أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام العراقي














المزيد.....

ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام العراقي


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 11:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 
بينما تفكر سوريا في مستقبلها بعد سنوات من الصراع المدمر، فإن الدروس المستفادة من العراق بعد عام 2003 بمثابة تحذير صارخ.
   فقد تركت المآسي التي اجتاحت سوريا والعراق على مدى العقدين الماضيين ندوبًا لا تمحى على كلا البلدين .  وقد شلت الطائفية والفساد الدولة ، وتسببت في الحروب الاهلية. والاضرار بالبنى  التحتية والاقتصاد والنسيج المجتمعي في كلا البلدين .

يجب على سوريا، مع دينامياتها السياسية والاجتماعية الهشة، أن ترسم مسارًا مختلفًا. وعليها تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام العراقي أذا ما ارادت القيادة السورية الجديدة  بناء بلد مستقر ومزدهر وموحد .

فالتجربة العراقية تمثل درسا بليغا للنظام السوري الجديد . فبعد اعادة بناء النظام السياسي في العراق عام 2003 لم يتم بناء دولة رصينة ، فأدت الطريقة السيئة  للتعامل مع هذا الانتقال إلى عدم استقرار طويل الأجل ، مازال العراق يعاني منه الى يومنا الحاضر .
ومن بين الأخطاء المرتكبة ابعاد كافة العناصر العاملة في إدارة الدولة عن طريق الاجتثاث . حيث لم يتم استهداف المسؤولين رفيعي المستوى فحسب، بل أثرت أيضًا على المعلمين والمهندسين والأطباء والعسكريين وغيرهم من المهنيين الضروريين للحكم والخدمات العامة. وكانت النتيجة تفكيك مؤسسات الدولة وتهميش قطاعات كبيرة من المواطنين .

وقد أدت هذه القرارات إلى نقمة قطاعات كبيرة من المجتمع العراقي،   مما وفر أرضا خصبة للتمرد وبروز الأيديولوجيات المتطرفة .
كما تسببت عمليات الانتقام والاغتيالات في العراق إلى  الاضطرابات السياسية والافلات من العقاب الذي لا يزال يطارد الأمة اليوم .

كان أحد أكثر أخطاء العراق ضرراً هو إضفاء الطابع المؤسسي على الطائفية في نظامه السياسي. كان لتقسيم السلطة على أسس عرقية طائفية تأثير جسيم، مما عزز الانقسامات ورسخ شبكات المحسوبية السياسية. وقد أدى ذلك إلى تعميق انعدام الثقة بين المجتمعات المحلية وأعاق ظهور هوية وطنية متماسكة .

بالنسبة لسوريا، يجب أن تكون الأولوية للوحدة الوطنية.
ويتوجب على النظام الجديد تجنب السياسات التي تفضل طائفة أو عرق أو منطقة واحدة على الآخرين . يجب أن يستند التمثيل في الحكومة إلى الكفاءة والشمولية بدلاً من الحصص الطائفية .
        يمكن للمبادرات التي تعزز المصالحة والحوار بين المجتمعات المتنوعة في سوريا أن تساعد في تضميد جراح الحرب ومنع تهميش أي جماعة .

إن اتباع نهج تدريجي ومتوازن للإصلاح، بدلاً من عمليات التطهير الانتقامية، يمكن أن يمنع الفوضى التي شهدها العراق بعد حل جيشه واجتثاث العناصر الفاعلة المدنية . وينبغي أن تركز الجهود على وحدة القرار الوطني . مع إضفاء الطابع المهني على المؤسسات، وتعزيز الممارسة والخبرة بدل المحسوبية والانتماء الطائفي او العائلي في اشغال الوظائف .

لقد كان الفساد تحديا مستمرا في كل من العراق وسوريا.
     وفي العراق، خلق تدفق أموال الإعمار بعد عام 2003 فرصا للاختلاس وسوء الإدارة على نطاق واسع، مع اختفاء مليارات الدولارات في جيوب المسؤولين الفاسدين . وقد أدى ذلك إلى تقويض ثقة الجمهور نتيجة اهمال مشاريع البنية التحتية الحيوية .

يجب على النظام السوري الجديد إعطاء الأولوية للشفافية والمساءلة القانونية الجادة . ويشكل إنشاء هيئات تدقيق مستقلة لمكافحة الفساد ، وضمان الرقابة العامة على جهود إعادة الإعمار خطوات فاعلة .

  لعل من أهم التحديات التي يواجهها العراق هو تأثير القوى الاقليمية والغربية المتنافسة، التي غالباً ما أعطت الأولوية لمصالحها الخاصة على حساب الشعب  العراقي . وان سوريا معرضة لخطر منافسات إقليمية وعالمية. مما يتوجب عليها مقاومة التدخل الخارجي من اي جهة كانت .

    ان اعادة بناء أمة حطمتها الحرب مهمة ليست باليسيرة. ومع ذلك، من خلال تجنب الأخطاء الجسيمة للعراق، يمكن للنظام السوري الجديد أن يضع الأساس لمستقبل مستقر ومزدهر ، ومع الخيارات الصحيحة، يمكن لشعبها أن يرتفع فوق الدمار ويبني غدًا أفضل .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو. . انتصار العدالة ل ...
- نظرة في سياسة ترامب الخارجية
- تناقضات السلطة في العراق القاضي حيدر حنون يتهم القاضي ضياء ج ...
- ايران واسرائيل . . نزاع نفوذ وليس صراع وجود
- انحسار الثقافة والفن في العراق. ودور الاحزاب الحاكمة
- ازمة الفساد في العراق. .
- دكتاتورية الاغلبية
- فشل الديموقراطية في العراق
- الحشد الشعبي ومخالفات الإطار الدستوري
- الطائفية في منطقتنا سياسية وليست دينية
- اشكاليات القضية الكردية بين الحكومة المركزية والاقليم
- انفلات السلاح في العراق. . تحديات خطيرة
- فن الاستماع والحديث
- إسرائيل من العنصرية الى الفاشية
- مقال
- دعونا نعيد بناء الوطن
- اوجه الشبه بين حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وإسرائيل
- صناعة الجهل
- اهمية الثوابت الوطنية في توحيد المجتمع
- موقف مجلس الامن السلبي تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام العراقي