أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - التضحية العمياء هي قتل للذات














المزيد.....

التضحية العمياء هي قتل للذات


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التضحيات العمياء هي نوع من التضحية التي يقدمها الفرد دون تفكير عميق أو إدراك واعٍ لنتائجها وعواقبها.

تتميز هذه التضحيات بأنها غير مدروسة وتفتقر إلى الحسابات الواقعية حيث يتحرك الشخص بفعل مشاعر قوية، سواء كانت اندفاعاً أو تأثراً عاطفياً أو حتى شعوراً زائفاً بالواجب.

غالباً ما يكون لهذا النوع من التضحية آثار سلبية أكثر من الإيجابية.

التضحية والغاية النبيلة
هناك فرق واضح بين التضحية التي تهدف إلى غاية نبيلة تُخدم بعقلانية والتضحية العمياء التي تتجاوز حدود المنطق.

التضحية الحقيقية تكون نابعة من رؤية متكاملة للهدف وعادةً ما تكون لها نتائج ملموسة تعود بالنفع على الشخص أو المجتمع.

أما التضحيات العمياء، فتكون مدفوعة بردود أفعال عاطفية سريعة ولا تخدم في النهاية سوى تآكل الشخص نفسياً وبدنياً دون نتائج تُذكر.

أسباب التضحيات العمياء
من أبرز دوافع التضحية العمياء هو التأثر العاطفي قد يشعر الإنسان بالشفقة على موقف أو شخص ما ويقرر التضحية بكل ما لديه لمساعدته دون النظر في عواقب هذه التضحية.

تتخذ القرارات تحت وطأة المشاعر أو بسبب ضغوط اجتماعية مما يؤدي إلى تضحيات عمياء لا تستند إلى منطق.

في بعض الأحيان قد يشعر الشخص أن التضحية هي واجب أخلاقي أو اجتماعي، لكن هذا الإحساس غير حقيقي حيث يتولد لديه اعتقاد غير دقيق بأنه ملزم بالتضحية رغم أن هذا الالتزام قد يكون في غير محله.

الآثار السلبية للتضحيات العمياء
عندما يضحي الشخص بشكل أعمى فإنه يهدر طاقته وموارده الذاتية سواء كانت نفسية، جسدية أو مالية دون أن يعود ذلك بفائدة واضحة.

مع مرور الوقت، يدرك الشخص أن التضحية لم تكن ضرورية أو لم تُحقق النتيجة المرجوة فيبدأ بالشعور بالندم والإحباط.

عندما تتكرر التضحيات العمياء دون نتائج قد يشعر الشخص بضعف في ثقته بنفسه إذ يدرك أنه لم يكن حكيماً في قراراته وقد يصبح عاجزاً عن اتخاذ قرارات محسوبة مستقبلاً.

التضحية غير المدروسة قد تؤدي إلى تراجع في العلاقات مع الآخرين حيث ينظرون إلى هذا الشخص كشخص يتهور ولا يستطيع التحكم في مشاعره أو قراراته مما يسبب له العزلة الاجتماعية.

التضحية العمياء بين الأنانية والحكمة
هناك من يعتقد أن التضحية العمياء ليست سوى أنانية خفية لأنها تسعى لإشباع رغبة عاطفية أو تلبية حاجة نفسية للشعور بالقيمة الذاتية دون النظر إلى المنطق أو إلى من يستحق التضحية فعلاً.

من جهة أخرى، تُعتبر الحكمة في التضحية علامة على النضج إذ يوازن المرء بين ما يمكنه تقديمه وبين ما سيجنيه من فائدة سواء كانت له أو للآخرين.

كيفية تجنب التضحية العمياء
التفكير قبل القرار:
التفكير المنطقي قبل اتخاذ أي قرار بالتضحية يُعتبر أول خطوة لتجنب التضحية العمياء.

الشخص يجب أن يسأل نفسه ما إذا كانت التضحية ذات جدوى وما الهدف الحقيقي من ورائها.

التوازن بين العاطفة والعقل:
يجب أن يكون هناك توازن بين المشاعر والعقل بحيث لا تطغى العواطف على القرارات.

تحديد الأولويات:
يجب أن تكون الأولويات واضحة والتضحية لا تكون في القيم والمبادئ الأساسية التي يحيا بها الإنسان مثل الصحة النفسية والبدنية.

استشارة الآخرين:
قد يساعد الاستماع لآراء الآخرين في اكتشاف زوايا جديدة قد تغيب عن الشخص تحت تأثير انفعاله.

التضحيات الحقيقية مقابل التضحيات العمياء
التضحية الحقيقية تساهم في تعزيز العلاقات ورفع الروح المعنوية ودفع عجلة التطور الشخصي والاجتماعي على عكس التضحية العمياء التي تُشعر الشخص بالندم وتجعل الآخرين يشعرون بأن التضحية ليست سوى عبء أو تلاعب عاطفي.

التضحية العمياء هي قتل للذات بشكل غير مباشر لأنها تجرد الشخص من موارد ثمينة دون أي مقابل وفي النهاية يدرك الفرد أن ما قدمه كان بلا معنى مما يولد إحساساً عميقاً بالندم وهو ما يجعل التضحية العمياء آخرها ندامة.

التضحية ليست عملاً سلبياً بحد ذاته، لكنها عندما تكون غير مدروسة أو عمياء تصبح هدراً للجهود وضياعاً للطاقات.

التضحية العمياء تُفقد الإنسان معنى القرار الناضج والواعي وتتركه محاطاً بحسرة وندم.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا ترکمان انا عراقي
- القائد التوركماني باصولخان ودوره في المعركة القادسية.
- وراء كل فاشل فاسدين
- المفكر هو الأمة في رجل
- فلسفة الحوار جزء من الثقافة الاجتماعية
- هل الحضارة الغربية باتجاه السقوط والانهيار؟
- الحياة دمعة على خد الزمن
- الثقافة هي قلب المدنية وروح الحضارة
- المشروع السياسي الناجح والمفيد
- إصلاح الفشل السياسي
- قيمة الإنسان الحقيقية تُقاس بأخلاقه
- الأخلاق والقيم والمبادئ ضروري في السياسة
- فلسفة التواضع
- صفات القائد الحقيقي
- النقد ليس عداء بل صحي سياسيا
- السياسي الناجح هو شخص يجمع بين قيم أخلاقية قوية ومهارات استر ...
- الفشل السياسي للتركمان لا يعكس نقصاً في الكفاءة
- انهيار التعليم هو بمثابة انهيار للأمة
- الحياة أقصر مما نتصور،لكنها فرصة أن نترك بصمة طيبة
- الصدق في الإسلام


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - التضحية العمياء هي قتل للذات