أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - ولادة العربي الجديد














المزيد.....

ولادة العربي الجديد


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1613 - 2006 / 7 / 16 - 00:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقاومة من أجل التحرر من الاحتلال ليست مجرد عملية عسكرية يخوضها جيش ضد جيش أو مقاتل ضد مقاتل ، و إلا لكانت عملية محكوم عليها بالفشل منذ اللحظة الأولى لأن ميزان القوى العسكري مختل بشدة لصالح العدو ، الذي يملك دبابات و طائرات و أسلحة دمار شامل و تكنلوجيا قتل رهيبة لا يملك المقاوم جزءاً صغيراً منها .
لكن لحسن الحظ فإن أدوات الدمار و القتل السابقة الذكر ليست مما يعده المقاوم من نقاط القوة التي يعتمد عليها . بل هو يعتمد على عقيدته فهي القوة التي تضمن له النصر . فالمقاوم و الوسط الذي يسبح به مستعدان لدفع ثمن الحرية مهما كان غالياً . هما مستعدان لتحمل ضجيج الآلة الحربية للعدو . مستعدان للصمود أمام قصف الطائرات و المدافع . مستعدان للجوع و المبيت في العراء . و إن كل أم مستعدة أن تدفع ابنها إلى مقارعة العدو و لو كانت متأكدة أنه لن يعود.
المقاوم و الوسط المحيط به مستعدان لتحمل كل الخسائر في سبيل الحرية ، مستعدان للتضحية بالغالي و النفيس ، و هما لا يغرقان بالأوهام حول قدرة العدو على إحداث الدمار و القتل و التخريب فهما يدركان أن قدرة العدو في هذا المجال لا حدود لها . لكنهما يدركان في الوقت عينه أن صمودهم في وجه آلة القتل هذه هو الذي يحول المقاوم إلى رجل لا يقهر . هم يقولون للعدو و بكل بساطة :
- ندرك قدرتك على قتلنا و تخريب حياتنا و حياة أطفالنا . ندرك أنك تقدر على تهديم الطرق و الجسور و أن تمنع عنا كسرة الخبز و الماء و أنك تستطيع أن تحيل حياتنا جحيماً . لكن رغم كل ذلك لن نستسلم
و لا تبلغ المجتمعات هذه المرحلة ببساطة إنما بعد معاناة و تجارب طويلة ، فحتى تبلغها يجب أن تخوض معركة مع الذات بالدرجة الأولى ، مخاوفها ، أنانيتها ، أمراضها الموروثة من عهود الخنوع و الذل الطويلة ، ميل الإنسان الغريزي للدعة و الهدوء .......الخ . و متى اجتازت الشعوب هذه المرحلة تحولت إلى كتلة من نار لا يمكن ترويضها أبداً . و هذا ما أدركه الجنرال ديغول حين كان يبحث عن خروج من الجزائر يحفظ ماء وجه فرنسا ، فقال للمتطرفين أن (( جزائر بابا قد ماتت )) ، أي أن الجزائر القديمة التي استعمرتموها لم يعد لها وجود ، الآن هناك جزائر أخرى ،جزائر ثائرة منتفضة لم تعد قابلة للتدجين .
ليس هناك اليوم في صفوف العدو الصهيو- أمريكي رجلاً يملك وعي الجنرال شارل ديغول ليدرك أن الفلسطيني و اللبناني و العراقي القديم قد ماتوا جميعاً و إلى الأبد . و أن عربياً جديداً قد ولد في ساحة المعركة . عربي لم يعد يهمه : لا الموت ، و لا القتل ، و لا الدمار ، و لا الجوع إذا كان المقابل حريته و تحرره .
و لأنه لا يظهر في أفق معسكر الأعداء رجالاً يقرأون التاريخ كديغول فإن المعركة في فلسطين و لبنان و العراق و الساحات الأخرى ستستمر بعض الوقت الإضافي حتى يقر العدو بهزيمته بشكل حاسم لا لبس فيه . عندها سيخرج بطريقة الفرار و دون حفظ ماء وجهه .
إن المقاومين و هم يغيرون الكون يتغيرون بدورهم . لقد خلعوا عنهم كل موروث الذل و القهر و إيثار الذات و بنوا ثقافة مقاومة جديدة تعيد صياغة المجتمع قلباً و قالباً . و هنا نصل إلى ملاحظة فرانز فانون الثاقبة :
(( إن موت الاستعمار هو في الوقت ذاته موت المستعمر ( بفتح الميم ) و المستعمر ( بكسر الميم ) )) . إن التحرر هو ولادة إنسان جديد في المقام الأول ، و قد ولد العربي الجديد .



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قنابل نووية يدوية الصنع
- الإرهابي هو كل من يعارض مصالحنا
- تلفيقات فكرية سورية
- تيمور الشرقية قصة نفطية نموذجية
- خرافة الاستعمار الجيد
- العدوان الإمبريالي على العرب بين -القوة الناعمة -و -القوة ال ...
- مصر على مفترق طرق التغيير
- التدمير المنهجي للزراعة في العالم من العراق إلى الهند
- حكاية الذئب الأمريكي الذي يجب أن يغير طبعه
- قديم بملابس جديدة . جديد بملابس قديمة
- العطب الأخلاقي للحضارة المعاصرة
- صورة بالأشعة السينية للنظام العالمي القائم
- معادلة حلبجة الجديدة
- الحروب الإبادية كطريقة حياة في االعصور الحديثة
- مضيق هرمز
- شرارة واحدة كافية لتشعل السهل
- عرض لكتاب - التنصير الأمريكي في بلاد الشام -1834 – 1914 -
- الوجوه المتعددة للمثقف الكولونيالي في رواية (( موسم الهجرة إ ...
- الفقراء فئران تجارب أغنياء الحضارة المعاصرة !!
- في العالم المعاصر الصحة تعني المرض


المزيد.....




- الكشف عن قائمة أفضل المطاعم في العالم لعام 2025
- شركة الكهرباء الإسرائيلية: ضربات إيرانية تتسبب بانقطاع في ال ...
- طاقم CNN يشهد قصفًا إسرائيليًا واسع النطاق في طهران أثناء ال ...
- الضربات الأميركية تصيب البنية النووية الإيرانية.. ماذا عن ال ...
- صور أقمار اصطناعية تشير لأضرار بالغة بموقع فوردو والشكوك قائ ...
- لقاء في حزب الوحدة الشعبية بمناسبة الإفراج عن الرفيق د. عصام ...
- خبايا صراع الظلام بين إسرائيل وإيران
- إعلام إسرائيلي: الضربة الأميركية غير كافية وإيران قد تصنع قن ...
- ضربات ترامب لإيران.. بين حسابات الردع وضغوط الحلفاء
- هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - ولادة العربي الجديد