أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محفوظ بجاوي - الخوف المصطنع : لعبة الأنظمة بين الإسلاميين والإستبداد...














المزيد.....

الخوف المصطنع : لعبة الأنظمة بين الإسلاميين والإستبداد...


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 20:59
المحور: المجتمع المدني
    


لطالما اعتمدت الأنظمة السلطوية على خلق أعداء وهميين أو تضخيم مخاوف حقيقية لتحقيق غاياتها في البقاء على كرسي الحكم. ومن بين أبرز هذه الألعاب السياسية، استغلال فزاعة الإسلاميين لتقديم نفسها كالحامي الوحيد من خطر التطرف والفوضى. لكن هذه اللعبة، التي أُتقنت على مر العقود، لم تعد تخدع الشعوب التي بدأت تستيقظ على حقيقة أن هذا الخوف قد يكون مجرد أداة للابتزاز السياسي.

الأنظمة السلطوية تُدرك تمامًا أن شعوبها تفضلها على الإسلاميين في حال وُضعت أمام خيارين قاسيين. ولضمان استمرار هذا التفاضل، عمدت إلى توظيف الإسلاميين بشكل غير مباشر، سواء بتساهلها معهم في مراحل معينة أو حتى بدفعها لأسلمة المجتمع ودعششته على نحو يخدم السردية التي تروجها. الهدف من ذلك بسيط: إقناع الشعب بأن بقاء هذه الأنظمة هو الخيار الوحيد الذي يحول دون السقوط في براثن التطرف.

هذه الديناميكية ليست جديدة، بل تُستخدم على نطاق واسع في العديد من الدول. الأنظمة تقوم بزرع الخوف بشكل متعمد في عقول الناس، وتعمل على إبقاء هذا الخوف في حالة توازن دقيق؛ فهو موجود بما يكفي لتبرير الاستبداد، ولكنه لا يصل إلى مستوى يُفقدها السيطرة. هكذا تُصبح اللعبة: ترويج للإسلاميين كخطر دائم، وفي نفس الوقت التضييق عليهم عند الحاجة لتذكير الشعب بما يمكن أن يحدث في غياب "الحكم القوي".

لكن الشعوب اليوم أصبحت أكثر وعيًا. لقد بدأت تُميز بين الخوف الحقيقي والخوف المصطنع. بين تهديد الإسلاميين الذي قد يكون حقيقيًا في بعض السياقات، واستغلاله كذريعة لتبرير القمع والاستبداد. إذا كان الهدف هو مقاومة التطرف، فلماذا تعمل الأنظمة على إضعاف مؤسسات الدولة المدنية وتعطيل الإصلاحات التي يمكن أن تكون بديلاً حقيقياً يُجنب الشعوب هذين الخيارين؟

ما يحتاجه الشعب اليوم هو تغيير قواعد اللعبة. عليه أن يرفض هذا الابتزاز السياسي، وأن يُظهر للأنظمة أن هذا الخوف المصطنع لم يعد ورقة رابحة. بدلاً من الاختيار بين الاستبداد والتطرف، يجب المطالبة بخيار ثالث يقوم على بناء دولة مدنية حقيقية، تحترم حقوق الإنسان، وتحارب التطرف دون أن تستغل خوف الشعب لتحقيق غاياتها.

في النهاية، لا يمكن بناء مجتمعات مستقرة إلا بتجاوز هذه الثنائية الزائفة التي تُبقي الشعوب في حالة دائمة من التوتر والانقسام. الوعي الشعبي هو السلاح الأقوى، وبه وحده يمكن تحرير الشعوب من لعبة "الخوف المصطنع" التي أتقنتها الأنظمة السلطوية.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية بين الأرض والدين: كيف شكّل الإستعمار العقائدي معالم ا ...
- التحرر الحقيقي والمصالحة مع الذات الوطنية


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي يعلن خواء مخازنه في غزة
- الأمم المتحدة تنقل 1400 شخص من غوما إلى كينشاسا في عملية إنس ...
- الأمم المتحدة تحذر من جرائم الحرب بمالي وتدعو للتحقيق في الإ ...
- نتنياهو: النصر على حماس أهم من استعادة الأسرى
- الأمم المتحدة: 92% من الرضّع في غزة بلا غذاء كاف
- منظمة هيومن رايتس ووتش تتهم الأردن -بتهجير- سكان مخيم لاجئين ...
- الحرب في أوكرانيا: تقرير عن الاعتقالات التعسفية للصحفيين وال ...
- مدير عام صحة غزة يدعو الأمم المتحدة لإصدار إعلان رسمي عن حال ...
- الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى ضبط النفس
- بعد معاناة النزوح، قتل طفلي وأصيب زوجي وأبنائي بجروح خطيرة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محفوظ بجاوي - الخوف المصطنع : لعبة الأنظمة بين الإسلاميين والإستبداد...