المسار الديمقراطي في سوريا ماله وما عليه

كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8153 - 2024 / 11 / 6 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مقدمة نظرية لا بد مها (1)
ان عالمنا الحالي يصح وصفه بأنه أصبح قرية كونية لها سوق واحدة ترقص فيه البضائع بغض النظر عن الدولة المصنعة يسيطر عليها حاليا رأس المال المالي وما وراءه من بنوك ومليارديريين . بهذا المعنى انتقل مركز ثقل التغيير الاجتماعي من الداخل الى الخارج ومع أنني من القائلين بأن الثورة السورية من أعمق الثورات في التاريخ الا أنها انتهت من وجهة نظري بدخول الجيش السوري مدعوما من الجيش الأمريكي ليسيطر على عنوان الثورة وهو المسجد العمري في درعا (2)
..............
على هذه الأرضية نظرت وأنظر الى المحاولات الفاشلة لتوحيد المعارضة السورية بدءا من اللقاء الديمقراطي وانتهاء بالمسار الديمقراطي
أعتقد شخصيا أن المشرفين على محاولة بلورة فصيل ديمقرااطي في سوريا تنطلق كغيرها من الرغبات . فعلا استغرب أن يحاول الرفاق الاستناد الى الحسكة وهي تحت نفوز أمريكي واضح وهي دولة تدير الإرهاب حاليا بدلا من تجفيف منابعه خدمة لمصالحها وليس من من أجل خدمة قسد وأنا انظر الى تجربة تركيا الديمقراطية نظرة مختلفة, فديمقراطيتها من وجهة نظري – على كل علاتّها- متقدمة على الديمقراطية الأمريكية وبالتالي كان علينا الدفع باتجاه المصالحة بين الأكراد وتركيا وليس صب الزيت على النار كما فعل المسار لكنني أتفهم رغبتهم الذي ينطبق عليها القول : ان الطريق الى جهنم مبلطة بالنوايا الحسنة.
العتب الثاني على منظمي المؤتمر وهو ايلاء الخارج أهمية أكثر من الداخل في حين لدينا نظام زكي أكثر بكثير من المعارضة وعنده حنكة كبيرة (3)وقد اشار عبدا الله الفقير على صفحتي بذكاء في تعليقه على فيديو بسام يوسف بقوله (المبرر هو بطاقة السفر المجانية إلى هذه العواصم والنزول في فنادق فخمة والتمتع بوجبات لذيذة إضافة لقبض دولارات ربما والتمتع بشعور شيء من السلطة أو القوة والحضور وربما أشياء أخرى ) .
أخيرا سأستشهد بهذه الحادثة التي جرت معي مؤخرا وهي دليل على وضع المعارضة السورية المؤسف في الداخل والخارج .
كتبت سلسلة من المقالات حول معاناتي في النشر مع النظام السوري وسعّرت ثمن الكتاب لمن يرغب كي أوصله اليه اما عن طريق البريد الألكتروني او عن طريق الشحن في شركة القدموس السورية , أرسل الي المدعو سلمان حمادة رقم موبايله وانه يريد استقبال الكتب ودفع ثمنها المحدد من قبلي بمقدارخمسة عشر ألف ل.س اوهو من ريف السويداء وابنه عارف سيستلمها.فعلا قمت حالا بتغليف أربعة كتب عندي في مغلف هي التالية
- نصف سنة من حياة أيوب
- الناصرية نهضة ام سقوط؟
- البيئة والانسان فاضل ام تكامل ؟
- كيف نفهم اللبرالية؟
أسرعت الى مكتب القدموس لم يكن في جيبي سوى ستة آلاف مخصصة لإطعام أسرتي
قال لي الموظف
- سعر الشحن ستة آلاف
- هم يتعهدوا بدفعها
- آسف الشركة تأخد الأجر مقدما
اتكلت على الله وبعثت الطرد باسم المدعو عارف حمادة بتاريخ الرابع عشر من شهر أيلول . راجعت الشركة عدة مرات واتصلت بالسيد حمادة وابنه أيضا ولكن لا حياة لمن تنادي . قال لي الموظف يبدو أنهم لايرغبون في استلامها !!!!!!!!!

..........................
هوامش :
1- أنا شخصيا ميال الى تكثيف عباراتي على الفيس بوك تحديدا لتقرأ من اجل أكثر عدد أكبر من الناس بدلا من قراءتها من قبل مثقفين فقط مهووسين بالنظرية والمثقفون كما هو معروف انتهازيون على الغالب تهمّهم مصالحهم عكس الغالبية من الناس الذين يشكلون الحركة العفوية .
2- ردّيت على السيد برهان غليون أكثر من مرة تحت عنوان عطب الذات وليس عطب الموضوع ومن يريد معرفة وجهة نظري هي منشورة في مقال حمل عنوان- درعا وانكسار الاحلام في سوريا - منشور على صفحتي وفي الحوار المتمدن ايضا .
3- يؤسفني ان ارى بأم عيني أن نشاط النظام السياسي متقدم عن نشاط المعارضة ودليلي كتابان صدرا عنه يسوقهما الى اوروبا –ويبدو ان الحيلة انطلت على العض من دولها
الكتاب الأول الحداثة في المنظور العربي المعاصر
الناشر الهيئة العامة للكتاب
المؤلف اثنان هما عامر محي الدين محمد والثاني ماهر وجيه ابراهيم وهما من حصة المجتمع المدني في جنيف . كان تعليقي على كل الصفحات كما يلي
أراقب أقوالك تعجبني انظر الى أفعالك اتعجب
الكتاب الثاني بذور الدمار , الأجندة الخفية للتلاعب بالجينات
المؤلف : فريدريك وليم انغدال
المترجم ادهم وهيب مطر استاذ محاضر في جامعة دمشق
الناشر : دار كنعان ط1 222
الكتاب الثاني مثل الكتاب الأول

#كامل_عباس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل