أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - ديمقراطية العراق بين الوهم والحقيقة














المزيد.....

ديمقراطية العراق بين الوهم والحقيقة


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8177 - 2024 / 11 / 30 - 18:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية كنظام سياسي تُبنى على أُسس الشفافية والمواطنة والمشاركة السياسية للجميع.

في العراق، بُنيت الديمقراطية الحديثة بعد عام 2003 إثر سقوط النظام الشمولي وأُعيد تصميم النظام السياسي ليكون ديمقراطيًا يعتمد التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة.

ومع ذلك، تعاني التجربة العراقية من تعثرات كبيرة تكشف عن فجوة بين المفهوم النظري للديمقراطية وواقع التطبيق.

أولاً: الأسس النظرية للديمقراطية العراقية

الديمقراطية العراقية تستند إلى دستور عام 2005 الذي ينص على:

نظام جمهوري برلماني:
حيث تُمنح السلطة التشريعية للبرلمان والسلطة التنفيذية للحكومة.

الفصل بين السلطات:
لضمان التوازن ومنع الاستبداد.

احترام الحريات وحقوق الإنسان:
كحرية التعبير وحرية التجمع السلمي.

التعددية السياسية:
التي تتيح مشاركة كافة المكونات العراقية في صنع القرار.

لكن هذه الأسس ورغم وجودها نظريًا لم تتحقق بشكل كامل بسبب تحديات داخلية وخارجية.

ثانيًا: التحديات البنيوية التي تواجه الديمقراطية العراقية

المحاصصة الطائفية والقومية
تم تصميم العملية السياسية على أساس تقاسم السلطة بين المكونات الرئيسية (الشيعة، السنة، الكرد) مما أدى إلى:
تغليب الولاء الطائفي والقومي على الولاء للدولة مما أدى إلى تهميش التوركمان في الساحة السياسية.

إضعاف مفهوم المواطنة إذ يشعر المواطن بأنه يُمثل من خلال طائفته وليس كفرد عراقي.

تثبيت النخب السياسية التي تستغل النظام للحفاظ على مكاسبها بدلًا من تمثيل الشعب بصدق.

الفساد الإداري والسياسي
العراق يحتل مراكز متقدمة في مؤشرات الفساد عالميًا. هذا الفساد:
يُضعف مؤسسات الدولة ويجعلها أداة لتحقيق مكاسب شخصية أو حزبية.

يُعطل المشاريع التنموية ويؤدي إلى إهدار مليارات الدولارات من الموارد.

يُفقد ثقة المواطن بالدولة والنظام الديمقراطي إذ يرى أن الانتخابات لا تأتي بنتائج حقيقية.

ضعف الثقافة الديمقراطية
الديمقراطية تتطلب وعيًا شعبيًا، لكن في العراق:
تغلب العشائرية والطائفية على التفكير الديمقراطي.

قلة الوعي الانتخابي تجعل الناخبين يختارون بناءً على الولاء الشخصي أو الطائفي بدلًا من الكفاءة.

استخدام الديمقراطية كأداة للوصول إلى السلطة فقط دون العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية.

التدخلات الخارجية
العراق يُعتبر ساحة صراع بين قوى إقليمية ودولية:
دول مثل إيران، تركيا، والولايات المتحدة لها تأثيرات كبيرة على القرار السياسي العراقي.

هذه التدخلات تعرقل بناء مؤسسات مستقلة حيث تُستخدم القوى السياسية المحلية كأدوات لتحقيق أجندات خارجية.

ضعف المؤسسات الدستورية
البرلمان يُعتبر أضعف من أن يُحاسب الحكومة أو ينفذ دورًا تشريعيًا حقيقيًا.

القضاء يعاني من الضغوط السياسية، مما يُفقده استقلاليته.

الانتخابات تُعاني من التزوير وعدم نزاهة الإجراءات وتكرار الشكاوى من ضعف المراقبة الدولية والمحلية.

ثالثًا: أثر هذه التحديات على الديمقراطية

فقدان الثقة الشعبية
كثير من العراقيين يرون أن الديمقراطية فشلت في تحسين حياتهم اليومية مع استمرار انقطاع الخدمات الأساسية وانتشار البطالة.

تفكك الهوية الوطنية
بدلاً من تعزيز الوحدة الوطنية أدى النظام السياسي إلى زيادة الانقسامات بين الطوائف والأعراق.

احتكار السلطة
القوى السياسية التي صعدت منذ عام 2003 ما زالت تهيمن على المشهد مما يمنع التداول السلمي للسلطة بشكل حقيقي.

رابعًا: مؤشرات الأمل والتغيير

رغم هذه الأزمات هناك بصيص أمل يمكن البناء عليه:
الاحتجاجات الشعبية:
أبرزها مظاهرات تشرين 2019 التي طالبت بإصلاح النظام وإنهاء المحاصصة والفساد.

هذه الاحتجاجات تُظهر وعيًا شعبيًا جديدًا، خاصة بين الشباب.

النخب الواعية:
هناك مثقفون وسياسيون عراقيون يدعون إلى إصلاح النظام وتثقيف الشعب حول أهمية الديمقراطية الحقيقية.

الدور الدولي الإيجابي:
رغم التدخلات السلبية يمكن للمجتمع الدولي أن يلعب دورًا في دعم الديمقراطية من خلال مراقبة الانتخابات وضمان نزاهتها.

خامسًا: توصيات لبناء ديمقراطية حقيقية

إصلاح النظام الانتخابي:
اعتماد نظام يضمن تمثيلًا حقيقيًا لجميع فئات الشعب.

محاربة الفساد:
إنشاء هيئات رقابية مستقلة وتفعيل القوانين الرادعة.

تعزيز المؤسسات:
دعم استقلال القضاء والبرلمان وتحريرهما من التدخلات السياسية.

تعزيز الثقافة الديمقراطية:
إدخال برامج تعليمية وإعلامية تُعزز قيم المواطنة والمشاركة السياسية.

الحد من التدخلات الخارجية:
اتباع سياسة خارجية متوازنة تُحافظ على استقلالية القرار الوطني.

وهم أم حقيقة؟
الديمقراطية العراقية تُظهر مزيجًا من المظاهر الشكلية والمشاكل الجوهرية.

فهي حقيقة على الورق ووهم في التطبيق.

للوصول إلى ديمقراطية حقيقية يحتاج العراق إلى إصلاح شامل على جميع المستويات يعتمد على الإرادة السياسية الصادقة والوعي الشعبي.

يبقى السؤال معلقًا:
هل يمتلك العراق القدرة على تحقيق ذلك في ظل الوضع الراهن؟
الوقت وحده سيجيب.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التواجد التركي شرق الفرات قبل العرب وفقًا لموسوعة إيران قبل ...
- المواقف معيار الرجولة
- علاقة اللغات الأورالية-ألتاية باللغة السومرية
- انحناء آمريکا و اسرائیل امام ارادة لبنان
- قبيلة باراك التركمانية
- كل الشعوب لهم تاريخ،ولكن بعض الشعوب بنوا حضارات عبر التاريخ
- غياب إنسان طيب غربة
- مهزلة حقوق الإنسان في حرب غزة
- الفرق بين العقل، المخ، الفكر، والذهن
- كتابة التاريخ ليست مسألة إثبات أو طعن، بل هي أمانة علمية وأخ ...
- في المواقف يظهر الرجال
- الفلسفة وعلم الأخلاق
- هكذا كنا في خانقين
- تجاوز النزعات العصبية والتشدد هو ارتقاء الثقافة إلى مستوى عا ...
- العلاقة الطيبة هي جسر للسعادة النفسية والاجتماعية
- معالجة الأمراض الاجتماعية
- أنواع المفكرين و دورهم في المجتمع
- تورانيين من آسيا الوسطى قبل الاسلام
- تعريف الزمان
- حقوق الإثنيات ضرورة لبناء دول مستقرة ومجتمعات متماسكة.


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - ديمقراطية العراق بين الوهم والحقيقة