أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - مقاطع يعلوها الشجن في عصر الكوارث والفتن !













المزيد.....

مقاطع يعلوها الشجن في عصر الكوارث والفتن !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8149 - 2024 / 11 / 2 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)

الكيان الفاشي يقتل ويُدَمِرُ وثُلَةَ الذيول تسوغ وتُبَرر

مما يؤسف عليه حقا، ومما يحز في النفس واقعا هو أن تتقاطر علينا الأخبار والصور المفزعة بصحبة المقاطع المرعبة والمفجعة لتُظهِرَ لنا وعلى مدار الساعة قصف الكيان الصهيوني لعشرات المدارس والمساجد والمستشفيات متبوعا أو مسبوقا بحصار غاشم يعبد الطريق أمام دباباته وجرافاته وآلياته "ميد إن يو إس إيه" لهدم أحياء سكنية ، وحرق مخيمات نزوح بأكملها فوق رؤوس سكانها فضلا على اعتقال شبابها ورجالها في قطاع غزة ، ومثلها وإن بدرجة أقل في الضفة الغربية بالتزامن مع نسف الكيان الفاشي لقرى وبلدات لبنانية كاملة بعيد تهديد وتهجير أهلها عنوة تمهيدا لـ شرق أوسط جديد سيحكم بالنار والحديد على وصف النتن جدا ياهو الرعديد ، ولرسم حدود "سايكس بيكوية "حادثة تفرض سياسة أمر واقع شديدة تمهد لتوسيع رقعة الكيان على حساب فلسطين وسورية والاردن ولبنان بعد إجلاس شعوبها بتأثير الديون المتراكمة ، والأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة ، والنزاعات القومية والطائفية النتنة المتتابعة على الخازوق أو على الحديدة، وبما من شأنه أن يؤسس لمرحلة تالية تضمن تغول الكيان جيو - سياسيا بدعم أورو - أمريكي من دون أن ينبس مجلس -العفن - الدولي ولا محكمة – البغل – الدولية ، ببنت شفة اعتراضا وحسبهما اصدار بيانات شجب واستنكار خجولة أو صياغة قرارات فضفاضة لا يأبه بها الكيان ، ولا يلقي لها بالا البتة ،لعلمه المسبق بأنها وبوجود – الفيتو – الأمريكي المنحاز كليا بتأثير اللوبي الصهيوني الضاغط – أيباك –هي مجرد حبر على ورق ، تماما كما حدث في عامي النكبة والنكسة 1948 و 1967.
وهكذا تمضي المأساة عيانا بيانا ، وهكذا ترتكب المجازر الوحشية أمام أنظارنا بدعم وتسليح وتمويل من الحكومة الامريكية ،جهارا نهارا وبكبسة زر واحدة لتمسح قرى ، وتدمر مدنا ، وتطمس معالم تراثية وآثارية بأسرها فتمحوها وبظرف ثوان معدودة من الخارطة على وقع غناء وقهقهات وصفير وتصفيق ضباط الكيان وجنوده اللقطاء وبما يوثقه العدو بعدساته ، ويبثه عبر قنواته ، ويعمل على إعمامه إخباريا بنفسه إمعانا بفجوره، وسدرا في غيه، والعالم كله إما أنه غير آبه بالمطلق ويتفرج، أو أنه غير واثق بانتصار المستضعفين وبالتالي فهو عن مساندتهم يترفع ، وعن نصرتهم ورفع الحصار والظلم عنهم يتحرج ، أو أنه متواطىء مع الظالم الغشوم ضد شقيقه الجائع المظلوم ، وما خبر رسو السفينة الالمانية "إم في كاثرين" المحملة بأطنان من الذخائر بميناء الاسكندرية تمهيدا لنقلها الى الكيان لحساب شركة "ألبيت سيستيمز" الصهيونية بحسب منظمة العفو الدولية منا ببعيد ، قبل أن ترد وزارة النقل المصرية زاعمة،بأن"السفينة كاثرين البرتغالية الجنسية والتي ترفع العلم الألمانى، قد رست بالفعل في الميناء المصري،ولكن لتفريغ شحنة خاصة بوزارة الإنتاج الحربى المصرية، وليس لنقلها الى اسرائيل !"،وسواء علينا أصدقنا تقرير العفو الدولية أو بيان النقل المصرية المناقض والمتناقض تماما فإن موقف مصر الباهت والمتذبذب من العدوان لأكثر من عام كامل هو الذي شجع ملايين المتابعين والناشطين على تصديق الخبر و تناقله على نطاق واسع، ولو أن العفو الدولية أصدرت بيانا مماثلا يتهم تركيا هذه المرة باستقبال سفن مناظرة لـ كاثرين ولنفس الغرض لصدقها العالم بأسره على خلفية الموقف التركي الواهن والغامض والمتخاذل من العدوان وبما لم يتعد حدود الخطابات وبيانات الشجب والاستنكار بين الفينة والأخرى علاوة على بعض الوقفات والتظاهرات الخجولة المنددة بالعدوان بين سطر وسطر فيما لم تجرؤ تركيا بجلالة قدرها وحتى كتابة السطور على إغلاق السفارة الاسرائيلية في أنقرة ولا طرد السفير الاسرائيلي ، ولا إلغاء الاتفاقات ، ولا نقض المعاهدات، ولا ايقاف الرحلات ، ولا تبادل الزيارات ، ولا تجميد العلاقات وفي صدارتها غلق السفارة التركية في تل أبيب والى الأبد ، ما جعل الكل يتهكم على الموقف التركي المتناقض ويسخر منه وهو يردد المثل العراقي " دخانكم عمانه – يا الأتراك - وطبخكم ما اجانه " و المثل المصري" أسمع كلامك – يا سلطان- أصدقك ،أشوف أفعالك – مع الكيان - أستعجب " وأما بشأن بعض الحكومات العربية الغارقة بالترفيه والتشويه والتسفيه فلن أتحدث لأنها ليست بحاجة حتى الى تقارير أممية تفضح تعاونها أو تشجب تهاونها ، الظاهر منه والمستتر ، فتصريحات مسؤوليهم وناشطيهم وإعلامييهم ومفكريهم على الإكس والفيس، زيادة على مواقف داعريهم ومخنثيهم وفنانيهم على تيك توك وانستغرام وتيليغرام ، كذلك فتاوى وعاظ سلاطينهم ممن أنكروا مشروعية المقاومة الفلسطينية في هذه الحقبة أساسا بل ووصفوا مقاوميها البواسل بأنهم "خوارج العصر،وكلاب أهل النار" تكفي وزيادة ، وكلها على منوال" يا أبا عبيدة ..جاهد بالسنن !!" ونحوها من التصريحات الشمبانزية والخنزيرية المستفزة للغاية يحركها حقد سياسي وفكري ثعباني أعمى ران عليه الصدأ والعفن !
كل ذلك يحدث من دون أن تحرك الجامعة العربية ، ولا منظمة التعاون الإسلامي ، ولا حركة عدم الإنحياز ساكنا ، في وقت يتساءل فيه الشرفاء"ترى أي مخدر فتاك ذلك الذي خُدِّر به العقل الجمعي ، وأُسكِر به الضمير العربي على مستوى الشعوب والحكام على سواء ، وأي داء عضال ذاك الذي أصاب نظيرهما البشري ليصم العالم أذنيه ، ويعصب عن الحقيقة عينيه ، ويطبق عن قول كلمة الحق شفتيه ، ويغل عن دعم المظلومين يديه ،ويبسط للكيان الصهيوني مصافحا ومعانقا كفيه وذراعيه ، غاضا طرفه عن المذابح الصهيونية البشعة مفضلا تغيير المحطات، وتبادل النكات، وتقليب الصفحات، وتفحص أجساد الفاشينيستات، ومتابعة أخبار الفنانين والفنانات، حضور حفلات المخنثين والمسترجلات ، متبوعا بتناول المعجنات والحلويات والمكسرات على وقع عروض المسابقات والكرنفالات والمباريات ، قبل الذهاب الى الفرش المريحة ليشخر واحدهم كبهيمة عجماء وسط الصحراء مهمتها الوحيدة في الحياة هي أن تأكل وتتناسل و- تضرط - وتنام ؟!


(2)
ضحايا الأرصفة المغبرة و المغسولة يكذبون وعودهم المعسولة !
كان برلمانيو العراق يقفون على قدم وساق للتصويت على انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب بعد شهور طويلة من الإخفاقات والصفقات والمزايدات و الجدالات والمهاترات والاملاءات المشفوعة بمحاولات الإخلال المتكررة بنصاب الجلسات تمهيدا لتأجيلها من خلال تكتيك التغيب عن الحضور أو مغادرة القاعات أو افتعال الأزمات وتبادل الاتهامات والشتائم واللكمات وأحيانا قذف القناني الفارغات على خلفية صراع الكتل والأحزاب والتحالفات ومحاولة كل واحد منها ابراز العضلات ، وفرض الإرادات ، وإثبات الذات،وتنفيذ الأجندات ، وسياسة تقاسم الكعكعة المرفقة بخذ وهات، أقول كل ذلك كان يحدث عندما مررت قبيل صلاة العصر من أمام امرأة طاعنة في السن إلا أنها ذات وجه صبوح نير، وبهيئة في منتهى الهيبة والوقار وهي تفترش أحد الأرصفة وسط العاصمة بغداد وتنام عليه وهذا هو حالها وديدنها على مدار أسابيع ..!!
سألتها وشفتاها ما تزال تتمتم بالأذكار و التسابيح والابتهالات وإذا ما كانت بحاجة الى طعام أو شراب أو أي شيء آخر لألبيه لها فورا ، فقالت وإبهام يدها اليسرى ما يزال يقلب حبات مسبحتها السوداء الطويلة على مكث وتؤدة : ابني اليوم خميس وأني صايمة ..إذا تحب تسوي خير وتكسب ثواب ممكن وجبة فطور خفيفة و قنينة مياه معدنية ..وبس !
عدت بعد هنيهة بطلبها وكما وعدتها فوجدتها تصلي العصر بين أغراضها وفرشها المتناثرة فوق الرصيف ومايزال البرلمان مجتمعا لاختيار رئيس والى وقت متأخر من يوم الخميس ...وعندما فرغت من صلاتها قالت بالحرف وباللهجة الدارجة ولكثرة ما أحبطت سابقا وخاب ظنها بأناس كثر في بيئتها ومجتمعها ومحيطها وربما أسرتها أيضا " كلت بيني وبين نفسي ،راح و بعد ما يرجع !" فقلت لها " وكيف لا أرجع حاملا ما سبق وأن وعدتك به ، ووعد الحر دين في رقبته الى يوم الدين ؟!" لترد عليَّ بابتسامة خجولة مشفوعة بهزة رأس خفيفة استغنت بها عن ملايين الكلمات " .
وبعد أن حسم المجتمعون أمرهم وصوتوا على اختيار رئيسهم ، وتبادلوا التهاني فيما بينهم ، متعهدين بغد أفضل للعراقيين ، كانت أمهم العراقية المسنة الوقورة وستظل تسكن الرصيف غير أبهة ولا مصدقة بكل الوعود والعهود التي جرب العراقيون آلافا مؤلفة من أشباهها ونظائرها طيلة 21 عاما ولتكذب بلسان حالها فضلا على مقالها جل التعهدات التي صدعت رؤوسنا بغد عراقي أفضل حيث لا فساد مالي ولا إداري ولا سياسي لأنه وعلى قول أشقائنا المصريين "المية تكذب الغطاس " !
أبرقت السماء وأرعدت وأمطرت بغزارة وأنا أفكر برجل كهل ضرير وثلاث نساء عراقيات شريفات عفيفات مسنات مهابات وهنَّ يفترشن أسوة بالكهل الضرير، شقيقهنَّ في الدين ،ونظيرهنَّ في الخلق ،وشريكهنَّ في المأساة والملهاة والوطن،ذات الأرصفة المغبرة صيفا ، المغسولة بمياه المجاري الثقيلة الطافحة ، والأمطار الهاطلة شتاء وسط العاصمة العراقية والى أين سيذهبون ويولون وجوهههم وينامون في ظل هذا الطقس الممطر ولاسيما مع قدوم فصل الشتاء القارس ؟!
فأما الكهل الضرير فيفترش الرصيف المجاور لأمانة بغداد منذ أربع سنين أو أكثر..وأما المسنة الأولى فتفترش ومنذ شهور طويلة الرصيف المجاور للمكتبة الوطنية ودار الكتب والوثائق العراقية في الباب المعظم ..فيما تفترش الثانية ومنذ أعوام الرصيف الملاصق للمتحف الوطني العراقي في منطقة العلاوي ..وأما الثالثة فهذه تفترش الرصيف المقابل لجامع الشيخ عبد القادر الجيلاني ...في منطقة باب الشيخ ".
فعن أي غد أفضل يتحدث بعض الساسة ؟ وعن أي مستقبل واعد يهرف بعض رؤساء الكتل ؟ وحول أي أفق أرحب يثرثر بعض قادة التحالفات ؟ ونساء عراقيات فاضلات مسنات علاوة على رجل كفيف كهل وما خفي أعظم بكثير وهم يفترشون أرصفة العراق الحارقة والمغبرة بفعل العواصف الترابية صيفا،الباردة و الغارقة بالمياه الثقيلة شتاء بالقرب أو الى جوار مؤسسات رسمية ، ودوائر شبه رسمية ، ومقار حزبية ، ومجالس عشائرية ، ونقابات مهنية ، واتحادات رياضية ، وروابط علمائية ، ومنظمات مجتمع – بدني – وغيرها والكل يشاهد بأم عينيه تلك المناظر اللا إنسانية المروعة التي تبكي الحجر،وتفتت الصخر ، إما ليصرف عنها النظر ، أو ليكتفي بإحالة المأساة الى القضاء والقدر ، أو ليخرج من جيبه عملة ورقية من فئة – 250 دينارا - ممزقة ومرقعة بالعديد من الشرائط اللاصقة وبعد أن حاول عبثا صرفها للباعة ، وتمشيتها في الأسواق مصحوبة بالتقاط سيلفي دعائي مع الضحية إن لم يكن بالتقاط 10 صور أملا بتحقيق ترند على صفحته بعد إرسالها الى بعض أصدقائه ممن طال بهم البعاد عن العراق وغيبهم الترحال والسفر،ممن يختزل بعضهم العراق برمته بالدولمة ، وقيمر السدة مع الكاهي ، والمقلوبة ، وكبة السراي ، وحلويات نعوش ، وباجة الحاتي ، وشربت زبيب الحاج زبالة ، وشاي أبو الهيل بالقواري الفرفوري، على أنغام " فوك النخل فوك " وبما يشي بأن العراق من شماله وحتى جنوبه عند هؤلاء مختزن بأمعائهم وكروشهم فحسب ، وليس في عقولهم وضمائرهم وقلوبهم ، وبما نطالعه ونسمعه يوميا وبما هو مشاهد ومتابع عن كثب وبما لا يحتاج الى توثيق ولا الى تأكيد إلا ما رحم ربك ؟!
وأجزم بأن عراقيا لا يمتلك في وطنه عملا شريفا، ولا يمتلك في أرضه شبرا واحدا ، هو بمقاييس حقوق الإنسان والمواطنة الحقة مجرد رقم احصائي ، واصبع انتخابي ، لا يساوي ثمن الورق الذي يخط اسمه عليه وهو لا يعادل في واقع الحال ثمن قلم جاف يدرج اسمه في السجلات الرسمية، بل ولا يساوي حبره كذلك ؟! وبعبارة أدق وأقرب للاذهان "هو مجرد صفر باليد حصان " والكل يعلل ويبرر ويسوف بأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان !
المشكلة الأكبر أن هذا المواطن العراقي الفقير المعدم النكرة والذي يسكن داخل وطنه إما على الرصيف أو في العشوائيات أو في بيوت صفيح - مزنجرة - أو في بيوت آيلة للسقوط مستأجرة ،وإذا ما مات وطالته يد القدر على حين غرة فإنه سيكون بحاجة الى 3 ملايين دينار على أقل تقدير لم يرها ولم يشم رائحتها مجتمعة ومنذ عقود سبقت رحيله المفاجىء لقاء استخراج شهادة وفاة له ونظير الغسل والتجهيز والتكفين والتشييع والحفر والدفن وبناء القبر والتأبين ليكتب على شاهد قبره " هنا يسكن المواطن العراقي المغلوب على أمره المدعو جبر ..هذا الذي ولدته أمه في حقبة ما ليذهب مباشرة الى أتون الفقر فالقهر فالغدر وصولا الى القبر" كل هذا الهراء المحفوف بالنباح والعواء، المدلهم بالخطوب والكروب والخواء ، ويخرج علينا من يجرؤ على وعد الناس بغد زاهر أفضل وكلها عبارة عن " مواعيد عرقوب ..وحديث خرافة "لا تصلح حتى لادراجها ضمن خرافات كليلة ودمنة ، وأساطير ألف ليلة وليلة ، ولا حتى ضمن سفسطات أبو علي الشيباني ، أو خزعبلات ليلى عبد اللطيف ، أو كلاوات أمير القريشي ، أو طائفيات ياسر الخبيث !
ونصيحة للجميع " قللوا من سقف التوقعات والوعود والعهود المعسولة ، وأكثروا بدلا منها من الخدمات والإنجازات الحقيقية والواقعية المنظورة على الارض ، وزيدوا من قيمة الرواتب ، وحجم السيولة !


(3)

رفع الهمم بالوهم = احباط وتشتت وعدم

لا يتجادل إثنان، ولا يتناطح كبشان حول بديهة ومسلمة مفادها بأن رفع المعنويات والهمم وقت الملمات والفتن هو تكتيك إنساني قديم قدم التاريخ كذلك الحال مع الحرب النفسية ضد الخصوم على أن تبنى كلها على وقائع وحقائق ميدانية مثبتة حق اليقين ، ومعلومة علم اليقين ، مرصودة ومشاهدة عين اليقين ، ولكن والحق يقال بأن كثيرا مما يبث على السوشيال ميديا ، والفضاء السيبراني على النقيض من ذلك تماما ، حيث دأبت بعض المنصات العراقية ، ووسائل الإعلام العربية ، على بث جملة من الأخبار المتفائلة والسارة بين الحين والآخر بحسن نية إما لرفع المعنويات المحبطة إذا ما أحسنا الظن بها ، وإما لعمل دعاية سياسية أو انتخابية مدفوعة الثمن لجهات ما مع مجانبة تلكم الأخبار المبثوثة للصواب جملة وتفصيلا،وأخص منها بالذكر الأخبار غير دقيقة بالمرة والتي لا تصمد أمام الحقيقة الساطعة التي لا تحجب بغربال سوى لفترة قد تطول وقد تقصر وبما يسفر وبعد تفنيدها وتعريتها وتكذيبها ولا سيما من قبل المنصات المتخصصة بكشف الأخبار المضللة ، والشائعات المزيفة ،ومن أبرزها " التقنية من أجل السلام " و منصة " تأكد " و منصة " فتبينوا " وغيرها عن إحباط عام أكبر بكثير من نظيره الذي كان يراد تجاوزه بالخبر الكاذب قبيل نشره!
بالمقابل هناك من المنصات والقنوات من تعمل على النقيض من سابقتها لتبث أخبارا مضللة غايتها احباط الجماهير، والفت في عضدهم ، ونشر الأراجيف ، وتأجيج النعرات القومية والاثنية والطائفية، من باب الحرب النفسية وهذه يتصدرها" الوحدة 8200 " الصهيونية الخبيثة ، وكل أذرعها المحلية الأخبث ، علاوة على أراجيف الذباب الالكتروني المرتزق المأجور !
ومع استمرار الفريقين بنشر الخزعبلات والأباطيل الخبرية أو القصصية المفبركة هذا لرفع المعنويات ، وذاك لاحباطها، يبدأ الشك يتسرب ويتصاعد باطراد حول مدى مصداقية المؤسسة وموثوقيتها، فضلا على جميع العاملين فيها والقائمين عليها ، ومعلوم بأن تكرار الشك ولو بجزء يسير من الحقيقة سلبا أو إيجابا من شأنه أن ينسحب وبمرور الوقت للتشكيك بالمؤسسة والحقيقة برمتها على سواء وهنا يكمن الخطر الداهم الذي يتوجب الحذر والتحذير منه أيما حذر وتحذير، ولات حين مندم ، وكفى بالمرء إثما أن يُحَدثَ الناس بكل ما يسمع من دون تمحيص ولا تحميص !
وأن لا تبث مقطعا، وأن لا تنشر خبرا، وأن لا تشيع نبأ ما يثير التفاؤل،ويرفع الأمل، ويزيد الهمم، وينشر الطاقة الإيجابية ، مقابل سحب الطاقة السلبية ، وبما يسفه الخصم، ويقلل من شأنه،ويحط من قدره من وجهة نظرك القاصرة ولو لوقت طويل جدا، فهذا ولا ريب أفضل بكثير من منتجة مقطع مفبرك، أو اشاعة خبر سار غير صادق،أو نشر بصمة صوتية مزيفة، أو بث صور مدمجة ومنتجة بالذكاء الاصطناعي،أو" تطيير فيالة" بين الناس انتصارا لرأيك ودعما لوجهة نظرك وبما لا يمت للحقيقة بصلة ، فضررها الدائمي ولا ريب في ذلك أكبر من نفعها الوقتي بكثير .
أودعناكم أغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعلامُ العراق يؤبنون الداعية العراقي الكبير البروفيسور أنيس ...
- صدور العدد الأول من -مجلة توقد-الفكرية الثقافية
- السجون الشرق أوسطية والعصا السنوارية وسندويش-أبو الغيط - !!
- كلب الهرم وتامر حسني وشائعات الفيس وكوهين!
- أطفئوا شموع-مينوراه-الكيان الصهيوني السبع الشريرة !!
- الاختراقات الجاسوسية.. نزوات غرائزية أم هفوات استخبارية أم إ ...
- بناء الأفكار وتشكيل الوعي وغرس القيم مع الاستاذ علاء ياسين
- أمريكا تَصنَع والكيان يَبلَع والشعوب تموت وتُفجَع
- ليلى وسيمبسون والجامعة العربية والطوفان!
- لابد من تأديب الكيان البعبعي وإذلال حكومة النتن وأفيخاي أدرع ...
- كي لايشوه-الاتجاه المشاكس-وسائل إعلامنا ويصيبها بمقتل ؟!
- أزمة البيجر والميجر والمجر والنيجر !!
- ذوو الهمم وإنجازات رفعت أعلام بلدانها خفاقة فوق القمم !
- الردود السيبرانية على تغريدات إيلون ماسك الصبيانية ....(2)
- إن العلة في رأسي من هول تكالب - الأعدقاء - على الكرسي!  
- أصحاب الشيبة بين متاعب فقدان المهنة وقسوة المحنة!
- لماذا يكره أتباع التلمود مصحفنا ومساجدنا رمز العزة والصمود ؟ ...
- الى البابا والدالاي لاما وبقية زعامات البشر ..إن الفضيلة في ...
- حيوانات وحشية وأليفة على خطوط التماس الخشنة والخفيفة!
- بعيدا عن اختبارات ماسك للاذكياء... معاناة “CV” متخم بالعطاء ...


المزيد.....




- مئات الضربات الجوية والبحرية الإسرائيلية تدمر غالبية قدرات س ...
- كواليس الضربات الإسرائيلية بسوريا وأسلحة الأسد المستهدفة.. م ...
- زاخاروفا: بعثتنا الدبلوماسية في سوريا تواصل عملها ونتمنى للش ...
- فرنسا تعلن إنهاء وجودها العسكري في تشاد
- البابا فرنسيس يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا
- الهند تستعد لإطلاق مهمة فضائية غير مأهولة قبل نهاية العام ال ...
- مقتل صحفية وأطفالها في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية بمدينة ...
- نتنياهو: نخوض حربا على 7 جبهات ونأمل ألا تفتح جبهات جديدة وس ...
- الخارجية الروسية: التصرفات الإسرائيلية في سوريا تؤدي إلى تفا ...
- -يديعوت أحرونوت-: الجيش السوري تم تدميره (صورة)


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - مقاطع يعلوها الشجن في عصر الكوارث والفتن !