طوفان الأقصى 429 – سوريا – الأسد خرج، والقاعدة دخلت بعد أن تم إيقاظها

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

كيتلين جونستون
كاتبة صحفية وناشطة سياسية استرالية

08 ديسمبر 2024

يبدو أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في طريقها إلى الخروج، ومن المرجح أن يحل محلها نظام أو أكثر من الأنظمة العميلة للولايات المتحدة اعتمادًا على ما إذا كانت سوريا سوف تحافظ على حدودها الحالية أو يتم تقسيمها إلى دول منفصلة. الإمبراطورية(الأمريكية) تحقق انتصارًا آخر.

أنا لست محللة عسكرية، لكن المحللين الذين يدعمون الأسد ويتفائلون به عادةً مثل "إيليا ماغنييه" و"بيبي إسكوبار" يقولون إن هذه هي النهاية. مكان الأسد غير معروف حيث اجتاح المقاتلون المدعومون من تركيا والغرب الجماعي والمرتبطون بالقاعدة البلاد بسرعة مثيرة للقلق، والآن انضمت روسيا وإيران إلى الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة مثل السعودية ومصر والأردن وتركيا في الدعوة إلى إنهاء القتال لصالح حل سياسي.

وتشير تقارير شبكة CNN إلى أن قوات المعارضة دخلت دمشق بحثاً عن الأسد، كما تظهر لقطات لقوات الأسد وهي تنسحب من المنطقة التي يقع فيها المقر الرئيسي للرئيس.

إن الحرب بالوكالة التي تشنها الولايات المتحدة في لبنان وأوكرانيا أصبحت أكثر منطقية من الناحية الاستراتيجية الآن؛ فمن خلال توريط حزب الله وروسيا بصراعات أخرى، أصبح الطريق مفتوحاً أمام هجوم آخر على دمشق وفرصة أخرى لقطع إمدادات حزب الله. وكان العديد من المعلقين في مواقع التواصل الاجتماعي التي أنشر عليها يصفون هذه الحروب بالوكالة بأنها هزيمة ذاتية ويؤطرونها على أنها هفوات يائسة لإمبراطورية محتضرة لن تؤدي إلا إلى تسريع زوالها، ولكننا الآن نشاهد الإمبراطورية تحقق نصراً كانت تطارده لسنوات، مع إحكام قبضة الغرب/إسرائيل الخانقة على الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى.

وفي الوقت نفسه، تتسابق وسائل الإعلام لدعم هذا التغيير في النظام من خلال الترويج للسردية القائلة بأن تنظيم القاعدة قد استيقظ الآن.

لقد نشرت شبكة CNN للتو مقابلة مع أبو محمد الجولاني، العضو السابق في تنظيم داعش وتنظيم القاعدة والذي يقود جماعة المعارضة السورية "هيئة تحرير الشام"، والتي تعد نفسها فرعًا جديدًا لتنظيم القاعدة في سوريا.
ذكر الجولاني لشبكة CNN إنه تخلى عن وسائله المتطرفة في الماضي، وقال: "في بعض الأحيان يكون من الضروري التكيف مع الواقع"، مضيفًا: "إن الشخص الذي يتمسك بصرامة بأفكار ومبادئ معينة دون مرونة لا يمكنه قيادة المجتمعات بفعالية أو التعامل مع الصراعات المعقدة مثل تلك التي تحدث في سوريا".

الآن تمتلئ الصحافة الإمبراطورية بعناوين مثل "كيف تحول زعيم المتمردين في سوريا من جهادي متطرف إلى "ثوري" يرتدي سترة رسمية" حسب شبكة CNN، و"زعيم المتمردين في سوريا الجولاني: من جهادي متطرف إلى براغماتي معلن" من صحيفة تايمز أوف إسرائيل، و"كيف يخطط الجهاديون "الداعمون للتنوع" في سوريا لبناء دولة" من صحيفة التلغراف.

إن الأمر لا يعدو أن يكون مسألة وقت قبل أن نبدأ في رؤية أعضاء سابقين في تنظيم داعش وتنظيم القاعدة يتحدثون عن أنفسهم في البرامج الحوارية الغربية الليبرالية مع إدراج ضمائر الجنس المفضلة لديهم بجوار أسمائهم.

ومن حسن الحظ أن هؤلاء "الجهاديين المؤيدين للتنوع" كانوا يخبرون الصحافة الإسرائيلية أنهم "يحبون إسرائيل" ولن يفعلوا أي شيء يضر بمصالحها، لذا فمن الآمن أن نقول إن هذه "الثورة" نمت بشكل عضوي مثل قطعة من الميثامفيتامين الكريستالي.

إن إحدى المزايا العديدة لكونك القوة العظمى المهيمنة في العالم هي أنها تمنحك رفاهية الوقت. إذا فشلت عملية تغيير نظام، فلا تقلق، يمكنك فقط تحريك بعض قطع الشطرنج والقيام بمحاولة أخرى.
إذا فشلت محاولة انقلاب في أمريكا اللاتينية، استرخ، ستكون هناك محاولات انقلاب أخرى.
إذا فشلت جهودك للاستيلاء على سوريا، فيمكنك ببساطة سحقها بالعقوبات واحتلال حقولها النفطية لإفقارها بينما تبالغ في توسيع حلفائها في صراعات بالوكالة في أماكن أخرى والاستيلاء عليها لاحقًا.

إن لاعب الكيك بوكسينغ الجيد بقوم بالعديد من الحركات مع فهم أن معظم الضربات ستفشل أو يتم صدها أو تسبب ضررًا ضئيلًا، معتقدًا أن الضربة القاضية الوحيدة ستنجح في النهاية.

لا تدوم أي إمبراطورية إلى الأبد، ولكن لا يوجد دليل على أن هذه الإمبراطورية ستختفي في أي وقت في المستقبل القريب.
ومن الممكن أن تستمر هذه البشاعة لأجيال.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل