، في عملية إعادة التشكيل النهائية هذه لليقين الحسي الذي يهدف إلى مقاومة الصعوبات السابقة، بعدم التخلي عن المباشرية، بل، في ضوء التجارب التي مرت بها، بوضع هذه المباشرية في العلاقة بين المعرفة والمتعارض-مع، دون إعطاء الأولوية إلى هذا أو ذاك:
"تحتفظ بنفسها حقيقة هذه المباشرية كعلاقة تبقى متساوية مع ذاتها، لا تطرح بين الذات والمتعارض-مع أي اختلاف في الجوهرية واللاجوهرية، ولا يستطيع أن يخترقها، بالتالي، أي فرق على الإطلاق". (181/67)
متعارض اليقين الحسي هو من الآن فصاعدا الوحدة العلائقية بين الأنا والمتعارض-مع، وحدة لا يكون فيها أي حد غير ضروري. وهذه الوحدة غير متمايزة بمعنى أنه لا يوجد اختلاف جوهري بين الحدين، لكن أيضا بمعنى أنه لا يتدخل أي كائن آخر، ولا تغيير في المحتوى الحسي. بشكل ملموس، تؤكد الأنا هنا وآنا مفردين، دون مراعاة حقيقة أنهما مقدر لهما أن يتغيرا أو أن أنا أخرى تؤكد شيئًا آخر. ويبقي من ذلك الحدس: «إنما أنا حدس خالص» (١٨١/ ٦٧)؛ ولا يريد القبول بأي شيء آخر غير هذه العلاقة المباشرة بين الأنا والمتعارض-مع.
إن مثل هذا الوعي لم يعد قابلاً للحوار، أولاً لأن التجربة السابقة جعلته يتخلى عن استخدام اللغة، ثم لأنه لم يعد يريد أن يأخذ في الاعتبار محتوى آخر أو التغيير في محتوى حدسه. ولا يسائل الفيلسوف، في هذه المرة، هذا الوعي، بل يقترح الانضمام إليه على المستوى تحت اللغوي، من خلال إظهار الهنا أو الآن المباشر: " الإظهار: إنما بجعلنا إياه يظهر يتعلق الأمر، لأن حقيقة العلاقة المباشرة المعنية هي حقيقة هذه الأنا-ذي، التي تقتصر على آن أو هنا” (182/67).
يلجأ الوعي إلى ما نسميه اليوم تعريفا ظاهريا أو تداوليا. للوصول إلى حقيقة اليقين الحسي، يجب علينا أن نحاول الانضمام إلى ما تظهره لنا، وأن نتموقع في مكاننا، وأن “نستقر في نفس النقطة من الزمان أو المكان” (المرجع نفسه). في الواقع، من المستحيل على الوعي أن يُظهر لنا حقيقته بعد وقوعها، لأنه بهذه الطريقة تُفقد العلاقة المباشرة.
يبدأ هيجل، على غرار جدل الهذا، بحالة الآن. إن الوعي يظهر لنا هذا الآن-ذا، لكنه يتوقف عن أن يكون هو نفسه كما يظهر لنا. لقد كان، لكنه لم يعد؛ لكن الكينونة والكينونة الماضية ليستا نفس الشيء. بتعبير أدق، يتم تحليل حركة عرض اليقين الحسي هذه في ثلاث لحظات. (1) الإظهار دون التعبير عن الآن هو الحقيقة الأولى. لكن يبدو أن الآن الذي أشير إليه ليس هو ما كنت أقصده، إنه مجرد شيء تم إلغاؤه، شيء حدث في الماضي. (2) التأكيد، أو على الأقل إدراك حقيقة أن الآن الأول وجد في الماضي، وبالتالي تم إلغاؤه. تتمثل هذه اللحظة الثانية فقط في نفي الآن المظهر (صيغة اسم المفعول). (3) ما كان لم يعد موجودا. إن ما يبدو وكأنه تحصيل حاصل يشكل فعلا مضاعفة للنفي، لأن إنكار وجود الآن الملغى يعني تأكيده: "ألغي ما سبق أن وجد أو الوجود الملغى، الحقيقة الثانية، أنفي، بعد ذلك، نفي الآن، وأقوم هكذا بالعودة إلى الإثبات الأول، وهو أن الآن موجود» (١٨٣/ ٦٨).
من الواضح الآن، في هذه اللحظة الثالثة، أن الآن الذي تم تأكيده مرة أخرى ليس مباشرا. إنه آن "منعكس في ذاته" (نفس المرجع)، أي أنه عاد إلى نفسه من خلال نفيه، يظل بسيطا بينما يحتوي على الآنات التي ليست هو. هكذا يتكون الآن الذي نحدده من وحدات زمنية مألوفة، مثل الثواني، الدقائق والساعات، الأيام، إلخ. يكتب هيجل عن هذا الآن الوسيط:
"إنه على وجه التحديد شيء منعكس في نفسه، أو بسيط، والذي، في وجود-آخر، يبقى على ما هو عليه: الآن الذي هو الكثير من الآن؛ وهذا هو الآن الحقيقي، الآن كيوم بسيط عندما يكون في حد ذاته العديد من الأوقات والساعات". (183/68)
باختصار، فإن الآن الذي أشير إليه هو بالضرورة مجموعة من الآنات، مجمعة ولكن في شيء بسيط، أي في آن واحد. عندما أفكر أو أقول "الآن"، فإنني في الحقيقة أحيل إلى يوم أو ساعة أو ثانية، وبالتالي إلى وحدة معقدة، إلى كوني. وفي حالة المكان، تحدث نفس الحركة وفقا للجهات المكانية: فالهنا الذي أظهره ليس هنا خالصا، "بل قبل وخلف، أعلى وأسفل، واحد على اليمين وواحد على اليسار" (184). /68). يختفي هنا المظهر (بفتح الهاء)، ليس بسبب سلبية الزمن، بل لأنه لا يمكن إظهاره إلا بقدر ما يتم أخذ آحاد الهنا في الاعتبار وإهمالها. من تأكيد الهنا الحقيقي يتبين أنه تأكيد لتعددية هنا، بلكوني بالتالي.
(يتبع)
نفس المرجع



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- عبد الإله بنكيران: على عزيز غالي أن يتراجع ويعتدر عن تصريحه ...
- ألمانيا: مقتل شخصين على الأقل وإصابة العشرات بعد اقتحام سيار ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جدل ساخن حول تضارب المصالح: رد أخنوش على انتقادات المعارضة و ...
- عبد الرحيم الجامعي ينتقد الموقف الإيجابي لحزب العدالة والتنم ...
- أحمد عصيد: من حق عزيز غالي أن يعبر عن رأيه وفاء لليسار الراد ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- المسكوت عنه بخصوص ظاهرة العزوف عن القراءة
- جمعية بيت الحكمة تطالب بحل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
- نبيل وازع يطالب باعتقال عزيز غالي
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- تقرير هيومن رايتس ووتش حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ...
- مقتل عالم صاروخي كبير في الجيش الروسي وفق جريدة أوكرانية
- رسالة الى عبد الإله بنكيران الذي قال لا حاجة لنا بالأدب والف ...
- إشاعات حول اغتيالات مزعومة لعلماء سوريين
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- إسرائيل تقصف مواقع سورية في المنطقة العازلة بالجولان تحسبا ل ...
- ائتلاف حقوقي يسجل تراجعات في مجال الحقوق والحريات بالمغرب وي ...


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء السبعون)