|
الفيلسوف الشاعر
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 20:47
المحور:
قضايا ثقافية
الفيلسوف الشاعر ....
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟ ( عودة متكررة للسؤال المركب والمزمن ، مع بعض الأفكار الجديدة )
السؤال ينطوي على مفارقة ، وعلى مغالطة أيضا ، وهو مضلل بطبيعته . هل نتذكر الماضي بكل أنواعه ؟ وهل معرفة المستقبل خارج مجال الذاكرة ، بالكامل ؟ الجواب الحاسم على السؤالين معا : لا . نحن لا نتذكر الماضي بالكامل ، ويمكن أن نتذكر بعض أنواع المستقبل بالفعل . ( المستقبل الجديد ، هو نفس الماضي الجديد ، يختلفان بالإشارة والاتجاه فقط ، وهذه الفكرة ، الجديدة ، تحتاج للتركيز والتفكير الهادئ ) . المشكلة لغوية بالمستوى الأول ، وقد تكون لغوية فقط لا غير . يتضمن السؤال زعم مضمر ، بأن الماضي نوع واحد بسيط ، ومفرد . ومثله المستقبل ، بحيث يمكن معرفتهما وتذكرهما . بالإضافة لزعم آخر ، مختلف ، بأن معرفة الماضي ممكنة ، ومعرفة المستقبل غير ممكنة . أعتقد أن هذا السؤال ( لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ) مثال نموذجي على التفكير التقليدي ، المشترك ، السائد خلال القرن الماضي وما يزال مستمرا إلى اليوم 2024 ؟! ما الذي نتذكره ، أو يمكننا أن نتذكره بالفعل ؟ يتذكر المرء الطبيعي ، والسليم ، الأحداث التي تقع ضمن مجال حياته بشكل مباشر وفعلي . لكن ماذا عن الماضي ، وعن المستقبل ؟ هل نعرف الماضي ، ونتذكره بالفعل ؟ وهل نجهل المستقبل بالكامل ، ونعجز عن تذكره ؟ بهذه الطريقة السائدة من التفكير ، والمشتركة ، الأسئلة غير مناسبة . ( السؤال نفسه ، موضوع النقاش ، مشكلة ، وغير مناسب ) .... الماضي في الحد الأدنى نوعين ، ربما اكثر ، أولا الماضي القديم ، ثم الماضي الجديد لاحقا . يمكن معرفة الماضي الجديد فقط ، وبشكل جزئي ومحدد بالخبرة الشخصية . الماضي الجديد يمثل المجال الفردي ، بين الولادة والموت . بينما الماضي القديم يمثل مرحلة قبل الولادة ، أيضا جزء من الماضي الجديد يصير قديما بكل لحظة : كل ما حدث بالفعل صار جزءا من الماضي القديم . إذن نحن لا نتذكر الماضي ، بل جزءا صغيرا من الماضي ( الجديد والشخصي فقط ) . النصف الثاني من السؤال خطأ ، يقارب الحماقة ؟ هل نحن لا نتذكر المستقبل ، بالكامل ؟ يمكن معرفة المستقبل أيضا ، المستقبل الجديد حصرا ، جزء منه . ويمكن تذكر المستقبل الجديد ، وهو نفسه الماضي الجديد ، لكن بشكل معاكس . .... المستقبل يحتاج للتصنيف التعددي ، ولا يكفي التصنيف الثنائي لتحديد وتعريف المستقبل . المستقبل الموضوعي مثلا ، منفصل بطبيعته عن الأفراد الأحياء . وهو البعيد عن الحاضر واليوم الحالي ( مثلا بعد قرنين وأكثر ، كل المستقبل القادم ، بعد اكثر من قرنين ، موضوعي ومنفصل عن الأحياء بالفعل ) . لكن المستقبل الجديد نخبره جميعا ، ويتمثل بيوم الغد واللحظة ، يوم الغد يمثل الماضي الجديد بدلالة الحياة ، ويمثل المستقبل الجديد بدلالة الزمن . ( الاختلاف فقط بالإشارة والاتجاه ) . هذه الفكرة منجز أينشتاين بالفعل ، أو على الأقل بالنسبة لي شخصيا فهمتها بفضل اينشتاين وفكرته الجديدة عن الماضي والمستقبل . ما الذي نتذكره إذن ؟ نحن نتذكر الحاضر المستمر ، وهو نفسه مجموع الماضي الجديد والمستقبل الجديد بالتزامن . .... لا يمكننا تذكر الماضي الموضوعي ، ولا المستقبل الموضوعي طبعا . وحتى الماضي الجديد والمستقبل الجديد ( الحاضر المستمر ) ، نتذكرهما جزئيا فقط ، وما يخضع لملاحظتنا المباشرة بالتحديد . .... أكتفي بهذا الحد من المناقشة للفكرة ، والمثال المتكرر ، ... يمكن للقارئ _ة المهتم _ ة تكملة الفكرة ، وفهمها من خلال المثلة المناسبة مع الاهتمام ، والتفكير الهادئ والابداعي . .... الخلاصة لماذا لا يفهم غالبية القراء هذه الأفكار ، الواضحة ، والبسيطة أيضا ؟ السبب غياب الاهتمام ، وسيطرة الفكر التقليدي واللامبالاة . بالإضافة إلى سببين مباشر ، وموضوعي : السبب المباشر ، يتحدد في الكتابة والأسلوب ، وهنا اتحمل المسؤولية الكاملة مع الوعد المستمر ، بالسعي الدائم للتفكير المناسب والمنطقي . لكن السبب الأهم غير المباشر ، موضوعي . الأفكار الجديدة بطبيعتها صعبة ، ومنفرة ، تصدم القارئ _ة الجديد _ة خاصة . مثال تطبيقي ، وعام : الخلط الدائم والمستمر ( 2024 ) بين الزمن ، والواقع ، والحياة ، والحاضر ، والماضي ، والمستقبل ..في الثقافة العالمية ، الحالية ، حيث تعتبر الكلمات ( المفاهيم ، الزمن والواقع والحياة والحاضر والمستقبل والماضي واحدة ) ، وتتحرك في اتجاه واحد : من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا . هذا خطأ ، ويضلل القارئ _ة بالفعل . كلمة الزمن غير محدودة ، وغامضة بطبيعتها ، ويجب استبدالها بأحد أنواع الزمن : الحاضر أو المستقبل أو الماضي . ونفس المشكلة بالنسبة للحياة ، بالإضافة إلى تعقيد أكثر ، مثلا : حتى اليوم يوجد خلط بين الحركتين المختلفتين للحياة : الحركة الموضوعية ( وهي غير مباشرة ، بطبيعتها ) ، وتتمثل بعملية تقدم العمر من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر طبعا ( وهي مطلقة ، وتشكل مختلف أنواع الحياة وأشكالها ) . والحركة الثانية ، الذاتية ، ( المباشرة ، والظاهرة ) وهي عشوائية بطبيعتها . أما بالنسبة لكلمة واقع ، يتعقد الموضوع كثيرا ؟! .... ملحق لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟
لنتذكر ، حتى اليوم يوجد كثر ، ملايين ومليارات ربما ، يحاججون إلى اليوم أن الأرض ثابتة ومستوية ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . ودليلهم الأول ، والمشترك ، شعورنا العام بالثبات وعدم الدوخة ؟! .... الخدعة الشعورية عامل وسبب أساسي ، ثابت ومستمر ، في تشويش الحس المشترك أو الفردي لا فرق في هذه المشكلة . مثال 1 نشعر جميعا أن الأرض ثابتة ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . وحتى زمن غاليلي ، كان ذلك الاعتقاد الثابت والوحيد للبشر . والويل لمن يخالف الاعتقاد السائد ، غاليلي نموذجا ، وعبرة . تغير الزمن ، والحياة ، إلى الأفضل غالبا . لكن الفكرة الجديدة ، والمواقف المختلفة خاصة ما تزال تحت مقصلة التكفير والتخوين في بلادنا الشقية . مثال 2 الزمن يتحرك من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر . هذه الخدعة 2 ، وهي السبب المباشر لهذا التفكير الخطأ ( والمشترك ) ، بأن الماضي مصدر الزمن والحياة معا ، وحركتهما واحدة وثابتة ، من الماضي إلى المستقبل ! الحقيقة المنطقية ، والتجريبية غالبا ، أن العلاقة بين الزمن والحياة جدلية عكسية بطبيعتها ، وتتمثل بالعلاقة العكسية بين تقدم العمر بدلالة الحياة من الماضي إلى المستقبل ، وبين تناقص بقية العمر بدلالة الزمن ، من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر طبعا . السؤال السابق ، التقليدي ، لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل خطأ مشترك ، وموروث . نحن البشر العقلاء ، نتذكر الحاضر المستمر فقط ، لا الماضي العام ولا المستقل العام ( بل الماضي الجديد والمستقبل الجديد معا ، كمحصلة ) . يتحدد الحاضر المستمر بالعمر الفردي ، بين الولادة والموت . قبل الحاضر المستمر ، مرحلة ما قبل الولادة وهي مزدوجة بين الماضي العام ولمستقبل العام بطبيعتها . وبعد الحاضر المستمر الماضي التام ، والموضوعي . لنتذكر ، جميع الموتى في الماضي التام ، والأهم من لم يولدوا بعد . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشكلة بين القارئ _ة والكاتب ...؟!
-
المخطوط الجديد 4 _ النسخة الكاملة في انتظار النشر الورقي ...
...
-
الفيزياء السياسية _ مخطوط جديد
-
الجيد عدو الأفضل دائما ...
-
الفصل الثالث _ المخطوط الجديد 4
-
القاعدة والاستثناء أم السبب والنتيجة ؟!
-
خلاصة المخطوط الجديد 4
-
خلاصة الفصل 3 _ المخطوط الجديد 4
-
مشكلة العلاقة بين الماضي والمستقبل ، طريقة جدية للحل ....
-
النظرية الجديدة 4 _ الفصل 1 و 2 مع المقدمة
-
مقدمة الفصل 3 _ المخطوط الجديد 4
-
مشكلة البداية _ خلاصة جديدة لما سبق
-
التعاقب والتزامن بدلالة أمثلة جديدة
-
مقدمة عامة _ المخطوط الجديد 4 مع التكملة والتعديل
-
الفصل الثالث _ بعض الأفكار الأولية والجديدة ...
-
هوامش الفصل الثاني _ المخطوط الجديد 4
-
المخطوط الجديد 4 _ هذا الكتاب ، مع المقدمة
-
مقدمة عامة _ المخطوط الجديد 4
-
فكرتان جديدتان _ الفصل 2 _ تكملة
-
فكرتان جديدتان _ الفصل 2
المزيد.....
-
لماذا اختار ماكرون زعيم تيار الوسط فرانسوا بايرو رئيسا للوزر
...
-
استجابة لدعوة الجولاني... آلاف السوريين يحتفلون في دمشق بـ-ا
...
-
كاميرا CNN من ساحة الأمويين ترصد لقاءات وهتافات السوريين ابت
...
-
بيلاروس: لن نسمح للغرب بالمساس بسيادتنا وأراضينا
-
الغارديان: الخوف من تصاعد العنف بين الفصائل المسلحة يدفع 100
...
-
الولايات المتحدة وتركيا تعملان معاً لإعادة بناء سوريا بعد ان
...
-
أخفى خطط هروبه عن الجميع قبل مغادرته سوريا.. هل خدع الأسد م
...
-
فرار بشار الأسد - شهادات توضح كيف خدع مساعديه وأقرب المقربين
...
-
تصريحات جديدة لأردوغان عن بشار الأسد ومشاهد الظلم والديكتاتو
...
-
مصري يجمع الكلاب في أكياس والأمن يكشف دوافعه
المزيد.....
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أنغام الربيع Spring Melodies
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|