أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثائر دوري - العراق ليس قصة نفطية فقط














المزيد.....

العراق ليس قصة نفطية فقط


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1786 - 2007 / 1 / 5 - 12:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يحاول البعض تلخيص المشروع الأمريكي في العراق بموضوع النفط فقط ، فيقولون إن الولايات المتحدة تسعى للاستيلاء على النفط العراقي للحصول على الأرباح المتأتية من بيعه لصالحها ، و يقيسون نجاح أو فشل المشروع الأمريكي من هذه الزاوية فقط . هذه النظرة الاقتصادوية ليست صحيحة و تتجاهل جوهر الموضوع فهي تنظر إلى التاريخ و الجغرافيا نظرة قاصرة . فالنفط العراقي على أهميته بالنسبة للاقتصاد العالمي لا يشغل إلا حيزاً من أهداف الغزو و الاحتلال الأمريكي لهذا البلد العربي .
إن أهمية الوطن العربي لا تختزل بالنفط بل إن الوطن العربي كان له أهميته الإستراتيجية قبل عصر النفط ، و سيبقى مهماً بعد انتهاء عصر النفط كل ما في الأمر أن ظهور النفط قد ضاعف أهمية الوطن العربي أضعافاً مضاعفة .
بالعودة إلى التاريخ نجد أن أولى محاولات السيطرة الغربية على الوطن العربي بدأت في القرن السادس عشر و ذلك بالهجوم على سواحل المغرب و الجزائر ، و لا يزال الاستعمار الإسباني لسبتة و مليلة شاهداً على ذلك ، كما حاول البرتغاليون أثناء التفافهم حول رأس الرجاء الصالح الاستيلاء على ميناء جدة . لكن ظهور العثمانيين كقوة برية و بحرية في الوطن العربي دفع الغربيين عن سواحل المغرب العربي و حصن مضيق باب المندب في وجه محاولات التدخل الغربية فبقي الوطن العربي مع الدولة العثمانية كالقلعة المحاصرة . و عندما بدأت بوادر نهوض داخل الدولة العثمانية المريضة تجلت في المحاولة الوحدوية التي قامت في مصر على يد محمد علي باشا ، حيث أرسل ابنه إبراهيم باشا إلى سوريا ليوحدها مع مصر ، عند ذلك تناست الدول الغربية كل خلافاتها و حروبها الدموية و توحدت لمهمة وحيدة هي ضرب هذه المحاولة الوحدوية و كان لها ذلك ، في ذلك الوقت لم يكن هناك نفط . و عندما جاء نابليون بحملته الاستعمارية للاستيلاء على مصر لم يكن هناك نفط أيضاً . إن جوهر الأمر هو الموقع الإستراتيجي فالوطن العربي هو قلب العالم و هناك من يشبه بغداد بسرة الكون ، فاستعماره هو حجر الزاوية في عملية استعمار العالم وبالعكس فإن تحرره هو حجر الزاوية في تحرر العالم .
وعندما انعقد المؤتمر الصهيوني في بازل في نهاية القرن التاسع عشر و قرر استعمار فلسطين كمشروع غربي لإقامة حاجز استيطاني غريب يفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه لم يكن هناك نفط ، و عندما أطلق بلفور وعده عام 1917 لم يكن هناك نفط . و عندما أعد الغربيون تقرير كامبل بنرمان الذي يحدد مصدر الخطر على الحضارة الغربية بوجود أمة متماسكة تمتلك أسباب النهوض و لها حضارة واحدة على شواطيء المتوسط لم يكن هناك نفط أيضاً .
أهمية الوطن العربي لا تختزل بالنفط فقط . لقد رفع النفط أهمية الوطن العربي إلى أس عشرة ،عشرين ، ثلاثين ، ربما ألف .لكن ذلك لا يلخص المسألة . كما أن أهمية النفط لا تختزل بكونه سلعة للبيع و الشراء فقط كما يصوره هواة اختزال المسائل و تشويهها ، بل هو سلعة استراتيجية و أداة ضغط سياسي بمعنى أن من يملك قرار النفط يملك إمكانية الضغط السياسي على شرق آسيا و أوربا .
من هنا يجب رؤية المشروع الامبرطوري الأمريكي الذي يريد وضع أساسه العميق انطلاقاً من العراق الذي يعتبر قلب أوراسيا جغرافياً و طاقياً . فالغزو الأمريكي للعراق هو مشروع هيمنة عسكرية على الوطن العربي أولاً لضرب محاولات نهوضه التي تشكل الخطر الأكبر على النظام العالمي القائم ، و من ثم تحويله إلى قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة و الانطلاق منه نحو تأبيد الهيمنة على بقية العالم . و من ينظر إلى الخريطة يجد أن العراق هو الجسر الضروري لإتصال شبكة القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في آسيا الوسطى مع تلك الموجودة في الخليج العربي . و إذا ما أتيح للأمريكان الإمساك بالعراق فهذا يعني أنهم أمسكوا بالوطن العربي و منعوا نهوضه أولاً ، ثم سيطروا بالعالم أجمع ، و هنا يدخل النفط كتفصيل مهم من تفاصيل الموضوع لكنه لا يختزل الموضوع بتاتاً . لذلك يجب النظر إلى إنجازات المقاومة العراقية الهائلة من هذه الزاوية لا من زاوية تعداد براميل النفط التي استطاعت الولايات المتحدة تصديرها من العراق . لقد منعت المقاومة العراقية الولايات المتحدة من الإمساك بالعراق و عطلت مشروعها الإمبرطوري و خفضت مكانتها العالمية و حتى النفط منعتها من السيطرة على قراره .



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام الفكر الطائفي الأزلية
- في مديح البرتو فرنانديز
- تجديد الثقافة الوطنية و معركة التحرر من التبعية
- عصر الدكتاتورية العالمية يتمدد إلى علم التاريخ
- عزمي بشارة ونووي كوريا الشمالية
- تصريحات بابا روما من زاوية أخرى
- مساخر فكرية سورية
- هل هناك ما يمنع أن يكون المرء عاطفيا و عقلانيا في الوقت عينه ...
- التفجع على خمسينيات القرن العشرين
- خمس قوى في مركب واحد
- معنى استعادة قناة المنار لنشيد -الله أكبر فوق كيد المعتدي -
- المقاومة تعيد الاعتبار للإنسان أمام الآلة
- الفرق بين الصيد في المياه العكرة و المياه الصافية
- استبداد أم احتلال ؟
- من سيحاسب من في لبنان ؟
- مع المقاومة تحت أي راية كانت
- ولادة العربي الجديد
- قنابل نووية يدوية الصنع
- الإرهابي هو كل من يعارض مصالحنا
- تلفيقات فكرية سورية


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثائر دوري - العراق ليس قصة نفطية فقط