أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فائز الحيدر - طالب بدر ومظفر النواب والعبور الأخير / الحلقة الخامسة














المزيد.....

طالب بدر ومظفر النواب والعبور الأخير / الحلقة الخامسة


فائز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 20:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعــد فشل محــاولة مظفر النــواب الأولى في الهــرب! حاول بعــد ثلاثة اشـــهر تقريباً الهــرب مرة ثانيـــة من موقف البصرة القديم بعد أن تم تسليمه وبعض المعتقلين إلى سلطات عبد السلام عارف في بدايــة العام الجديد (بعد سقوط سلطة البعث الأولى) في الأول من كانون الثاني 1964؟
كانت القاعة التي تضم المعتقلين عبارة عن جامعة مفتوحة رغم إنغلاق السجن، ففيها المختصين ، كل في ميدانه، أدبــاء، شــعراء، محــامين، مدرسين، صحفيين، ضباط الجيش، طلبة، منهم الشاعر الكبيـــر ( مظفر النواب )، الأديب والمناضل ( صاحب الحميري )، المحامي البصري ( محمد صالح حمدان ) وغيرهم من أمثال الضابط ( عريبي فرحان ).

في أحـــد الأيــام سمع الجميع في المعتقل، خبــر إستشهاد مظفـر النواب، فقـررت لجنـة المعتقل تأبيـن المرحوم، بالوقوف دقيقة صمت حداداً على روح مظفر وأرواح شهداء شعبنا الابرار، بعدها وقف الشاعر الشعبي (صادق العامري/ أبو جعفر) يقرأ قصيدته الرنانــة عن لسان أختـــه الحزينة على الشهيد مظفر تخاطبه،
(شلي بالگصايب يبو جعفر...... حگي لو أگصه على مظفر)..... الخ

ومن المفارقات بعد إسبوع من التأبين، دخل مظفر النواب وجماعته الى المعتقل، فإقترح طالب بدر والآخرون ان تبدل القصيدة هذه كما يلي...
(شلي بالحواجب يبو جعفر ....... حگي لو أحفها على مظفر)

لقد كانت مزحة طريفـة من مزح طالب بـــدر، أزاحت عـن الموقوفين لفتـرة وجيــزة آلام الفخ الذي وقــع فيه المناضلون..... فقص مظفر بأستغراب شديــد، لماذا إلقي القبض عليه وهو يتكلم اللغة الفارسية جيـــدا" ويحمل الجنسية الأيرانية ( شنس نامة ) باسم ( رحماني ) ولديه معاملة أضبارة ( بروندة ) وسجل مدون ولم يعترفوا به أيراني!!؟

كانت الغرفة التي تضم صفوة من السياسيين من بينهم مظفر النواب وطالب بدر، وفي كل مساء تعقد ندوة سياسيـة أو تأريخيـة أو فنيـة وأحيانـاً مطاردة شـعرية بين فريقيـن الاول يرأسه مظفـر النواب والثاني يرأسـه طالب بدر، وفي أحدى المناظرات راح طالب بدر يداعب مظفر النواب وهو يبتسم ويقول له......
( عندي نامة وبالأصل ايراني ...... وعندي بروندة بأسم رحماني )

( أحجي عجمي موش عربي ألساني..... جتفوني دولتي وشعباني ) ، والمقصود هنا ما حدث لمظفر من اعتقال على يد رجال السافك ( دولتي وشعباني ).
والآن على مظفر أن يرد وإلا يخسر الرهان، أبتسم مظفر ثم قال اسمع يا طالب بدر....

(مسكين يا طالب بدر..... لإيران عبروك بجدر )

( الله وياك يالمنحدر .... تالي يكنصك أحمدي ) والمقصود هنا عندما تم عبور طالب بدر الهور بإتجاه ايران كان في جدر كبير( قزان ) بمساعدة رفاقه.

حــدث وان تحــولت تلك الليلـة الى فسحة من الغبطـة والمرح والدفء، وفي اليــوم الثاني وقف ( سلمان البصري) رئيس نقابة النجارين في البصرة وهو صديق حميم لطالب بدر، يكرر ما قاله مظفر النواب، ومنه أنتشرت هذه المقاطع الشعرية اللطيفة المستحبة بين المعتقلين، ولا تزال هــذه عالقــة في أذهان الكثيرين من محبي طالب بدر، و شعر مظفر النواب، ويسترسل الجميع في هدوء تصور الفاجعة التي حلت بشعبنا وأهلنا ونؤنب ذاتنا على هذه الغفلة السياسية وعلى هذا الخطأ الذي وقعنا فيه، ينطلق صوت مظفر النواب الجهوري بطور المحمداوي....
(يا ساري الليل عقلي من ودادك شرك ..... ريض رعاك الذي محد بكمه شرك)

ثم أغنية أم كلثوم( لسه فاكر، كان زمان) وفي الختام اغنية ايرانية خالدة( مرا ببوز، برايا آخرين بار) التي غنتهـــا المطربـة الايرانيــة الشهيرة (مرزية) والتي منعتهــا حكومة الشــاه بشدة، وتداولهــا الايرانيون سراً، وانتشرت بسرعة هائلة، وكلمات الاغنية قصيدة كتبها العقيد في الجيش الايراني ( علي ندافي ) عضو في الحزب الشيوعي الأيراني (تودة ) في ليلة أعدامه، سلمها الى إبنته الوحيدة يخاطبها بها... وترجمتها،...
( قبليني يا عزيزتي آخر قبلة، لا تحزني عليَ، سأرحل الى فردوس المجد شامخاً، ستظل روحي ترعاكِ وتحميكِ.... الخ،

وفي تلك الفترة كتب مظفر قصائد رائعة منها قصيدة عتاب وحساب وهي ......

( أحجيلك يا شعبي أرجال ماهي أرجال ......... ألها وبيها ترگل والوكت رگال)
(هذا آنه الذي تعنيت متغرب وأدگ البوب بيت ابيت ...... والينگال عني بالغرب ينگال)
( ياشعبي أسمع طحنه بكومة زنابير.... وهذي أرجال من صفگه وحدة تطير ) .... الخ

كان طالب بدر ( أبوسلام ) نشطا خفيف الظل والحركه، أريحي مبتسم وقور يحبه الجميع وله حظور مميز بين المعتقلين، وبين الحين والحين يدندن بصوته الدافئ بيت أبوذيه ...

أنا سدرة أو عليَ ألطير ما جان .... أو يراسي ما يطخه كان الحبس ما جان
أنا ما شفت ضبع كاسر سبع ما جان .... و أنا ما شفت صگر خانگته عبيه


يتبع في الحلقة السادسة والاخيرة



#فائز_الحيدر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحامي طالب بدر والشاعر مظفر النواب والعبور الأخير/ الحلقة ...
- المحامي طالب بدر والشاعر مظفر النواب والعبور الأخير/ الحلقة ...
- المحامي طالب بدر والشاعر مظفر النواب والعبور الأخير .. الحلق ...
- المحامي طالب بدر والشاعر مظفر النواب والعبور الأخي
- قناديل مندائية
- المندائيون واستعمال الألقاب العلمية والعائلية والعشائرية
- المندائيون ويوم الشهيد الشيوعي
- أمي مخلص خير من مثقف هدام
- هل عبد الرزاق عبد الواحد خط أحمر لا يمكن تجاوزه
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول/ الحلقة الأ ...
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول/ 6
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 5
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 4
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 3
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول ، إنقراض اللغ ...
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول
- أيام في كوبا ، الثائر تشي جيفارا ، الحلقة الأخيرة
- أيام في كوبا ، هافانا مدينة التراث والأعمدة ، الحلقة الخامسة
- أيام في كوبا ، الحصار الإقتصادي ، الحلقة الرابعة
- أيام في كوبا ، التوجه إلى هافانا ، الحلقة الثالثة


المزيد.....




- مصدران أمريكيان: إيران جهزت ألغاما بحرية تحسبا لإغلاق مضيق ه ...
- حتى لا يغضب ترامب.. نتنياهو يقبل بهدنة تعزز سلطته وتمكنه من ...
- تحفيز الدماغ كهربائيا.. حل لمن يواجه صعوبة في تعلم الرياضيات ...
- كولومبيا تضبط لأول مرة غواصة مسيّرة عن بعد لتهريب المخدرات
- البنتاغون يؤكد استمرار مراجعة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ب ...
- بعد حديث ترامب عن إعادة برنامج طهران النووي عقوداً للوراء، - ...
- يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس مع عصابة أبو الشب ...
- إيران تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنديد د ...
- مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في كمين مركب بحي الشجاعية
- وباء الحمى الشوكية يضرب أطفال مخيمات غزة الشمالية


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فائز الحيدر - طالب بدر ومظفر النواب والعبور الأخير / الحلقة الخامسة