أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - المسكوت عنه بخصوص ظاهرة العزوف عن القراءة














المزيد.....

المسكوت عنه بخصوص ظاهرة العزوف عن القراءة


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


مباشرة بعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار ذات نهاية يوم رمضاني من سنة خلت، ولجت إلى حسابي الفيسبوكي المحدث آنئذ لأجد في انتظاري تحية عطرة من أحد زملائي وكانه يستدرجني إلى دردشة خفيفة.
من باب اللباقة، أخبرت صديقي القديم بأني مشغول بفكرة تدشين جداري بموضوع عساه ينال تقدير باقي الأصدقاء الذين تهاطلت علي دعواتهم للترحيب بهم في نادي الأصدقاء. هكذا عشت لحظات تردد بين تفعيل رغبتي في الكتابة لأول مرة على الفيسبوك وبين التعليق على بعض الأفكار التي جادت بها قريحة بعض الأصدقاء. وبينما أنا كذلك إذا بالكاتب عزيز كوكاس يدعوني للرد على فكرته التي عبر عنها هكذا : " برفقة أعز ما أملك مكتبتي الصغيرة فوق سطح المنزل، كما لو أني كنت أود أن أنشر باكرا، ولما لم أستطع حينها تعلمت أن انشر كالغسيل ذاتي وكتبي فوق بيتنا بحي الخير يوم هاجمتنا المياه ولم تسلم كتبي من الغرق في 1986."
بعد الانتهاء من قراءة هذه التلميحة، تنفست الصعداء وكاني عثرت على ضالتي. أعدت قراءة التدوينة باهتمام خاص وتفحصت الصورتين المرفقتين مليا ثم شرعت في الكتابة معلقا على فكرة الصديق العزيز كوكاس. من خلال الصورتين، يظهر أنك تفضح المستور وتنشر المنشور؛ بمعنى أنك وضعت الأصبع على الجرح وأن الكتب والمطبوعات المبللة الماثلة في الصورة نشرت -للمرة الثانية- على السطح حتى تتعرض بما يكفي من دفء الأشعة الشمسية وتتماسك من جديد. لقد أوحى لي صنيعك هذا بأشياء كثيرة سأحاول أن أخص منها بالذكر واحدة تتعلق بنمط ونظام الدراسة اللذين كنا نخضع لهما - نحن أبناء الطبقات الفقيرة. لم يكن للواحد منا حجرة خاصة به تحتوي على سرير وتير ومكتبة تنتظم فيها الكتب والوثائق التي كنا في أمس الحاجة إليها لتوسيع آفاق معارفنا. في ظل هذا الوضع كنا نكتفي بتدوين ما يلقى على مسامعنا من دروس ومحاضرات تمهيدا لحفظها عن ظهر فلب استعدادا للامتحان الذي يعز فيه المرء أو يهان. وعندما لا يجد الأساتذة أثناء التصحيح والتقويم لأوراق الامتحان أي بصمة خاصة بالممتحن من شأنها التأشير على ذكائه وكفايته يقولون : هذه بضاعتنا ردت إلينا.
كما لا زلت أذكر كيف أن الأستاذ علي أومليل، لما لاحظ أن الطلبة يدونون في كراساتهم كل كلمة صدرت عنه في معرض تقديم محاضراته كان يقول لهم : "الله يعفو عليكم من كتابة كل شيء". ها أنت ترى كيف أصبح الطلبة الفقراء مسؤولين عن ترديد وإشاعة المقولة القرآنية: (بضاعتنا ردت إلينا) بعدما كانوا يظهرون في صورة أبطال من خلال المقولة التليدة التي مفادها : (لولا الفقراء لضاع العلم)! لهذه الأسباب، نجد أن أغلب خريجي كلياتنا، خاصة كليات الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، يتوقفون عن القراءة وكأنهم لم يراهنوا خلال مسارهم الدراسي سوى على الوظيفة والسيارة والبيت والزوجة زائد الأولاد.
وإذا ما قدر لهم أن يجتازوا امتحانا للترقية نجدهم يلتجأون إلى "الباشوطاج" (Bachotage). وحتى أعفيك أخي عزيز من تجشم عناء البحث في القواميس عن معنى هذه الكلمة أرى من واجبي أن أشرحها لك. يعني الباشوطاج أن المترشح للامتحان المهني يكتفي بأن يستجمع بعض الوثائق ذات الصلة بالمواد التي سيمتحن فيها ويقوم بقراءتها خلال مدة وجبزة تفصله عن موعد الامتحان.
إذا كانت نتيجة الامتحان إيجابية فإن صاحبنا يودع القراءة إلى أجل غير مسمى. أما إذا كانت سلبية فلسان حاله يقول : إلى "باشوطاج" لاحق! كيف ننتظر من طالب فقير لم يتعود على القراءة "بقواعدها"وبشكل منظم أن يستمر في القراءة خلال حياته العملية؟ الدراسة المستدامة في المغرب بقيت حكرا على العائلات العريقة التي تحرص على أن توفر لأبنائها كامل الشروط المادية والمعنوية ليتشربوا متعة القراءة و ياستمرئوا النظام منذ نعومة أظافرهم. لست أذكر الموضع الذي قرأت فيه أن أحد أقطاب الزاوية الكتانية كان شغوفا بالقراءة في مكتبته العامرة بنفائس الكتب. من خلال السياق المقروء ترسخ في ذهني أن تفرغ الكتاني للقراءة كان على حساب المريدين الذين يقدمون له الهدايا والعطايا بدون حساب.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعية بيت الحكمة تطالب بحل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
- نبيل وازع يطالب باعتقال عزيز غالي
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- تقرير هيومن رايتس ووتش حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ...
- مقتل عالم صاروخي كبير في الجيش الروسي وفق جريدة أوكرانية
- رسالة الى عبد الإله بنكيران الذي قال لا حاجة لنا بالأدب والف ...
- إشاعات حول اغتيالات مزعومة لعلماء سوريين
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- إسرائيل تقصف مواقع سورية في المنطقة العازلة بالجولان تحسبا ل ...
- ائتلاف حقوقي يسجل تراجعات في مجال الحقوق والحريات بالمغرب وي ...
- ابو محمد الجولاني: هل يكفي ارتداؤه البزة العسكرية ليقنع الشع ...
- سوريا: المتمردون السوريون يعلنون دخولهم إلى دمشق بعد انهيار ...
- شون بن يتهم منظمي حفل توزيع جوائز الأوسكار بالجبن خلال مهرجا ...
- تنسيقية الكرامة واليقظة للعدالة الانتقالية تعلن عن مهامها وت ...
- فرنسا: مضامين الجدل الدائر بين الساسة بعد سقوط حكومة ميشيل ب ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- زيادة مرتقبة في سعر “البوطة الكبيرة”… فين غادا بينا حكومة أخ ...
- منيب تستنكر تخفيض رسوم استيراد العسل لفائدة رجل موال للحزب ا ...


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - المسكوت عنه بخصوص ظاهرة العزوف عن القراءة