|
ليلى وسيمبسون والجامعة العربية والطوفان!
احمد الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 19:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمر علينا اليوم الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر / 2023 حيث ارتكب العدو الصهيوني الغاشم بقيادة حكومة النتن ياهو اليمينية الفاشية المتطرفة خلالها مئات المجازر الوحشية،وعمليات الإبادة العرقية الجماعية علاوة على سياسة الإفقار والتعطيش والتجويع والترويع والتهجير المتعمد، وبحسب نادي الأسير الفلسطيني فقد تم خلال تلك الفترة اعتقال أكثر من 1000طفل فلسطيني و 450 امرأة بينهن طالبات وصحفيات توزعوا بين معتقلات عوفر ومجدو والدامون وهشارون ليعيشوا ظروفا غاية في الوحشية والقساوة . بدوره أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريرا بالمناسبة بعنوان " محو غزة " كشف خلاله عن أن أكثر من 42 ألفا قد استشهدوا في قطاع غزة مقابل 100 ألف جريح معظمهم من النساء والاطفال والشيوخ والمدنيين العزل ، فيما لايزال 8 الاف شخص على الأقل في عداد المفقودين تحت الأنقاض حتى الآن ولم يتم استخراجهم بعد ، في ذات الوقت الذي نزح فيه ما لا يقل عن مليوني شخص وبما يعادل 90% من سكان القطاع المحاصر ! وبحسب الامم المتحدة فإن ما يقرب من 577 مدرسة قد دمرت جزئيا أو كليا بالتزامن مع استشهاد 9217 طالبا وطالبة ،ونحو 397 معلما ومعلمة ، مقابل إصابة 14237 طالبا وطالبة و 2246 معلما ومعلمة ، مقابل حرمان 625 ألف تلميذ في سن الدراسة من عام دراسي كامل بحسب منظمة اليونيسف، بينما استشهد وللفترة ذاتها نحو 100أستاذ جامعي مشفوعا بتدمير العديد من الجامعات بحسب المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني ، ولم يكتف الصهاينة الفاشيون الأنجاس باستهداف المدارس الفارغة وإنما سدروا في غيهم،وأمعنوا في إجرامهم ليقصفوا بالقنابل الامريكية الثقيلة والذخائر المحرمة دوليا حتى المدارس التي تحولت الى مراكز لإيواء النازحين لتكشف لنا الأمم المتحدة – التي تجعجع وتجتمع وتصدر بيانات تلو أخرى لا يلتزم بتطبيقها الكيان بوجود السلاح والدعم اللامتناهي والفيتو الامريكي - في تقريرها الأخير بأن 66 % من مباني غزة قد تضررت بما في ذلك أكثر من 227 ألف وحدة سكنية ، زيادة على تدمير ما يقرب من 70 % من البنى التحتية المتمثلة بشبكات الكهرباء وقنوات الصرف الصحي ومحطات المياه الصالحة للشرب في عامة القطاع ما أسفر عن انتشار الأمراض المعوية والجلدية والمُعدية في ذات الوقت الذي دمر فيه العدوان الآثم 23 مستشفى من أصل 38 في غزة ما أسفر عن استشهاد 986 من العاملين في القطاع الصحي وتدمير 130 سيارة اسعاف ! حتى دور العبادة لم تسلم من جرائم الصهاينة فبحسب وزارة الاوقاف الفلسطينية فقد سوى العدوان (814 ) مسجداً بالأرض فيما ألحق اضرارا جسيمة بـ 148 مسجدا بل و قصف عددا من المساجد والمصليات أثناء اقامة الصلاة داخلها تماما كما حدث في مصلى مدرسة التابعين في غزة ، زيادة على تدمير ثلاث كنائس واستهداف 19 مقبرة عمد الكيان الغاصب الى نبش العديد منها واخراج الاف الجثامين ونقلها الى أماكن مجهولة لترسل العشرات منها ولاسيما جثامين الشباب حديثة الوفاة الى المشارح ومراكز استخراج وبيع الأعضاء البشرية التي يشتهر بها الكيان اللقيط لتدفن – بعد تفصيخها –في ما يعرف بـ مقابر الأرقام ! الحقيقة وفي خضم تلكم المأساة المفجعة التي سيخلدها التاريخ لم أجد وصفا يليق بالصمت المريب لآلاف المثقفين والمفكرين والأدباء والكتاب والإعلاميين العرب ممن لم يكتبوا حرفا واحدا ولم ينبسوا ببنت شفة طيلة 365 يوما من الحرب الفاشية على غزة والضفة الغربية ، فضلا على صمت جامعة الدول العربية المطبق على الحرب الدموية وما أعقبها من عدوان آثم على لبنان، برغم أن هذه الجامعة وهي مجرد حبر على ورق تضم 22 دولة،ربما لأنها قد تأسست رسميا عام 1945 بمقترح ودعوة كان قد أطلقها سياسي أجنبي وليس عربيا ألا وهو وزير الخارجية البريطاني الأسبق أنتونى إيدن ،عام 1941 بدعم من فرنسا لا حبا بالعرب قطعا ،وإنما لتفويت الفرصة على كل من دول المحور"ألمانيا وايطاليا" للتوغل والتغول داخل المنطقة العربية ... أقول لم أجد وصفا يليق بصمت جامعة الدول العربية العجيب والغريب في ظل ظروف انسانية كارثية معقدة ومتشابكة للغاية، وبكنف أحداث جسام مرعبة وغير تقليدية بالمرة كتلك التي يعيشها العالم عامة، والمنطقة العربية خاصة ، سوى المثل البغدادي الشهير"نايم يا شليف الصوف ...نايم والبعورة تحوف" فهذه الجامعة والتي وعلى ما يبدو باتت تجد صعوبة بالغة حتى في عقد قمة طارئة ولو شكليا ، ولو للشخير الجماعي ، ولو لتبادل الأحضان والقبلات ، ولو لالتقاط السيلفيات والصور ، ولو لأكل المشوي والمحشي على هامشها ، ولو لمناقشة آخر التطورات التي تهدد أمن وسلم المنطقة والعالم برمته، تصوروا بأن ايمانويل ماكرون ، زوج الشمطاء المعروف بمواقفه المعادية للعرب قد نطق أخيرا مطالبا بوقف مد الكيان بالسلاح، بينما الجامعة العربية لم تنبس ببنت شفة بعد ، وحقا ماقاله أبو المثل قديما " لو كان بالبومة خير ...ماعافها الصياد"! قبل سنين خلت كانت الصحف ووكالات الانباء تحاول اثارة الرأي العام العالمي بزعم توقع الاحداث الكبرى من قبل المنجم الفرنسي نوستراداموس في كتابه " النبوءات " كذلك الحال مع العرافة البلغارية العمياء "بابا فانغا" ، علما بأن الأولى أكذوبة صنعتها المخابرات الفرنسية المعروفة بـ دي آر أم أما الثانية فخدعة من صناعة المخابرات السوفيتية المعروف بـ الكي جي بي وبامتياز، أما اليوم وبعد أن ملت البشرية من الأكذوبتين وبعد أن أخفق ابو علي الشيباني بطلته الكالحة ومعلمه المجهول والذي لايفتأ يذكره في كل شاردة وواردة ، وعلى خلفية لعبه باللغة العربية فضلا على عقول المشاهدين " طوبة " فقد صار لزاما ومع كل حدث عالمي أو اقليمي كبير على خلفية معاناة الجماهير العربية من الإحباط العام والاكتئاب الشديد والغضب العارم والقلق المستبد والخوف من المستقبل، أن تنتشر على مواقع التواصل شائعة تفيد بأن هذا الحدث سبق وأن تنبأت به العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف، وذلك قلبل وقوع الحدث بشهور طويلة من خلال بوستاتها أو تغريداتها أو لقاءاتها التلفزيونية ليتبعها فورا مقطع مسلسل عائلة سيمبسون الكارتوني بزعم أن واحدة من حلقات هذا المسلسل الـ 500 المعروضة في 27 جزءا طيلة سنين منذ عام 1989 للرسام الاميركي مات غرينينغ ،بدورها قد تنبأت بالحادث وهكذا دواليك ولاسيما في الأربعة أعوام الماضية وتحديدا منذ ظهور وباء كورونا، ولكن وبنظرة فاحصة ومتأنية لإماطة اللثام عن الحقيقة الغائبة والمغيبة في آن سرعان ما تكتشف بأن لا ليلى عبد اللطيف ولا مسلسل سيمبسون قد تناولا تلكم الحادثة لا من بعيد ولا من قريب بقدر ما هي جملة من التوقعات المعتادة المبنية إما على تشابه أحداث ووقائع تارة ، وإما على استقراء الماضي و استجلاء الحاضر واستشرف المستقبل تارة أخرى وتقديمها كمادة دسمة مطبوخة ومسلفنة وجاهزة الى البوق المسمى " ليلى" من قبل أجهزة المخابرات التي تتعامل معها لتذيعها وتنشرها وتسوقها بين الناس على أنها تنجيم وتنبؤات وما هي في حقيقتها سوى توقعات ومعلومات أو استشرافات وبما يشبه ملخصات معاهد الدراسات الستراتيجية وتوصياتها في ختام مؤتمراتها واجتمعاتها ومعلوم بأن هذه المعاهد لا تتنبأ وإنما تتوقع وتستشرف وشتان ما بين تنبؤ واستشراف ، وإما على سيناريوهات سبق وأن طرحها كتاب أفلام الخيال العلمي والأفلام البوليسية والرعب والأكشن والمخابرات والجواسيس وأشهرها قصة العميل 007 المعروف بجيمس بوند ،علاوة على الخيال الخصب لمعد وكاتب حلقات أفلام كارتون سيمبسون وهو شخص معروف بماسونيته وبأنه أحد الاعضاء البارزين في ما يسمى بمنظمة "البنائين الاحرار" ليتلقفها الساسة من بعده فيقتبسوا ما يناسبهم من حلقاتها تماما كما فعل الجم ..هوري ترامب ، ومن ثم منافسته الدم ..قراطية أم ضحكة هستيرية جنان كامالا هاريس ، وقد ارتدت خلال مناظرتها الأولى والاخيرة مع ترامب نفس الفستان البنفسجي وذات القرط اللؤلؤي والذي سبق وأن ظهر في واحدة من حلقات المسلسل السالفة لتدويخ جمجمة الناخبين والمهتمين ولكن من دون - جق اصبعتين للصبح ، ولا شرب حليب سباع - وليطبل غيرهم من الساسة والفنانين والمشاهير لحلقاته طويلا أو يحولونها الى وقائع معاشة بعد انتقاء ما يناسبهم من حلقاته طمعا بمزيد من الاثارة والاعجاب بعد أن كانت مجرد أوهام وخيالات خصبة لكاتب أفلام كارتون فقط لاغير ! وختاما على جامعة الدول العربية أن تتحرك فورا وقبل فوات الأوان،وعلى الكتاب والمثقفين والإعلاميين والأكاديميين والأدباء والفنانين العرب نظم القصائد وكتابة المقالات والأعمدة الصحفية والقصص القصيرة والروايات والمسرحيات والمسلسلات والمدونات واصدار الكتب والمؤلفات وانتاج البرامج الدرامية واعداد التقارير الوثائقية وتلحين وأداء الاناشيد الوطنية لفضح الكيان الصهيوني وجرائمه النكراء الغاشمة ، وعلى الجميع الكف عن التسويق والترويح لأكاذيب البوق المخابراتي المزعج والمشبوه جدا ليلى عبد اللطيف،كذلك للكارتون الأسخف"عائلة سيمبسون" وكفاكم تسطيحا لمآسينا ، ورقصا على جراحاتنا ولاتكونوا كبني صهيون وأميركا صفا واحدا وعونا علينا .أودعناكم أغاتي
#احمد_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لابد من تأديب الكيان البعبعي وإذلال حكومة النتن وأفيخاي أدرع
...
-
كي لايشوه-الاتجاه المشاكس-وسائل إعلامنا ويصيبها بمقتل ؟!
-
أزمة البيجر والميجر والمجر والنيجر !!
-
ذوو الهمم وإنجازات رفعت أعلام بلدانها خفاقة فوق القمم !
-
الردود السيبرانية على تغريدات إيلون ماسك الصبيانية ....(2)
-
إن العلة في رأسي من هول تكالب - الأعدقاء - على الكرسي!
-
أصحاب الشيبة بين متاعب فقدان المهنة وقسوة المحنة!
-
لماذا يكره أتباع التلمود مصحفنا ومساجدنا رمز العزة والصمود ؟
...
-
الى البابا والدالاي لاما وبقية زعامات البشر ..إن الفضيلة في
...
-
حيوانات وحشية وأليفة على خطوط التماس الخشنة والخفيفة!
-
بعيدا عن اختبارات ماسك للاذكياء... معاناة “CV” متخم بالعطاء
...
-
دردشة سيبرانية حول تصريحات وتغريدات-إيلون ماسك-الصبيانية ! .
...
-
مناظرة شعوب العالم الثالث لقادة منظومة الشر اللاهث !
-
الى أدرعي وكوهين وشلة الحاخامات الحاقدين !
-
مجزرة -مدرسة التابعين- إدانة لكل المنبطحين والمطبعين !
-
بقايا سياسي عتيق على أطلال واقعنا المأساوي الغريق !!
-
وداعا حبيبنا -أسيد -الخديج وليعش أطفالنا الخدج من المحيط الى
...
-
بانوراما إبليس إنطلاقا من حفل افتتاح أولمبياد باريس !
-
الى المحللين غير الموضوعيين والناشطين المتحيزين !
-
لماذا يعاني رؤساء أميركا وجنودها من الشبقية والجنون ؟!
المزيد.....
-
منطقة بيئية فاخرة بُنيت في البحر..زادت مساحة موناكو بنسبة 3%
...
-
هذه الساعة نُحتت من نيزك ضرب الأرض قبل مليون عام..ما أبرز تف
...
-
سوريا.. آخر تطورات العمليات العسكرية للمعارضة المسلحة في ريف
...
-
أردوغان يكشف عن الهدف المقبل للمعارضة السورية بعد حماة وإدلب
...
-
-نتائج غير متوقعة من الحرب على الإرهاب-- نيويورك تايمز
-
-انطفاء إشارة المرور!- ـ -كلمة العام 2024- في ألمانيا!
-
إسرائيل: قصفنا طرق تهريب أسلحة لحزب الله بين لبنان وسوريا
-
الرئيس الأوكراني السابق يدعو لوقف إرسال جنود بلاده إلى المذا
...
-
إطلاق مضادات جوية في أجواء ريف دمشق الغربي بسبب الاشتباه بتح
...
-
روسيا تصدر بيانا لرعاياها الراغبين بمغادرة سوريا
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|