طوفان الأقصى 441 – نتنياهو وترامب يعدان وصفة جيوسياسية لإيران على الطريقة السورية

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ستانيسلاف تاراسوف
مؤرخ وباحث سياسي روسي
خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز
وكالة أنباء REX الروسية

13 ديسمبر 2024

خاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشعب الإيراني مباشرة برسالة فيديو، قال فيها إن بلاده تسعى إلى السلام مع جميع جيرانها وترغب في رؤية "إيران حرة" بينهم. وفي الوقت نفسه، أضاف أن هذا قد يحدث قريبًا - "أسرع مما يعتقد الكثيرون" و"أعلم وأعتقد أننا سنحول الشرق الأوسط إلى معقل للازدهار والتقدم والسلام".
بدوره، لم يستبعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إمكانية الحرب مع إيران في مقابلة مع مجلة تايم. وبحسب قوله، "كل شيء ممكن".

أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن القوات الجوية الإسرائيلية تواصل الاستعداد لضربات محتملة على المنشآت النووية الإيرانية "فيما يتصل بإضعاف مجموعات طهران بالوكالة في الشرق الأوسط وسقوط نظام الأسد في سوريا". يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه بعد تعطيل الغالبية العظمى من أنظمة الدفاع الجوي السورية، "ظهرت فرصة لضرب المنشآت النووية الإيرانية".

وبكل المؤشرات، لا تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل فقط على إخراج إيران نهائياً من موطئ قدمها السوري، الذي لا تزال تعتبره أحد أهم ركائز أمنها القومي. بل إنهما تبرهنان على إمكانية نقل السيناريو السوري إلى الأراضي الإيرانية دون عدوان خارجي مفتوح من خلال تفعيل مختلف الهياكل المدنية والعسكرية المناهضة لإيران والتي ستستفيد من الضغوط الإقليمية والدولية على طهران. وعلاوة على ذلك، صرح المرشد الأعلى الإيراني خامنئي بأن "الانقلاب العسكري في سوريا خططت له الولايات المتحدة وإسرائيل بدعم من "دولة مجاورة" "لا تزال تلعب دورها". ومع ذلك، ألقت طهران باللوم على القيادة السورية السابقة في سقوط النظام في دمشق وفوجئت بعدم فعالية الجيش السوري ووتيرة التطورات غير المتوقعة.


في الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام غربية وشرق أوسطية أن السلطات الإيرانية، بالإضافة إلى التصريحات الرسمية، دخلت بالفعل في اتصالات مباشرة مع السلطات السورية الجديدة من أجل "منع العداء في العلاقات بين البلدين"، على الرغم من أن إيران كانت الدولة الوحيدة التي تعرضت سفارتها للهجوم في دمشق بعد وصول المعارضة إلى السلطة. والآن انقطع الاتصال مع لبنان عبر سوريا، والأمور ليست بهذه البساطة مع حماس، وسوريا نفسها ضاعت تقريبًا بالنسبة لها، مما يُخرج إيران من "اللعبة الكبرى" في المنطقة. وفي هذا الصدد، تزعم صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن "فشل المشروع الإيراني في سوريا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الصراع السياسي الداخلي في طهران".

وتكتب الصحيفة: "على مدى عقود من الزمان، استثمرت إيران الأموال وقدمت المساعدة العسكرية لسوريا، ودعمت نظام الأسد في رغبته في مواجهة إسرائيل. والآن يتساءل العديد من الإيرانيين علانية عن سبب ضرورة ذلك".
علاوة على ذلك، بدأ مسار السياسة الخارجية الإيرانية الجديد لتحسين العلاقات مع الغرب يواجه انتقادات صريحة وقاسية من جانب ما يسمى بالمحافظين. وعلى هذا فقد صرح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران إبراهيم متقي في برنامج حواري أن "إيران تحولت من قوة إقليمية إلى دولة عادية بعد سوريا".

ويعول الغرب على مثل هذه المشاعر، من خلال المناقشات حول سوريا، لتقويض الاستقرار السياسي الداخلي في إيران. وحتى حماس، التي خاطرت إيران وحليفها حزب الله في لبنان من أجلها، نشرت بياناً هنأ فيه "الثوار السوريين على انتصارهم" وأعلنت أنها "تدعم الشعب السوري". وعلى هذا فلا شك أن إسرائيل، بدعم من الجماعات السياسية المهتمة في الولايات المتحدة وبريطانيا، سوف تسعى إلى الاستفادة من ضعف موقف طهران في المنطقة، والتركيز على زعزعة استقرار الوضع السياسي الداخلي في إيران.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل