أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - فضل الأكتئاب على الفنون والآداب !














المزيد.....

فضل الأكتئاب على الفنون والآداب !


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


فضل الأكتئاب على الفنون و الأداب!

د. قاسم حسين صالح

تنويه: هذا الموضوع يتضمن رسالة تخص أدباء وفناني العراق .
*
الأدب هو انعكاس للمشاعر الإنسانية المختلفة التي تعبر عن مواقف الحياة بما تزخر به من أحداث وصراعات وخبرات سارة، وأخرى أليمة.. وإحدى أهم هذه الخبرات وأعمقها أثراً في النفوس هي حالة الأكتئاب التي تنتاب الإنسان من بدء الخليقة وحتى يومنا هذا..
الاكتئاب في تراث القدماء:
إذا تتبعنا الفكر الإنساني منذ أقدم العصور نجد الاكتئاب يشيع في ثناياه حتى ليخيل إلى المرء انّ الكآبة واليأس ترتبط بالإنسان منذ يولد وحتى يستقر في قبره. ففي ما وصل إلينا من التراث الحضاري لمصر القديمة نجد أنّ أساطيرهم تعبر عن مآس متنوعة. فقصة الصراع بين الخير والشر التي ترمز لها أسطورة "إيزيس وأوزوريس"، وارتباط نهر النيل بالدموع المنهمرة، أرست منذ ذلك الحين طبائع اكتئابية راسخة لا تزال قائمة في مصر حتى يومنا هذا حيث يشترك الشعب بأكمله في تقاليد عميقة للأحزان، بينما لا يوجد للأفراح لدينا عادات بنفس العمق والاتساع.
وفي بلاد ما بين النهرين،عراقنا، يشير أقدم لوح كتابي إلى أن ملحمة جلجامش شهدت أول إشارة إلى الحزن من خلال رؤية جلجامش لجسد صديقه إنكيدو الذي مات بصورة محزنة، فيقول له "الآن، أي نوم هذا الذي غلبك واستولى عليك؟"، وطوال سبعة أيام يظل ينتف شعره ويمزّق ملابسه هائما على وجهه خارج أسوار مدينة أوروك السومرية.
الاكتئاب في آداب الغرب:
في مسرحية (هاملت) الخالدة ، جسّد "شكسبير" الأكتئاب في شخصية " هاملت" وكيف يصف يأسه من كل العالم، وكيف فقد الاستمتاع بكلّ متع ومباهج الحياة
وارتبط الاكتئاب بالمثالية لدى العديد من الأدباء والكتاب، ومنهم "شوبنهاور" الألماني الذي حدثت في وقته واقعة الانتحار الجماعي في ألمانيا. ويذكر لنا التأريخ انّ العديد من العظماء والمبدعين في الفن والأدب والسياسة قد اتصفوا بما يشبه الاكتئاب النفسي الذي كان يبدو عليهم في أحوال من التطرف تصل إلى الجنون أحياناً، من هؤلاء "ابن الرومي" الشاعر العربي المعروف الذي اشتهر بالتشاؤم وتوقع النحس، وشاعر فرنسا "بودلير" الذي كانت تنتابه الكآبة باستمرار.
وفي السياسة هناك "تشرشل" رئيس وزراء بريطانيا أبان الحرب العظمى الأخيرة حيث كان يعاني من الاكتئاب في أواخر أيامه وكان يتوهم عند وفاته انّه مطارد من كلب أسود. و"فان جوخ" الذي كانت تنتابه حالة اضطراب نفسي شديد اوصلته الى ان يقطع أذنه اليسرى ليهديها إلى امرأة، وحملت احدى أشهر لوحاته عنوان "المكتئب"! ، التي تشكل مع لوحة (الصرخة) للفنان النرويجي (إدفارت مونك) اكثر اللوحات الفنية شهرة في تجسيد الأكتئاب.
اما في الشعر العربي فان الأكتئاب فيه.تحول في خيال الشاعر إلى تجربة شعورية توحي إليه بأشجى الأشعار، ولعل من فضل المصائب على الإنسان انّها تعيده بالألم إلى إنسانيته فإذا به يتحول إلى قيثارة تعزف لحناً يفيض بالشجن. وتزدحم كتب الشعر العربي بأشعار تعبر عن هذه التجربة في مناسبات مختلفة..اليك نماذج منها:
قال جرير يبكي زوجته:
لولا الحياء لهاجني استعبار *** ولزرت قبرك والحبيب يزار
ورثى مالك بن الريب نفسه وهو يحتضر:
ألا ليت شعري هل ابيتن ليلة *** بجنب الغضا أزجى القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه *** وليت الغضا ماشي الركاب لياليا
فهو يتمنى لو تتأخر وفاته ليعود إلى أهله ووطنه ولا تنتهي حياته بهذه الصورة.

ونختمها بقول أبي العتاهية يبكي الشباب ويتمنى لو تعود أيامه:
بكيت على الشباب بدمع عيني ** فلم يغن البكاء ولا النحيب
ألا ليت الشباب يعود يوماً ** فأخبره بما فعل المشيب
ان ما شهده العراقيون في الاربعين سنة الماضية من حالات اكتئاب، لم تحصل لأي شعب معاصر..فأين منها أدباء وفنانو العراق..هل استطاعوا تجسيدها بما يعكس وجعهم ؟! وهل وظّفوا فيها التفاؤل بان المستقبل لهم؟
تساؤل لهم..وليتهم اجابوا ..أدبا وفنا!
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة تشرين ..في ذاكرة التاريخ (الحلقة الخامسة)
- انتفاضة تشرين ..في ذاكرة التاريخ (الحلقة الرابعة)
- انتفاضة تشرين ..في ذاكرة التاريخ (الحلقة الثالثة)
- انتفاضة تشرين ..في ذاكرة التاريخ (الحلقة الثانية)
- انتفاضة تشرين ..في ذاركرة التاريخ .توثيق للتاريخ والأجيال (ا ...
- الجنس والعدوان من منظور فرويد
- المثقفون.. اكثر فئات المجتمع شهية لقضم سمعة الآخر
- متلازمة اسب متلازمة اسبرجر..مرض المشاهير!
- متلازمة انجلمان - أخطر مرض نفسي في العالم
- فلم اخفاء صدام حسين ( الضيف والدخيل..بلوه!) 2-2
- فلم اخفاء صدام حسين ( الضيف والدخيل..بلوه!) 1-2
- المدى.. ايقونة الصحافة العراقية
- تعديل قانون الأحوال الشخصية - تداعياته السكولوجية
- ثورة الحسين..لو استوعب العراقيون دروسها لعرفوا طريق الخلاص
- اشكالية أدباء العراق في الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
- علي الوردي..في ذكرى رحيله
- عبد الكريم قاسم - قدوة الأخلاق والنزاهة الذي نفتقده
- لماذا يقتل الانسان أخاه الأنسان؟
- سيكولوجيا الأعياد..في الديانات
- لهذه الأسباب ألغى البرلمان الاحتفاء بيوم 14 تموز عيداً وطنيا ...


المزيد.....




- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - فضل الأكتئاب على الفنون والآداب !