|
المقاومة الإعجازية في قطاع غزة في صعود بعد استشهاد قائد الطوفان - السنوار- في مواجهة خطة الجنرالات
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 23:36
المحور:
القضية الفلسطينية
بقلم : عليان عليان بحت أصوات حرائر فلسطين وشيوخها ، بح صوت الأطباء في مستشفيات القطاع ، وصوت المتحدث باسم الحكومة في قطاع غزة ،وهو يناشد الأمة العربية والنظام العربي الرسمي وأمة المليار مسلم وزعمائها ، والمجتمع الدولي ، لأن يتدخلوا لوضع حد لأبشع إبادة جماعية في التاريخين القديم والحديث ، دون أدنى استجابة لعمل أي شيء لوقف الإبادة الجماعية في القطاع ، حيث وضعوا في أذانهم اليمنى كميات من طين ، وفي الأخرى كميات من الاسفلت الأسود . نعم صمت النظام العربي الرسمي والإسلاموي والدولي صمت القبور ، ولم يحرك ساكنا خاصةً بعد أن تفتق ذهن العدو وقادته الفاشيون، عن خطة جديدة في الإبادة الجماعية تحمل اسم "خطة الجنرالات" التي تحول بشكل نهائي دون وصول أية إمدادات غذائية أو طبية وتحول دون عمليات الإسعاف والإنقاذ ، وتمارس أبشع عمليات القصف التدميري للمجمعات السكنية وللمستشفيات ،وقتل المئات بشكل يومي في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا ،وبقية أرجاء قطاع غزة بهدف تهجير أبناء شعبنا. بحت أصوات شعبنا ولا من مجيب ، وكيف لأبناء الأمة أن يستجيبوا لنداءات القطاع الأشم وقادة بلدانهم غارقون في مستنقع الخيانة أو التواطؤ أو الخذلان ، وينتظرون منذ السابع من أكتوبر 2023 ، أن يجهز جيش الاحتلال على فصائل المقاومة وعلى ظاهرة المقاومة غير المسبوقة في التاريخ العربي المعاصر ، حين عبر زعماء بعض الدول العربية عن هذا الموقف في لقاءات أبو ظبي، وفي لقاء رؤساء أركان بعض الدول العربية في البحرين بحضور رئيس أركان جيش الاحتلال هاريتس هاليفي ، لبحث سبل إجهاض المقاومة تحت مبرر أن انتصار المقاومة وكتائب القسام ، يشكل خطراً على الأمن القومي لبلدانهم – عفواُ الأمن الخاص بأنظمتهم- لقد قدمت محافظة الشمال " مخيم جباليا -جباليا البلد – بيت لاهيا – بيت حانون" منذ حوالي شهر حوالي 1000 شهيد معظمهم من النساء والأطفال ، ولا تزال بقية مخيمات وبلدات ومدن الوسط والجنوب تحت القصف اليومي، يرتقي جراءه يوميا عشرات الشهداء ، وما يطبق في جباليا سيطبق غداً في كل أرجاء القطاع ، كل ذلك في محاولة بائسة ويائسة من قبل العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية ، لاستثمار مرحلة ما بعد استشهاد قائد معركة الطوفان باتجاه تنفيذ خططها المزعومة في اليوم التالي .
رهانات العدو الصهيوني يراهن العدو على عدة عوامل لإخضاع المقاومة من ضمنها: أولاً : أن استشهاد السنوار سيفت في عضد المقاومة ، وسيفتح الباب واسعاً في المفاوضات المقبلة بشأن صفقة تبادل الأسرى ، وهذا ما عبر عنه كل من الرئيس الأمريكي " جو بايدن" ونائبته مرشح الرئاسة " كمالا هاريس" ووزير الخارجية الأمريكي " توني بلينكين" الذي يجول ي المنطقة، معلناً أن رحيل السنوار أزال العقبة الكأداء أمام إبرام صفقة التبادل متجاهلاً حقيقة أن نتنياهو هو العقبة الوحيدة أمام إبرام الصفقة ،وذلك باعتراف المفاوض الصهيوني والمستوى الأمني الإسرائيلي. وفات العدو الصهيوني وأركان الإدارة الأمريكية ،أن يدركوا حقيقة أن مرحلة ما بعد السنوار ، هي امتداد جدلي صلب لمرحلة الشهيد القائد السنوار ، وأن المقاومة الفلسطينية طورت من عملياتها العسكرية بشكل كمي ونوعي في جباليا وبيت لاهيا وبقية أرجاء القطاع بعد استشهاد السنوار ، حيث بات العدو يخسر أعداد كبيرة من جنوده ومن كبار الرتب العسكرية في قوات لاحتلال ، ناهيك عن الخسائر الكبيرة في الآليات والمعدات ، ما يعني أن استشهاد القائد منح المقاومة قوة الحافز لمواصلة القتال وفاء لروحه وفداءً للوطن. ثانياً : يراهن العدو على خسارة المقاومة لحاضنتها الجماهيرية جراء ، التطور النوعي في جرائم الإبادة الجماعية بعد البدء في تنفيذ خطة الجنرالات في شمال غزة ، لكن هذه الجرائم لم تضرب الالتفاف الجماهيري حول المقاومة، رغم الكم الهائل من الشهداء والجرحى ، ناهيك أن الجماهير التي يجري تهجيرها قسراً من جباليا باتجاه الجنوب ، تتحدى العدو وتهاجر من الشمال إلى مناطق أخرى في الشمال وإلى مدينة غزة ، في تحد لخطة العدو بشأن تفريغ الشمال وتحويلة إلى منطقة أمنية واستيطانية. ثالثا: لكن الرهان الأكبر يكمن في النظام العربي الرسمي وجامعته العربية ، الذي صمت ولا يزال يصمت القبور على أكبر حرب إبادة جماعية ، وهذا الصمت مرده أن معظم مفاصل هذا النظام مشارك في الحرب على غزة وفي الإبادة الجماعية ، من خلال تزويد العدو بكل ما يلزم سياسياً واقتصادياً وكذلك عسكريا في حرب الإبادة ، من خلال القواعد العسكرية في أكثر من دولة عربية ، وفي الذاكرة كيف عقد هذا النظام مؤتمرين " قمة عربية وقمة عربية إسلامية" لم يصدر عنهما موقف جذري للجم العدوان ، ورفضا استخدام أي ورقة للضغط على الكيان الصهيوني ، لوقف العدوان على قطا غزة مثل ورقة المعاهدات الموقعة معه ، واكتفيا بالدعوة إلى إيصال المساعدات لقطاع غزة دون تحديد الآليات . ونذكر هنا أن منسق عملية " السلام " بين القيادة المتنفذة في منظمة الحرير الفلسطينية " "ينيس روس" ، في تسعينات القرن الماضي ، كتب مقالاً في صحيفة نيو يورك غداة السابع من أكتوبر 2023 تايمز ، أكد فيه أن خمسة من الحكام العرب ، ناشدوا الإدارة الأمريكية بأن تسارع في القضاء على حركة حماس في قطاع غزة . ونلفت الانتباه هنا إلى كتاب ( الحرب ) للصحفي الاستقصائي الأمريكي الأشهر في الغرب بوب ودورد Bob Woodward ) ) الذي وثق فيه لقاء وزير الخارجية الأمريكي " توني بلينكن" مع عدد من الحكام العرب غداة السابع من أكتوبر ، الذين طالبوا بالنص الصريح على ضرورة أن تهزم ( إسرائيل) حماس وتقضي عليها ، مشيرين إلى أنه لا يمكنهم الإعلان عن موقفهم صراحةً أمام شعوبهم . رابعاً : عدم قدرة المجتمع الدولي على اتخاذ مواقف وإجراءات عملية لوقف جرائم الإبادة الجماعية سواء عبر مجلس الأمن جراء الفيتو الأمريكي ، أو سواء عبر محكمة العدل الدوية أو محكمة الجنايات الدولية. خامساً : أن الدول الكبرى مثل روسيا والصين تكتفي بمحاولاتها المتكررة في مجلس الأمن بطرح مشاريع قرارات لوقف العدوان على قطاع غزة ، لكنها لم تقم بأي جهد ميداني على نحو اتخاذ إجراءات عقابية بحق الكيان الصهيوني، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو الاقتصادي ، ناهيك أننا لم نلحظ أي تحرك دبلوماسي روسي أو صيني في المنطقة في مواجهة الدعم العسكري الأمريكي والغربي والدبلوماسي للكيان الصهيوني. نحو إفشال رهانات العدو في ضوء ما تقدم فإن العدو يراهن على تواطؤ معظم أطراف النظام العربي الرسمي ، وعلى ضعف وتقصير العامل الدولي ، للاستمرار في حرب الإبادة الجماعية لتحقيق أهدافه السياسية في التهجير والسيطرة الأمنية على غزة ، لكن هذا الرهان غير قابل للتحقق في ضوء ما يلي: 1-صلابة المقاومة الإعجازية والأسطورية وغير المسبوقة ، في تاريخ حركات التحرر الوطني التي أدمت الاحتلال ورفعت منسوب خسائره البشرية ، وحققت هزيمة عسكرية له في الميدان ، إضافة إلى تمكنها من إفشال أهدافه من الحرب ،ممثلةً بالقضاء على حركة حماس وفصائل المقاومة ، بالاستناد إلى الحاضنة الجماهيرية، رغم ما ألم بها من تدمير ومجاعة وإبادة جماعية واستشهاد وإصابة ما يزيد عن 150 ألف فلسطيني في غضون عام من الصمود الأسطوري . 3- انتقال أطراف محور المقاومة من وضعية الإسناد، إلى وضعية المشاركة الفعلية في المعركة، ولعل غرق قوات الاحتلال في مستنقع لبنان، جراء لجوء حزب الله إلى دك عمق الكيان بشكل يومي بمئات الصواريخ ، وجراء الفشل الذريع للعدوان البري على جنوب لبنان وعدم تمكن خمس فرق للعدو الصهيوني ، من السيطرة على بلدة واحدة من البلدات المتاخمة للسياج الفاصل مع فلسطين ، والخسائر الفادحة في صفوف العدو ، ما سيجبر العدو على وقف حملته البرية ، والبحث عن حل سياسي عبر مفاوضات غير مباشرة. وفي التقدير الموضوعي أن حزب الله الذي خاض حرب الإسناد على مدى عام كامل دعماً لقطاع غزة واشترط وقف عملياته بوقف العدوان على غزة ، سيربط مجدداً أي وقف لعملياته العسكرية بوقف العدوان على قطاع غزة ، لا سيما وأن يده في الحرب الحالية هي العليا ويد الكيان الصهيوني هي السفلى ، بعد أن باتت منطقة " تل أبيب" وكل مستوطنات الجليل وكافة مدن الشمال ( حيفا وعكا ونهاريا وطبريا وصفد ) بما تتضمنه من منشآت عسكرية واقتصادية تحت رحمة صواريخه النقطية الباليستية. انتهى
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الذكرى الأولى لملحمة (7)أكتوبر :الخط البياني للمقاومة في
...
-
تكامل الفعل المقاوم لأطراف محور المقاومة والدور المحوري لحزب
...
-
العدوان البري الصهيوني يواجه فشلاً أولياً جراء الضربات الصار
...
-
الهجوم المعاكس لحزب الله في عمق الكيان الصهيوني يفشل استهداف
...
-
الهجمات الأمنية الإسرائيلية غير المسبوقة على حزب الله وحاضنت
...
-
عملية معبر الكرامة تعبير عن نبض الشعب الأردني في دعم المقاوم
...
-
المقاومة الفلسطينية في الضفة تتفوق على نفسها وتفشل استهدافات
...
-
الإدارة المدنية الصهيونية تعود لحكم الضفة بعد تكثيف عمليات ا
...
-
الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في ورطة استراتيجية بعد اغ
...
-
العدو الصهيوني أخطأ الحساب بقصفه ميناء الحديدة واليمن بات طر
...
-
في الذكرى أل (52 ) لاستشهاده: غسان كنفاني كان مثقفاً عضوياً
...
-
مراجعة تاريخية للدور الأمريكي المركزي في حرب حزيران 1967
-
مشروع صفقة التبادل الصهيو – أميركي : كمين فاشل نصبه بايدن لل
...
-
المقاومة تدشن محطة الطوفان الثالثة غداة دخول قوات الاحتلال م
...
-
في الذكرى أل (76) للنكبة : طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير فلسط
...
-
مأزق قوات الاحتلال في -رفح- ونتنياهو يفقد ورقته الأخيرة
-
المفاوض الفلسطيني يفرض شروط المقاومة على صفقة الوسيطين المصر
...
-
ثورة الطلاب في الجامعات الأمريكية تنسف السردية الصهيونية وتج
...
-
معركة طوفان الأقصى تنقل قضية تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين م
...
-
في خطوة تكتيكية بأبعاد استراتيجية : إيران تقصف عمق الكيان ال
...
المزيد.....
-
أسماء الأسد.. ما حقيقة فيديو مقابلتها بعد -الهرب من سوريا-؟
...
-
ثلاثة أسباب رئيسية ساعدت المعارضة المسلحة على الإطاحة بالأسد
...
-
ماذا نعرف عن محمد البشير -مهندس- المرحلة الانتقالية في سوريا
...
-
هل يتكرر سيناريو الفوضى في سوريا؟
-
نتنياهو: نريد علاقات سليمة مع النظام الجديد في سوريا
-
رجال الإطفاء في روما يكرّمون العذراء مريم في عيد -الحبل بلا
...
-
بشار الأسد: كيف تناول الإعلام المصري سقوط حكمه؟
-
البشير يشكل أول حكومة سورية بعد الأسد، وإسرائيل تتوعد المعار
...
-
ماذا نعرف عن محمد البشير رئيس الحكومة المكلّف من قبل هيئة تح
...
-
بين التأييد والرفض.. مظاهرات حاشدة في تل أبيب أثناء شهادة نت
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|