سوريا ما بين الأسد والجولانى

جمال أحمد البحيري

الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 16:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

غادر بشار الأسد سوريا باتفاق مع روسيا بعد أن توفرت معلومات استخباراتية عن الهجوم من قبل الفصائل المعارضة. ولم تؤكد تلك المعلومات عن حجم القوات ومستوى تدريبها وما تملكه من اسلحه فقط، ولكنها أكدت أيضا على وجود حاضنه شعبيه واسعة النطاق تؤيد هذا التحرك، بل وسوف تدعمه.
وبناء عليه تم التنسيق ما بين تركيا (الحاضنة الأساسية لجبهة النصرة) وإيران (الداعم الأساسي للنظام) مع روسيا، ومن ثم، إطلاع قادة النصرة او هيئة تحرير الشام على الاتفاق. وطلبت روسيا من الأسد إعطاء تعليمات للجيش بعدم الانخراط في مواجهه عسكريه للحفاظ على مقومات الدولة السورية. وعليه تمت الموافقة على استقبال بشار كلاجئ إنساني.
وعلى الجانب المقابل، صحيح هناك إشارات مطمئنه من زعيم هيئة تحرير الشام احمد الشرع (الجولاني سابقا) لمطمئنة الناس من قبيل لبس المراءة وحريتها، وحرية المعتقد الديني والمذهبي؛ ولكن التصرفات على أرض الواقع هي ما ستحكم عما إذا كان هذا ما يعتقد بصوابه من عدمه. وأيا ما كان فانه يجب الحذر وتجنب لغة الانتقام الشخصي أو الطائفي أو الديني، وان يكون التعامل على أساس المواطنة، لا فصائلي أو طائفي أو ديني، وأن يتم احترام حقوق الإنسان لكل مكونات المجتمع. والعمل على تكوين حكومة تشترك فيها القوى المؤمنة بالعمل السلمي وبالتعددية السياسية بالفعل لا بالقول، وذلك لمواجهة التحديات العاجلة والملحة لأطياف الشعب السوري بكافة مكوناته. وكذا العمل بسرعة لحل إشكاليه الجيش وقوى الامن في ظل الأخطار المحدقة بالوجود السوري ذاته؛ خاصة بعد أن كشف الكيان الصهيوني عن الوجه الأكثر قبحا تجاه سوريا الوطن واحتلاله للمنطقة العازلة ما بين الوطن الام والجولان المحتل، بل وجبل الشيخ وتدمير اكتر من ٥٠٠ طياره حربيه و٢٧٥٠ دبابه بخلاف منظومة الصواريخ، وكذا تدمير القوات البحرية من غواصات وسفن حربيه بالإجمال، لتصبح سوريا منزوعة السلاح.
ويبقى السؤال بعد ان تخلصت سوريا من نظام بشار الأسد الديكتاتور والطائفي! هل يدرك حكام سوريا الجدد حجم التحديات المطروحة، والمنتظر مواجهاتها داخليا وخارجيا في ظل التوترات المثارة إقليميا ودوليا؟ والاهم هل يستطيعون الرسو بالسفينة على مرفئ امن؟ سفينة تحمل بين ظهرتيها كافة السوريين! سوريا الموحدة- سوريا الديمقراطية!

أظن اننا لا نملك غير الأمنيات.
بقلم
جمهورية مصر العربية

#جمال_أحمد_البحيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات