أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي أحمد تولي - أسطورة الكاكي .. وشعب بلا بواكي














المزيد.....

أسطورة الكاكي .. وشعب بلا بواكي


علي أحمد تولي

الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 09:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يتضاءلُ الوجودُ العسكريُّ وتضيقُ جغرافيا السودانِ المَحمِيِّ بالكاكي الأخضر.. وما زالَ الشعبُ يفركُ عيونَهُ ليَنفِي الواقعَ والحقيقةَ المُرَّةَ ليكذبها غصبًا عن أبوها.. لِيهيمَ في ملكوتِ العِشقِ الوطنيِّ وأسطورة الجيش الموصوف بالتضحيات والفداء والبطولات.. هوَ ذات الشعب الذي يغضُ الطرفَ عن هذا الجيش الذي خُصِّصَتْ له 80% من ميزانية الدولة.. صاحبُ أجملَ أبراجٍ عسكرية في الأرض.. تحمل مسميات قياداته البرية والبحرية والجوية..الخ.. تقبع في حمى أحياء العاصمة التي تمثل لها دروعًا وحزامًا بشريًا واقيًا لها.. هو ذات الجيش الذي انتزعوا منه العديد من خيرة ضباطه في الإحالة للصالح العام المأزوم المزعوم.. ممن لم يُدَجَّنُوا ويضحوا كوادرَ من الإخوان المتأسلمين المسيلميين من بني سلول وبيي ساسان.. ذات الجيش الذي يتسابق ضباطه وأفراده في التهافتِ على الارتزاقِ حين فتحتْ أبوابَهُ الإماراتُ والسعودية.. ذات الجيش الذي افتقدَ كلَّ مواقعه داخل العاصمة وحولها؛ بل؛ ومواقع عديدة من معظم الولايات الـ 18 ولاية التي لم يبق له موطئ قدم منها إلا على خمس ولايات.. إنه ذات الجيش اللايفاتي المكبراتي بمطبلاتيته المتبطِّلين الذي خرست أصوات معظمهم وخبت جذوة وحماس البقية التي أضحت في حشاشاتها ورمقها الأخير.. وما يؤلمنا أكثر من حاله التي آل إليها.. والهوان الذي ران على وجوه من بَقِيَ من قادتِهِ.. وفقدان استقلالية قراراته وهيبته الفعلية.. حيث تربى القادة الحاليين على الوصاية الكيزانية المخبوءة بالدسائس.. الموبوءة بالمكايد والأحقاد والضغائن ..على من؟! على أبناء الوطن.. بأسباب يشوبُها الطيش وتكتنفها الجهالة الجهلاء.. فمنها الأسباب العرقية.. والجهوية.. والطائفية…الخ.. فهكذا كان ديدنهم ولم يزل هو ذر الرماد في العيون.. إلى أن (كال الرماد حماد)...حتى عادت وصايات الكيزان بتسليح الأهالي تجري يميناً وشمالاً على لسان البرهان- ما أن يجد إلى محافل الموت التي لم يعد غيرها ما يجمع الناس- في الوعد بتسليح الأهالي.. وتحضرني الإشارة الذكية للأستاذ الصحافي محمد لطيف.. في تعليقه على مقولات البرهان بأن الجيش سيسلح الأهالي كأن الجيش فقط مستودعًا لإمداد الأهالي فقط وليست له أهلية حمايتهم.. وأنه لم يحدث أن ذكر عدوه حميدتي أو آل دقلو… الأعداء إلى بقوله (الجماعة دي).. انتهى…
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.. فبقدر ما جعل الكيزان من هذه الحرب ذريعةً وَجُنَّةً تقِيهِمْ طائلة عقوبات ما اقترفوه من جرائم في حقِّ هذا الشعب فهم مازالوا يستخدمون ذات المكر والدهاء بأن جعلوا هذه الحرب تطول وتطول وتطول.. ولا لضابط من الشرفاء في الجيش يستطيع أن يخرج من دائرة الرغبات الكيزانية بأن ينهي حالة الحرب انتصارًا أو سلمًا..إلى ومصيره إلى زوال وهناك الكثيرون الذين ثووا.. بمكيدة أو تدبير خبيث بينهم.. وما مقتل الضابط أحمد شاع الدين إلا مثالًا لما قلنا.. فهو قد هاجم العدو بكل تضحية وفداء وإخلاص وتجرد ووطنية بضمير وعزيمة لا تلين.. وما مقتله إلا لأنه لم يجد تشهيلا ولا مددا حقيقيا.. ولم ينتظر قراراً وأمراً يوجب الدفاع عن تمبول وعن شرق الجزيرة.. فذهب إلى رحاب رضوان ربه ورضاه سائلين الله العلي القدير أن يرزقه الفردوس الأعلى وسصبر أهله وذويه.. ولم يحرك البرهان في حقه إلا الكلام الفطير في سرادق العزاء أمام أهلنا البسطاء.. يا سبحان الله.. والآن كل قرى ومدن شرق الجزيرة يتجهون إلى ولايات سلطة الأمر الواقع.. القضارف وكسلا والبحر الأحمر ونهر النيل والشمالية المتبقية والموعودة باقتحام الجنجويد الأوباش.. وعلى عينك يا متهاون.. شرق الجزيرة أضحت نهبًا وغنائمَ.. والقادة يحومون في أضيق من نطاق حظيرة خنزير.. تكتنفهم قيود الوصاية الكيزانية.. ذات الكيزان الذين فصلوا الجنوب.. يريدون العودة البريئة فاقدة البراءة عبر مسمى البراء ومسمى حرب الكرامة فاقدة الكرامة..



#علي_أحمد_تولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحربُ كَرْبٌ ضَجَّ فِينَا وَاسْتَحَرّْ
- قصيدة/ الحَمْقَى وَأَرْبَابُ الْخَطَلْ شعر/ علي تولي


المزيد.....




- -الصوت اليهودي من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط-.. منظمة ألم ...
- تفاصيل الجلسة المغلقة لمجلس الشورى الاسلامي بحضور اللواء سلا ...
- حميدو الولد الشقي.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ...
- من بينهم باسم يوسف وإليسا وفضل شاكر.. هكذا علّق نجوم عرب على ...
- أردوغان بعد سقوط نظام بشار الأسد: نقف إلى جانب السوريين بكل ...
- اسلامي: إيران تحظى بقدرات متكاملة في صناعة الطاقة النووية
- ما هو موقف حركتي الجهاد الاسلامي وحماس من تطورات سوريا؟
- القيادة العامة للفصائل السورية تعلن القبض على أشخاص ينشرون ا ...
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الان على القمر الصناعي وفرجي أطفالك ...
- سلاف فواخرجي: -لن أتنكر لما كنت عليه سابقا- وأتمنى -سوريا ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي أحمد تولي - أسطورة الكاكي .. وشعب بلا بواكي