في مسارات الحرب- أهدافها وأدواتها. الجزء الثاني.

نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8132 - 2024 / 10 / 16 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الجزء الثاني،
في مسارات الحرب- أهدافها وأدواتها.
أوّلا ،
رغم إدراكه لطبيعة الحرب الاستراتيجية المصيرية، يؤكّد حزب الله على الطابع التكتيكي في رؤيته لأهداف مسارات الحرب وأدواتها :
١ في مرحلتها الأولى ( ٨ أكتوبر ٢٠٢٣ ٢٣ سبتمبر، ٢٠٢٤)،عندما يُطلق ما أسماه "معركة إسناد"، ويحدد هدفها " بإشغال العدو واستنزافه من أجل تخفيف الضغط عن حماس ومساعدتها في الانتصار ، وكمعركة دفاعية استباقية من أجل منع إسرائيل من مهاجمة لبنان !"
" نحن أعلنا جبهة المساندة من لبنان تحقيقاً لهدفين. الأول المساعدة في المواجهة للتخفيف عن غزة ومساعدتها في الانتصار في هذه المعركة. والهدف الثاني المضمر الدفاع عن لبنان وشعبه. …". (١).
٢ وفي مرحلتها الثانية التي بدأت بهجوم البيجر٢٣ سبتمبر، يؤكّد حزب الله على استمرار الطابع التكتيكي في رؤيته لمسارات الحرب ويحدد سقف هدفها السياسي بالوصول إلى وقف إطلاق النار، ويحصر أهداف معارك مواجهة الحرب الإسرائيلية الشاملة بتعميق مأزق إسرائيل وتكبيد جيشها المهاجم خسائر كبيرة، علّها ، كما كانت تفعل في حروب سابقة ، تُجبر القيادة السياسية على قبول وقف إطلاق النار :
"نحن نؤيد الحراك السياسي الذي يقوم به الرئيس بري، بعنوانه الأساس، وهو وقف إطلاق النار. وعلى كل حال، بعد أن يترسخ موضوع وقف إطلاق النار وتستطيع الدبلوماسية أن تصل اليه، كل التفاصيل الأخرى تُناقَش وتُتخذ فيها القرارات بالتعاون. لا تستعجلوا على تفاصيل، والمبدأ لم ينته بعد. وقبل وقف إطلاق النار، أي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا. " .
"نحن نريد أن يحصل الالتحام مع العدو الإسرائيلي، سواء في الحافة الأمامية أو بعد ذلك. تبين أنه حتى في الحافة الأمامية هو لمدة أسبوع لم يستطع أن يفعل شيئا. على كل حال، بالالتحام سنثبت في الميدان أنّ الجيش الإسرائيلي سيتكبد الخسائر الكبيرة. لعل هذه الخسائر تكون هي المقدمة لإنهاء الحرب"، التي يأمل أن يحصل عبر جهود الأطراف الدولية- الفرانكو- أمريكية، التي تسعى لفرض وقف إطلاق نار.(٢).
ثانيا ،
في مسارات الحرب الإسرائيلية ، تطفو على السطح أهداف تكتكية، ترتبط بإضعاف قدرات الحزب الصاروخية على تهديد أمن المستوطنين وفي وضع معادلة ردع فعّالة . قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في تصريحات الإثنين ٢٣ سبتمبر أنّ الجيش الإسرائيلي يعمل على "تغيير ميزان القوى في الشمال" من خلال إزالة صواريخ حزب الله "…
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنّ "تل أبيب" أبلغت واشنطن بخطط قريبة لتنفيذ عملية برية محدودة النطاق في الأراضي اللبنانية،كما أشارت صحيفة "جيرزواليم بوست" العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي يتجه بشكل متسارع نحو اجتياح بري لمناطق جنوب لبنان، لافتة إلى أن التحضيرات تسير بشكل أسرع مما كان متوقعا. ووفقا للتقارير، ستركّز العملية على إزالة البنية التحتية لحزب الله على الحدود وإبعاده إلى ما وراء نهر الليطاني .
يقول الجيش الإسرائيلي أنّ هدف العملية البرية في لبنان تقتصر على" تطهير المنطقة القريبة مباشرة من الحدود من البنية التحتية لحزب الله"، بما يُعيد ترسيخ قوة الردع " ويضمن عدم تكرار ما حصل في هجوم طوفان الأقصى على الجبهة الشمالية، والسماح بعودة نحو 100 ألف إسرائيلي كانوا قد فروا من البلدات والمزارع التعاونية (الكيبوتسات) الواقعة على الجانب الآخر من الحدود في أعقاب هجوم حماس العام الماضي.

(١)-

تكشف أخبار "عين التينة" عن تزايد مشاعر القلق والتشاؤم عند الرئيس نبيه برّى نتيجة لما يبدو من عجز جهود واشنطن عن تحقيق نتائج عملية، والخشية من استمرار وتصاعد الهجمات العدوانية الإسرائيلية. في نفس الإطار ، وعلى الصعيد الداخلي، قد يُفهم من هذا التصريح استمرار "فيتو" الحزب على انتخاب رئيس جديد، قبل وقف إطلاق النار، بما يؤكّد حالة القرصنة التي يتعرّض لها النظام السياسي اللبناني، كما يؤشّر في السياق العام للخطاب إلى فكّ الارتباط مع " غزة "- وهي أبرز عواقب الهجوم البرّي السياسية !!

(٢)-

تقدّم هذه القراءة التي نشرها موقع abcNEWS في ١٥ ١٠ تكثيفا لقراءة قيادة الحزب حول طبيعة الحرب :

" يحاول العد__وان الإسر__ائيلي والأميرك__ي اليوم إدخال تعديلات في القرار(١٧٠١)عبر فرض آليات تنفيذ توفّر الأمن لإسرائيل وتضيّق على المقاومة وتضعف قدرة حز__ب الله على الدفاع والردع والرد، فضلاً عن تداعياتها السياسية التي يمكن أن تهزّ الاستقرار في لبنان(!). لذلك، فإن الطريق الوحيد على ما يبدو لتبديد هذه الأوهام هو أن يلمس العد__و أولاً أن قدرات حزب الله لم تتراجع بشكل جوهري، وثانياً أن يدرك العدو أن إصراره على مثل هذه السقوف سيحوّل وسط إسرائيل وتل أبيب الكبرى إلى ساحة استهداف شبه يومي. عندها ستصبح واشنطن وتل أبيب أكثر واقعية في قراءة الوقائع والتسليم بها وإن متأخّرة( القبول بوقف إطلاق النار). باختصار، نحن مقبلون على منسوب من التصعيد ما لم يسبق أن واجهته إسرائيل في تاريخها."

#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات